أثار تقرير موقع بلومبرج الاقتصادي ضجة كبيرة لدي قطر وإيران بسبب تناقص الطلب العالمي علي كميات استيراد الغاز الطبيعي سواء في حالته الغازية أو في حالته السائلة والتي كان يمثل فيها الشرق الأوسط نقطة مضيئة للطلب العالمي علي الغاز الطبيعي منذ 2011 وحتي وقت قريب كانت فيه الصفقات لسماسرة الغاز الطبيعي تمثل أعلي مستويات المكاسب بالمقارنة لبقية أنشطتها في كل دول العالم, مما شجع دول قطر وإيران علي زيادة قدراتها من شراء تكنولوجيات متقدمة من مصانع الإسالة للجيل الثالث وزيادة عمليات الإنتاج في معظم الآبار ورفع قدراتها الإنتاجية إلي مستويات القصوي وهي تمثل معدلات الإنتاج السريع والمحسوب زمنيا من الإحتياطيات الاستراتيجية لتلك الخزانات, وقد وضعت تلك الدول في موازناتها للعام الحال 2019 زيادة المصروفات لتعديل وصيانة البنية التحية من خطوط الإنتاج والمد وكذلك زيادات التوسعات لمصانع الإسالة الحالية وشراء صفقات جديدة من سفن شحن الغاز المسال المتطورة والتعاقد مع أكثر من 31 شركة مختلفة تعمل في بيع وشحن ونقل وتجارة وسمسرة صفقات الغاز المراقد عليها مع كلا من قطر وإيران ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه اقتصاديات قطر وإيران حيث إن التقرير الفعلي لبلومبرج أشار إلي انخفاض الواردات من الغاز في منطقة الشرق الأوسط إلي حد كبير ولدرجة أن الأمر قد يستغرق عقدا من الزمن للتعافي قد يصل إلي أكثر من عشرة سنوات.
وأوضح التقرير أيضا أنه في العام الماضي 2018 كانت نسبة التراجع في استيراد الغاز حوالي 37 في المائة وأن التوقعات السلبية المطولة عن زيادة الطلب علي الغاز الطبيعي المسال مستمرة خلال عامين.
يستورد الغاز المسال في الشرق الأوسط خمس دول هي: مصر والكويت والأردن والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل, ومن المتوقع أن تنضم البحرين للمجموعة هذا العام طبقا لما تستهدفه حكومتها من زيادة كميات إنتاج الكهرباء هذا العام, وتعود الأسباب الحقيقية لانخفاض واردات الغاز المسال إلي الاكتشافات الجديدة والإنتاج منها وتحقيق الاكتفاء في مصر وتقليل الاستيراد في الإمارات العربية المتحدة مما أدي إلي تقليل الحاجة إلي الوقود السائل, وتوقف الأردن حديثا عن استيراد الغاز المسال وزاد من واردات خطوط الأنابيب الرخيصة.
وتعتبر مصر أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في المنطقة في أعوام 2015 و2016 و2017, لكنها أوقفت عمليات الشراء 2018 وتحقيق اكتفاء وكذلك فائض مما جعلها قد تستأنف الصادرات بفضل ارتفاع الإمدادات المحلية من حقل زهر العملاق والمراحل التطويرية في حقول نورس وشمال الإسكندرية غرب الدلتا وحقل أتول, سوف يعتمد الأردن بشكل أكبر علي واردات خطوط الأنابيب من مصر, مما يقلل من حاجته إلي الغاز المسال وأيضا قد تلجأ البحرين البلد الوحيد الذي سيضاف لقائمة المستوردين في عام 2019.
وقد يعني هذا السرد المطروح سابقا أهمية كبيرة وتأثير سلبي بالنسبة للصادرات القطرية والإيرانية كما يقول تقرير بلومبرج بعد أن عززت قطر وإيران كأكبر مصدرين للغاز الطبيعي المسال في العالم من مكانتها في سوق الشرق الأوسط المتقلصة منذ عام 2016 بزيادة التوسعات والتكاليف الباهظة في مصانع الإسالة وكذلك تصدير عبر الأنابيب ولكن ومن المرجح أن تعود كلا من قطر وإيران إلي تخفيض إنتاجها من الغاز المسال وأيضا الانكماش في مناطق الجنوب الآسيوي فقط بعد أن دخلت الولايات المتحدة في سباق تصدير الغاز المسال إلي كلا من كوريا الجنوبية واليابان بحصص تزيد عن المعتاد إلي 200% والذي أدي إلي فقد قطر وإيران نسب عالية من تصديرها تصل إلي 10%, مما قد يؤثر سلبا علي السوق العالمية للغاز والذي أصبحت تتضاءل وارداته من الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط ومن آسيا, من المتوقع أن يرتفع الإمداد بالوقود -الذي تحركه الولايات المتحدة وقطر وأستراليا- بنسبة 18% تقريبا بحلول عام 2030, وسيزداد الطلب أكثر من ضعف هذا المعدل, حتي الكويت, أكبر مستورد في المنطقة, بالكاد تسجل من الناحية العالمية, وارداتها أقل من الأسواق الأصغر في آسيا مثل تايلاند وبنجلاديش وباكستان.