في الأيام العجاف تنطفيء بهجة الأعياد, تنحني أشجار الفرح, تنطلي خضارا باهتا يشبه ليالي الشتاء الباردة وتغمض العينين عن النور إذا سطع في غير أوانه.. لكننا قررنا أن تكون الساعات الأخيرة في هذا العام ليست عجافا, فغدا سوف يكون اليوم الذهبي لرأس العام, إذ يصادف ليلة رأس السنة الميلادية, قررنا ألا تكون أيام أعيادنا عجافا, قررنا ألا يذهب سائلا محروما أو مكسورا, قررنا ألا يخرج من دخل إلى باب أفتح قلبك بجريدة وطني إلا مجبور الخاطر, فرحا بالعام الجديد, فكل من سأل أعطيناه من فيض كرم من يعطوننا, وكل من طلب, لم نرده, وكل من كان بلا غطاء وفرنا له بطانية ولحاف, وكل من كان بلا معايدة, أعطيناه العيدية, وكل من جاء إلينا طالبا ملابس لم تتوفر لدينا منحناه المال ليتشري بعض منها قدر استطاعتنا, قررنا أن نحتفل سويا ببركة العطاء التي تكفي ولا ينقص معها شيئا, كم هي عظيمة فرحة المحرومين حينما يكتفون بأقل القليل, كم هي عظيمة ليالي الكريسماس بلا حرمان, كم هي عظيمة هذه القلوب الراضية, والنفوس الشاكرة والأرواح الذائقة لذة الرضا بعد حرمان هذا لا يمنع أن لدينا من القصص التي لا تتعلق بيوم الكريسماس ما نسرده, أملين أن تجد من يحمل معها الهموم مع حلول العام الجديد.
أبوالولد.. فاقد السند
في عزبة داخل عزبة, في منطقة عزبة النخل, تسكن سامية, التي حصلت علي دبلوم التجارة وتزوجت, لتنجب ثلاث بنات, لكن الزوج يتمني الولد, يعمل في مصنع ويتقاضي راتبا يصل الي ألفين جنيه, لا تكفي شيئا حتي قبل سنوات, لكنه يريد الولد, وتحاملت سامية علي نفسها, وابنتها الكبري وصلت إلي 11 عام, خلعت الوسيلة التي كانت تحميها من الإنجاب, وقررت الاستسلام لزوجها, وحملت سامية في الولد, وجاء الولد, لتفرح به الأسرة كلها, لكن بعد ثلاث أشهر, تحولت الفرحة إلي كأبة مفرطة إنه غير طبيعي, أعراض لا تتسق مع طفولته, إنه ليس كسائر الأطفال في مثل عمره وانطفئت الفرحة, وبدأت الشكوك تتلاعب بأذهان الزوج والزوجة, حتي أتم الشهر السادس, واضطرا إلي الذهاب للطبيب, ومن طبيب إلي طبيب ومن سنة إلي سنة, والولد لا يستجيب, ومازال في احتياج للبامبرز, ولا يتحدث, ولا يستطيع الجلوس, إنه مصاب بضمور في المخيخ, ومركز الاتزان.
منذ ثماني سنوات وسامية وأسرتها يعانون من الحزن والمسئولية وغياب الأمل ولايزال الأبن ضامر المخ والأعضاء, وحينما بدأ في العلاج الجديد منذ شهور, سطع الأمل في نفس والدته, طافت الدنيا بحثا عمن يساعدها, لكن الحمل ثقيل جدا, جاءت تروي حكايتها: لدي ثلاث بنات الكبري 19 سنة, والوسطي 17 سنة والصغري 15سنة, وابني المريض 8 سنوات, البنات في ثانوي عام, كلهم بيتعلموا, مش مقصرة معاهم, أخويا بيساعدني والكنيسة بتساعدني بس الحمل تقيل أوي, طبعا أنا مش باشتغل, لأني شايلة حمل الولد اللي هو بالفعل طفل رضيع, عايش علي اللبن ولبس البامبرز, رحت لمكان يساعدني في جلسات العلاج الطبيعي للولد والجلسات الخاصة بالتخاطب لأن الدكتور قال في أمل, آه صدقوني في أمل الولد بيبدأ يقعد من غير ما نسنده, ممكن يكون في أمل.
