لعيد الغطاس نكهة خاصة ممزوجة بطعم القلقاس وعود القضب ولهما فى قلب التاريخ قصص وحكايات وارتباطات لدى الكثير فى البيوت ،فالقلقاس خضار يطبخ فى عدة أشكال لأنه نبات ينمو أسفل الأرض ثم يخرج إلى النور للأكل ويمثل – وفق الموروث القبطى – الإنسان فى الخطية ويظهر إلى النور. ويرمز الغطاس إلى الحياة من قبل المعمودية وعند غسله تخرج منه مادة لزجة تسبب ضررا لو لم تغسل وبعد ذلك يصير اللون أبيض ناصع البياض ويمثل الإنسان فى نقائه بعد المعمودية المقدسة، وتندرج أمثال شعبية لدى البعض بقولهم «اللى مايكلش قلقاس فى عيد الغطاس يصبح جتة من غير رأس» وهى إشارة إلى استشهاد يوحنا المعمدان الذى قطعت رأسه وهو طرف رئيسى فى معمودية المسيح.
وأيضًا قصب السكر الذي يذكر بضرورة العلو في القامة الروحية وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية تعتصر من أجل الآخرين.
أصل مسمى هذا العيد يرجع إلى كلمة إغريقية Epiphany تعني الظهور،وعيد الغطاس هو عيد تعميد المسيح فى نهر الأردن، وهو من الأعياد السيدية الكبرى فى الكنيسة، وترتبط به عدة طقوس ومسميات، من بينها “برامون”، و”لقان”، وكلها أسماء لطقوس وصلوات ترتبط بهذا العيد السيدي .
يذكر عدد من المؤرخين قيام المسلمون المصرييون بمشاركة إخواتهم المسيحين في احتفلاهم بهذا العيد وكانوا يتجمعوا حول ضفاف النيل المبارك.
ويصف الباحث والمدون الشاب ابرام راجى طقوس الاحتفال قديما فيقول: سجل عيد الغطاس فى كتب التاريخ بأيدى مؤرخين مسلمين واقباط كمظهر من المظاهر القومية فى مصر فيروي الشيخ تقى الدين المقريزي عن عيد الغطاس فيقول إنه يُعمل بمصر فى اليوم الحادى عشر من شهر طوبة، وأصله عند النصارى إن يحيى بن زكريا عليه السلام ، المعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمد المسيح أى غسله فى بحيرة الأردن، وعندما خرج المسيح عليه السلام من الماء، اتصل به الروح القدس فصار النصارى لذلك يغمسون أولادهم فى الماء فى هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم، ولا يكون ذلك إلا فى شدة البرد، ويسمونه يوم الغطاس وكان له بمصر موسم عظيم إلى الغاية.
وكانت الخيام تُنصب على الشواطئ وياتى الخليفة ومعه أسرته من قصره بالقاهرة إلى مصر القديمة، وتوقد المشاعل فى البر والبحر، وتظهر أشعتها وقد اخترقت كبد السماء لكى تزينها بالأنوار البهية ثم تُنصب الآسرة لرؤساء النصارى على شاطئ النيل فى خيامهم، وتوقد المشاعل.
ويقول المسعودي كانت ليلة الغطاس فى مصر أيام الفاطميين والأخشيديين، أحسن الليالي بمصر وأشملها سرورًا ولا تُغلق البوابات التي كانت مركّبة على أفواه الدروب والحارات، بل تبقى إلى الصباح، ويغطس أكثر الناس في نهر النيل، مزعمين أن ذلك أمان لهم من الأمراض، ومناعة لأجسادهم من انتشار الداء!!