بخفة ظل ورشاقة وحضور طاغي يستكمل الفنان والكاتب الصحفي ناصر عبد الحفيظ ،نجاحاته بتجسيد شخصية الخال الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي،في العرض المسرحي،”سيرة حب”،على خشبة مسرح البالون، ليكشف لنا عن قدراته الفنية كممثل في إستحضار “الخال “،على الخشبة بتلقائية شديدة وصدق وبراعة.
قال عبد الحفيظ في تصريح صحفي:عملت مع فارس المسرح الاستعراضي المخرج الدكتور عادل عبده، في معظم أعماله، محلياً وعربياً ونجاحاته،و كنت شاهد عيان لها وعلى سبيل المثال لا الحصر، قدمني كممثلاً لأول مرة على خشبة مسرح البالون ،في عروض ” زي الفل “، ” قطط الشارع “، وشاهد لي في القطاع الخاص مسرحيات شكشوكة و ” وجوه “، بخلاف وحين رشحني لشخصية الأبنودي، فكرت كثيراً وارتعبت لأن شخصية الخال ليست بالسهلة على أي ممثل وتكمن صعوبتها في أنها تعيش في ذاكرة المواطن المصري والعربي ، الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، قوته في إستدعاء المفردة اللغوية “مرعبه ” و” تخض ” ومؤثرة وقوته في آدائها أمام الجماهير لا يبارزه فيها أحد ،فهو قادر على تجسيد كلمته وجذب انتباه الجماهير رحمة الله عليه، بما منحه الخالق من قدرات أبسطها أن لديه حضور عالي والمقارنة ستكون بيني وبينه شئت ذلك أم أبيت، و مع دفعة الطاقة الإيجابية وشحنة الحماس من مخرج في قيمة وقامة الدكتور عبده.
و أضاف،خضت التجربة وسعدت كثيراً بردود أفعال الجمهور والكتاب الصحفيين والنقاد وفي حقيقة الأمر، هناك حالة حب حقيقية في كواليس ” سيرة حب ” كل صناع العمل يتفوقون على أنفسهم في تجسيد الشخصيات المرسومة وجميعنا يستمتع بأداء الآخر، أمامه ودائماً، على صفحات التواصل الاجتماعي ،كلما شاهدت تصريح من نجم أو إعلامي حول العرض، مثل ” انتبهوا أيها السادة إنها
“سيرة حب”، قطعة الألماظ الحر من روح مصر ، فكل محطة من محطات العمل هي قطعة ثرية ومدهشه تنقلنا لقطعة أكثر ثراء.
و تابع،من لم يشاهد العرض عليه، أن يتوجه لمشاهدته لأنه سيكتشف أننا أمام عمل مسرحي مصري خارج عن المتوقع والمألوف والجمهور العربي والغربي الذي يحضر يقف احتراماً وتقديراً لريادتنا وما يقدم على خشبة المسرح يجبره على الوقوف والتصفيق بحرارة شديدة.
وفي أحيان كثيرة نسمع ونحن في الكواليس الجمهور يخرج عن شعوره بالصياح والهتاف وهذا ما يجعلنا جميعاً على المسرح، نقف إجلالاً واحتراماً لما نمثله لبلدنا العزيز بتقديمنا رائعة، “سيرة حب” .
و العرض تجربة رائدة في الفنون والقوي الناعمة ،ويكشف النقاب عن كنوز مصرنا الثمينه ،وأحلم بأن يشاهده كل مواطن مصري وعربي وأتمني أن يتم توجيه الدعوة إلى السيد عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لمشاهده عمل مصري وطني يجمع رموز وأهرامات من بلدنا الحبيبه ويضعها أمام الأجيال الجديدة . و عن شخصية الأبنودي، فأكد عبدالحفيظ، أن الحضور لاينتظر شبيه أو مقلد للخال، ولكن دراسة الشخصية تجعلني ابحث عن روحه، وأسعي لاقتحام عالمه ومعايشته وهذا ما أرغب في إيصاله للجمهور، في ” سيرة حب “،من خلال مشهدين يجتمع فيهما الأبنودي بالموسيقار بليغ حمدي، الذي يجسده ببراعة شديدة سوبر ستار العرض النجم إيهاب فهمي، والذي أتشرف بالوقوف أمامه.
وتابع أتمني من الله أن نلتقي في أعمال أخري لأنه نجم حريص على نجاح من يقف أمامه وإظهار الحالة الفنية للجمهور بالشكل الذي يجب أن يكون وإستفدت منه كثيراً خلال نقاشاتنا حول المشاهد خاصة مشهد ميلاد أغنية،” عدي النهار “،وما تحمله من وجع وانكسار والبحث عن طاقة أمل لإيجاد حلول الخروج من شعور النكسة والهزيمة ،وكانت العديد من الكتابات والآراء والأقلام الصحفية قد صنفت، مشهد عدي النهار، بأنه من المشاهد الملتهبة والمشحونه بالمشاعر وهو تشبيه راقي.
وأضاف الحالة التي جمعت بين بليغ والأبنودي وحليم ،في هذا التوقيت داخل العمل كانت لحظات عجزت الكثير من الأقلام لكبار الكتاب والشعراء والمبدعين في توصيفها، فهي لحظة صدمة وتوتر مصحوبة، بالاستغراب ،نصر فجأة يتحول لهزيمة كيف استطاع الأبنودي، أن يستخرج من الوجع والألم طاقة أمل كبيرة، فهو يستعيد بوجع ماكتبه ” أحلف بسماها وبترابها” ،وقت الانتصار ويحاول الخروج من الظلمة والسواد المتشحه به اللحظات إلي النور مجدداً ولذلك فالمشهد عالق بذهن الجمهور المتابع لسيرة حب، وهو يجمع مشاعر إنسانية متناقضة كثيرة جميعها يصب في حب مصر وعشق الوطن ولي الشرف باستعادته بهذا الشكل الذي يدفع الكثيرين من نجومنا وكتابنا ونقادنا على تهنئتي وتهنئة الجميع علي رأسهم مخرج العمل البطل الرئيسي الذي مهما وجهت إليه من شكر لن يكفيه لأنه مبدع خلوق متواضع يتحمل الكثير بصدر رحب لتخرج أعماله للنور بهذا الجمال وبهذه الروعة.