وظلت سامية تبكي وتقول: فيه أمل, كان زوجها مصاحبا لها, وبعد بكاء مرير, صرخت في وجهه قائلة: جبت الواد ياأخويا خلاص, أهو الولد اللي كنت هاتموت عليه حمله تقيل وبقينا شحاتين من كل حتي لقمة, جبت الولد يا أبوالولد, مبسوط لا هو داري ولا حاسس ومتعذب وإحنا متعذبين بيه, جبت الولد وبقيت أبو الحيلة, ادي ارادة ربنا اللي ماحدش يتحداها كنت عايزه يشيلك في كبرك, اديك هاتشيله من الولادة للممات, أما هو فقد أصابه الخجل والصمت ولم ينطق أبدا.
وظلت سامية تبكي كما لو أنها المرة الأولي التي تعرف فيها بحقيقة مرض ولدها, ثم هدأت في صمت يلف الجميع من فرط الحرقة, ورهبة الوجع الذي ينتابها, أستأنفت كلاهما لتقول: في جهة كانت بتساعدني في علاج الولد, لكن الجهة دي عايزة تخليني أعمل العلاج في مكان معين المكان ده بعيد عن بيتي جدا, ماقدرش أشيل الولد كل يوم وأنزل أروح بيه وأدفع مواصلات 30 جنيه رايح و30 جنيه جاي, علشان نروح ونرجع, أنا كمان عندي الغدة وفقرات الرقبة فيها مشاكل من شيل الولد, وعندي دهون في الدم, وماشية بعلاج مدي الحياة, أنا مش سليمة, علشان اشيل واروح آخر الدنيا, وأدفع مواصلات, طيب أجيب منين, والراجل في أكل عيشه, والبنات محتاجين عينين ومراعاة, أروح فين بس يا ربي علشان حد يحس بيا ويفهمني, أنا مش عايزة أخذ حاجة مش حقي نفسي بس أقل القليل العلاج في أقرب مكان, كل اللي بيحاولوا يساعدوني كتر خيرهم لكن المساعدة اللي هاتخليني أشحت علشان أروح لغاية ما أخدها, صعب جدا أني أخدها لأن الحقيقة هابقي مديونة بيها لناس تانية هم أحق مني ويستاهلوها أكتر مني إذا كانوا بيسكنوا في نفس محيط المساعدة الطبية, لكن أنا محتاجة مركز في عزبة النخل يتبني حالة ابني, محتاجة حد يفهم حالتنا, أنا بانزل شايلاه من الدور السادس, وباخد توكتوك علشان أروح بيه كنيسة الزيتون التوكتوك بياخد 30ج رايح وزيهم جاي, لكن لو عملت العلاج في أي مركز في عزبة النخل مش هادفع غير خمسة جنيه بس ويمكن أخدها مشي, هل في حد يتبرع بحق الجلسات دي, الجلسة بأربعين جنيه بعد الخصم, تلات مرات في الأسبوع وزيهم علاج طبيعي, يعني ست أيام في أربعين جنيه, 240 جنيه في الأسبوع يعني حوالي ألف جنيه في الشهر, أنا واثقة أنهم مش كتير بالنسبة لناس عايزة تعمل خير وترحمني من الغلب اللي أنا فيه, واثقة أن فيه قلوب هاتفرح لو أبني خف.
