تبدأ اليوم الأحد، الزيارة التاريخية لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس، حيث تهدف الزيارة، إلى مناقشة ملفات مهمة الأخوة والمواطنة والإرهاب.
وأعرب البابا عن سعادته بترحيب الإمارات له، شاكرا كل الأجهزة المعنية بالعلاقات التاريخية للمسيحيه في الإمارات .
ترجع العلاقة بين المنطقة والمسيحية إلى القرن الرابع الميلادي، وقد عُثر على آثار لمجتمعات مسيحية في منطقة القصر بالكويت الحالية وسير باني ياس في الإمارات.
ويقول التاريخ إن بعض القبائل العربية التي كانت على صلة بمركز المسيحية في الحيرة بوسط العراق ربما ساهموا في انتشارها في الخليج، كما أن اضطهاد النساطرة في الإمبراطورية الفارسية بين عامي 309 و379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية ربما للخليج.
وبعد عام 410 رصد المؤرخون وجودا مسيحيا مكثفا في المنطقة ممثلا في كنائس وأديرة وقساوسة وتركزوا بشكل أساسي في شمال شرق شبه الجزيرة العربية. وفي الجنوب كانت هناك كنيسة بيت قطرايي والتي امتد مجالها من قطر إلى صحار في سلطنة عمان، وقد تم العثور على آثار لمجتمعات مسيحية في هذه المنطقة أيضا.
وفي القرن السابع الميلادي، انتشر الإسلام في منطقة الخليج العربي، حيث بات الدين المهيمن حتى اليوم.
المسيحية اليوم
مع الطفرة النفطية في منطقة الخليج وفد إليها الكثير من الأجانب، وكان من بينهم مسيحيون، وتشير التقديرات إلى أنه يوجد في الإمارات نحو نصف مليون مسيحي.
كما يوجد في دبي الكثير من الكنائس وجميعها على أراضٍ تبرع بها الحاكم الحالي الشيخ محمد بن راشد.
وقبل ذلك في عام 1966، عام اكتشاف النفط هناك، تبرع الشيخ راشد بقطعة أرض لبعثة مسيحية من الرومان الكاثوليك.
وتطورت المدينة من حول كنيسة سانت ماري، التي توجد الآن بجانب طريق مزدحم في قلب مدينة دبي.
و الطقوس المسيحية في الإمارات لها ما يميزها بإقامة الصلاة الرئيسية يوم الجمعة، فهو يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للكثيرين.
وتستضيف الكنائس عشرات الخدمات الكنسية باللغتين الإنجليزية والعربية وكذلك لغات أخرى من التاغالوغية إلى مالايالامية.
ويقول الأب ليني كونولي، كاهن كنيسة سانت ماري :”نرى حوالي 7000 شخص في قداس الجمعة”.
ولا يستطيع الأب ليني تحديد عدد الكاثوليك في دبي، وغالبيتهم من الهند والفلبين، لكنه كان واضحا في ما تقدمه دبي :”لم نكن نتوقع كل هذه الحرية، ونتمتع بحرية العبادة وممارسة شعائر ديننا في هذا المكان”.
وهذه ميزة مهمة جدا، خصوصا أنه لا توجد في دبي أية دلائل أو رموز لدين آخر غير الدين الإسلامي، فالكنائس لا يمكنها وضع الصليب، ولا يسمح بالتبشير ومن يحاول نشر دينه أو معتقده أو إقناع المسلمين بترك الإسلام يواجه عقوبة السجن أو الترحيل.
وتختلف دولتا البحرين والكويت في أن بهما مواطنين مسيحيين وليس فقط من الوافدين. فعددهم في البحرين نحو ألف وفي الكويت 500.
كنيسة سانت ماري في الإمارات
ويبلغ إجمالي عدد المسيحيين في البحرين نحو 250 ألف شخص وفي الكويت نحو نصف مليون.
وكانت أول كنيسة خليجية افتتحت في البحرين عام 1939، وتوجد سبع كنائس كاثوليكية في الإمارات وأربع في عمان وثلاث في الكويت”.