قال الأنبا مارتيروس في اليوم الرابع من أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة:”الذي يشكك في محبتنا لبعض، عدوٌ الخير لديه أداة سهلة وبسيطة لتفريق الناس عن بعض، وهي التشكيك ويدخل التشكك من الاختلاف ويبدأ يتغلل في القلوب، ولكن في الأساس أن الناس عندما يجتمعون سويًا ويلتقون في بناء العلاقات يجدون المحبة في قلوبهم”.
وتابع نيافته: إن أسماء عدو الخير التي يلقب بها “المشتكي”، وتجارب الشرير التي نطلب في صلاتنا الربانية أن ينجينا منها الرب لا تدخلنا في تجربة.
كما قال:”نحن متوحدون بالفعل في دائرة المحبة ودائرة الموطنة والأرض، وفي تواجهاتنا المختلفة سواء سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ولكن كل واحد لديه مذبحه الخاص ولديه معتقداته، فيجب أن نتلاشى ضرورة أن يرغب البعض السير على منهجه”.
وأضاف: “يجب أن نفهم أولادنا، الهدف من إقامة أسبوع الصلاة، هو توحيد الإيمان معًا، أن نكون فكرًا واحدًا، ونحن نترك هذا على عاتق مسؤولية الكبار من اللاهوتين وكبار العلماء المسيحين، ولكن علينا نحن كشعب واحد نحيا في محبة مشتركة”.
وتابع:”إن المسيح يؤكد أنه يحيا وسطنا والظلمة لم تدركه أبدًا وإذا وجد المسيح تنقشع هذه الظلمة وأول ما نظر المسيح للعالم نظر له بالحب، وأوجد النور المحبة فإذا وجدت نفسك تبغض فأنت تعيش في ظلمة، فأطلب من الله أن يدركك هذه المحبة ويعلمك أن تعيش من خلالها”.
وأضاف:”إن ربنا يسوع المسيح في إنجيل يوحنا، هناك أناس أحبت الظلمة أكثر من النور؛ لأن أعمالهم كانت شريرة، وهذا شيء خطير يبعد الإنسان عن محضر الله، والمحبة هي سر الوجود والمحبة هي الله لأنه بدون المحبة لن نحيا والله في كلامه عن النور، وكان دائمًا يعلن ذاته في طبيعة النور”.
وأكد نيافته في كلمته قائلًا:”وعلى المستوى اللاهوتي إذا كان الله طبعته النور، فعلى المستوى الروحي لدينا كبشر هي المحبة فامنح دائمًا المحبة ولا تمنع؛ فإن من يستطيع أن يفعل حسنًا ولا يفعل فتلك خطية”.
وفي ختام كلمته، قال الأنبا مارتيروس:”وفي هذا الاسبوع نصلى من أجل الوحدة الإيمانية وهو دعوة إلى احترام كل واحد للآخر لعقيدته ومعتقداته ولكن عندما نتجه إلى الله لنطلب أن يكون لما أسرار واحدة ومذبح واحد ومعتقدات واحدة، فالمعرفة هي المجهود الذي يجب أن نبذله للتعرف على معتقدات كل واحد بعضنا لبعض مثل مفهوم الأيقونة وشفاعة القديسين وغيرها من الأمور المختلفة فبالمعرفة، متطلبات الوحدة الإيمانية تحتاج لمجهود كبير من أول مؤتمر اُقيم في تاسكس ١٨٥٠، وشاركت فيه الكنيسة الأرثوذكسة ومازالت الجهود مستمرة من أجل تحقيق الوحدة.. “اكسر الحاجز واقبل غيرك ووقدم له محبة حقيقية.. السيد المسيح كان يلوم في الطبقة الفكرية المتفرقة، مثل معاملة السامرة واليهودية وغيرها من الأفكار المتفردة”.
وأخيرًا قال”: دعونا ألا نشكك أنفسنا بأن لا هناك محبة فهو موجودة ولكن نصلي أن تكتمل، أن يكون لدينا مذبح واحد ومعمودية واحدة وأسرار واحدة، ونحن نستمر على هذه الصلاة من القرن التاسع عشر وسنستمر بنعمة ربنا يسوع المسيح”.