استغاثات عاجلة
ماكينة خياطة
صفية.. أمرأة جميلة كتبنا عنها مرارا تحملت فوق طاقتها من زوج مدمن مزور, كاد يطيح بالأسرة, وبالكاد صفية حوطت علي بناتها الثلاث حتي زوجت ابنتيها, والآن زوجها مسجون في قضية تزوير, ولم تتبقي سوي طفلة واحدة في رعايتها, في السنة السادسة الابتدائية, لكن مازالت صفية بلا عمل, رغم أنها خياطة ماهرة جدا, لكنها لا تستطيع العمل بدون أدوات تحتاج لماكينة خياطة سينجر, وماكينة أوفر أربعة فتلة, حتي تتمكن من الإنفاق علي الفتاة الصغيرة التي هي المسئولة الوحيدة عنها حاليا بعدما حصل والدها علي الجزاء المناسب له بالسجن, لكن لا يمكن أن نسجن معه مستقبل أسرة بأكملها, نحن نبحث مع صفية عمن يساعدها في شراء أدوات الخياطة, حتي تعول نفسها وابنتها, ولا تمد يديها لأي شخص.
دولاب وسرير
مازالت استغاثات الأسر المعدمة تأتينا من عمق احتياجاتهم, لدينا ثلاث أسر تحتاج إلي دولاب وأسرة ومراتب, وأسرتين في احتياج إلي غسالتين, وثلاث أسر في احتياج إلي ثلاجات وأسرتين في احتياج إلي 2 تليفزيون وبوتاجاز, ولا نستطيع شراء هذه الأجهزة بسبب أرتفاع الأسعار الخرافي في الفترة الأخيرة, هذا بخلاف ما تحتاجه العرائس في فترة ما بعد أعياد الكريسماس من تجهيز ملابس وأدوات مطبخ, مع الملاحظة أننا لا نقبل أي شيء مستعمل حالة جودتها أقل من 70%.
ألبان الحياة
مازلنا نحتاج إلي عبوات ألبان البودرة, والتي تحتاجها الحالات المصابة بضمور في العقل, إذ لا يتناولون سوي المشروبات أو المأكولات اللينة جدا, وتلك الألبان تساعد في تسهيل عملية التغذية, ويتراوح الاستهلاك الأسبوعي للحالة ما بين علبة إلي علبة ونصف العلبة أسبوعيا, من أكبر حجم, لدينا خمس حالات تحتاج إلي الألبان, حتي تصل إلي حالة التغذية الصحيحة التي تساعدها علي الأستمرار في الحياة.
أم جرجس.. خمسون عاما من الحرمان
كومة من اللحم العجوز, الملفوف فوق عظام انحنت مع مرور الزمن علي خبراتها جلست بلا كلام تنتظر المبادرة مني, بينما نطقت في وجهها كل المعاني الجميلة خجولة جدا رغم عمرها الذي تخطي السبعة وسبعين عاما, بادرت بفتح الحديث معها: أهلا يا ماما أسمك إيه؟
** أم جرجس
* عندك كام سنة؟
** يجي خمسين سنة
* كان عندي سبع عيال, كنا مستورين وكان ده أيام الرخص وبنخلف كتير أنا أتجوزت من يجي خمسين سنة.
* كده يبقي ماعندكيش خمسين سنة ما تجيبي البطاقة ونعرف سنك الحقيقي الستات ماتحبش حد يعرف سنها.
** ضحكنا واطلعنا علي البطاقة الشخصية لنصطدم بالواقع أن عمرها 77 سنة, وتقول في بساطة: أنا مش باعد السنين علشان اللي بيجري لنا كتير.
* أحكي لي جاية ليه النهاردة؟
** أنا جاية وأنا خايفة, مرعوبة حد يعرف إني جيت أطلب منكم مساعدة أحسن اللي بساعدوني يقطعوا مساعدتهم من العيال, دول بيجيبوا لهم الدوا كل شهر, والكنيسة بتديني 200 جنيه.
* ما تخافيش إحنا عندنا سرية تامة لأي أسرة بتتلقي مساعدة مننا, لأننا بنعمل بحث حالة وبنتأكد من الوضع اللي بيختلف من أسرة لغيرها, أطمني وأحكي لنا.
** لا أنا خايفة أنا هامشي.
* يا ماما ماتقلقيش
** لا لا أنا ماشية أعملي معروف أنسي إني جيت هنا مش عايزة حد يجي لي, أوعي تقولي لحد إني جيت.
* يا ستي أرجوكي أديني فرصة أعرف موضوعك ليه مرعوبة كده؟
* لا لا
وظلت أم جرجس تخرج من المكتب ثم تعود لتوصيني ألا أكتب عنها, وألا أزورها, وألا أقول لمخلوق أنها جاءت إلينا!! حالة الرعب التي انتابتها أصابتني بالهلع, أيقظت بداخلي تساؤلات, هل إلي هذا الحد يمكن أن نبث الرعب في نفوس أولئك المحتاجين حينما نفقد الكياسة في التعبير عن شكوكنا, ونعاملهم وكأنهم كتلة واحدة دون التفريق بين الحالة والأخري طبقا للسن والاحتياج ودرجة التعليم وخبرة الحياة, حتي يصل بهم الأمر إلي تلك الحالة من الرعب, لم أستسلم لمخاوفها ولا لشعوري: بالغضب تجاه من شككت فيهم سابقا, وقررت أن أتابع حالة أم جرجس, اتصلنا بها تليفونيا ثم قمنا بعمل بحث الحالة لأسرتها.
في الطريق إليها كان علينا الاتصال بها, أبتهجت أم جرجس ثم تلعثمت, وبدت عليها الفرحة المغموسة في صحن الخوف, ووصلنا إلي مسكنها لنري ميراث الفقر الذي يتقاسمه الفقراء دون أن يشعر بهم المستورين ولن نقول الأغنياء أو الأثريا بيت قديم مقسم إلي حجرات منفصلة ليست به أية وحدات سكنية مستقلة شقق, كل الأدوار عبارة عن حجرات فقط وحمام واحد مشترك بين كل السكان في كل دور, بلدي أسقف منخفضة جدا, وجيران يشبهونها في الظروف, كلهم يسكنون في حجرات متجاورة في إحدي الأحياء السكنية البسيطة, أما الحجرة فلا يوجد بها سوي سريرين, وكنبة, وثلاث كراسي, ثلاجة صغيرة قديمة, وتليفزيون صغير, ورجل منزوي في ركن من أركان الحجرة, عمره 87 سنة, إنه زوجها المريض, قالت أم جرجس: كنت خايفة تيجوا وتعملوا البحث وتروحوا تسألوا فاللي بيساعدوني يعرفوا ويمنعوا المساعدة, لكن خلاص ما دام جيتوا تبقي دي إرادة المسيح, أنا اتجوزت من يجي خمسين سنة, خلفت سبع عيال, كنا قاعدين في أوضة من غير ميه ولا مجاري, كان عندي صحة أشيل مية وأرمي صرف, ما عرفتش أدخل حد منهم مدارس, كلهم جهلة زينا, ما كانش في فلوس, واللي دخل وكان ناصح خرج من سنة سادسة أبتدائي, البنتين الكبار اتجوزوا واحدة كان عندها 18 سنة والتانية 24 سنة, وخلفوا وعيالهم خلفوا, بس الحياة ما بتخلاش.
وتتلون وجنتيها ما بين الحمرة والسواد قائلة: الزمن إداني تجارب لكن الحمد لله ربنا أداني احتمال البنت الصغيرة جالها سرطان في الدم, بعد ما خلفت خمس عيال, تعالجت علي أد ما قدرنا لأننا عرفنا في المرحلة الأخيرة, وماتت وسابتهم, وكان عند ولد صمام من صمامات قلبه ضيق, كان لازمه جراحة, جرينا وحجزنا وعملناها له في القصر العيني, ونجحت وعاش بيها خمس سنين كويس, وبعد كده, جات له أزمة قلبية وفجأة في أسبوع واحد مات, وكده خسرت عيلين من السبعة, منهم تلاتة عندهم صرع, واحد منهم كان شغال في ورشة صنايعي وكان صاحب الورشة متبنيه, ومشغله ومحتمله, أهو بيجيب رزقه, ولما تجي له الحالة يريح, صاحب الورشة مات, وابني عنده خمسة وخمسين سنة, الورشة قفلت, ما حدش رضي يشغله تاني, ولا يتحمله, قعد وكل يوم حالته تسوء عن اليوم اللي قبله.
ثم أشارت أم جرجس إلي الغطاء الملفوف علي جسد لم يظهر أصلا منه أي شيء وقالت: أهو يا ولدي نايم مكتوم علي طول هنا, والتاني عنده رعشة علي طول في إيده, بيخرج يوم ويقعد عشرة ما عرفش بيشتغل ايه, والتالت كان متجوز ومراته سابته بسبب مرضه لأنه جاله شلل رعاش, وأبوهم بيصرف علينا كلنا من معاشه 400 جنيه من الشئون الإجتماعية, كان شغال زمان في البلدية.
عم عزيز.. ونني عينه
أما حكاية عم عزيز فمختلفة تماما, أنه رجل في الثامنة والخمسين من عمره, حينما تنظر إليه, تتصور أنه قد شارف علي السبعين علي الأقل, نحيل الجسد, قصير القامة, منحني المكتفين, أبيض الشعر, كان يعمل سائقا منذ صغره, لكنه أصيب بمرض السكر, ثم بمرض الضغط, وفي عام 2007, فقد قدرته علي قيادة السيارات بسبب تراجع بصره, وسقوط أسنانه واحد تلو الأخري, بسبب السكر, ثم بدأ المرض يسحب من رصيد نظره بقوة, حتي أجري خمس جراحات في عينيه, وبسبب ضعف الشبكية, كان يتلقي حقنة في عينه لكن دون جدوي, يقول عم عزيز: حسيت أن الدكتور بيخرم في عيني كل مرة علي الفاضي لا أنا باتحسن ولا باشوف, أهو بيخرم في نني عيني وخلاص, كانت الكاتدرائية بتديني جواب للدكتور, وأبونا بيشتري لي العلاج, لكن من تلات شهور بس, بطل يشتري العلاج.
ويكمل عم عزيز قائلا: والمصيبة الجديدة اللي حطت علي دماغي الأعصاب, يعني مش كفاية إني مش باشوف أبعد من متر قدامي, لا كمان جاتني الأعصاب, والعلاج غالي جدا والدكاترة عالية جدا, عندي ابن بيشتغل سواق, ومعاه دبلوم تجارة, ظروفه تعبانة جدا متجوز وعنده ولدين عمرهم سنة وتلت سنين, وبنت في المنيا عندها فشل كلوي بتغسل كلي تلات مرات في الأسبوع, وعندها بنتين سنة ونص وست سنين, هم اللي محتاجين مساعدة مش ممكن أبدا يساعدوني, الكنيسة بتديني 500 جنيه كل شهر بادفع 450 جنيه إيجار, والباقي نور وميه, وباخد شنطة بركة وباخد من كنيسة الزيتون 150 جنيه كل شهر, لكن مافيش فلوس لعلاج الأعصاب ولا للعلاج اللي اتقطع فجأة ومش عارف سبب انقطاعه, أنا ماليش حد يساعدني إلا اللي بيجوا علي ويدوني رحمة, مش علشان أنا شحات, لكن علشان أنا مانفعش اشتغل أي حاجة بسبب المرض.
ثم أشار إلي زوجته التي كانت تجلس أمامي, قائلا: ومراتي عندها خمسة وخمسين سنة, تفتكري دي ممكن تشتغل أيه, ولا بتعرف تعمل أي حاجة مافيهاش غير صحة علي أد خدمتنا شق كلماته صوتها الخجول لتقول زوجته: أنا جربت كتير إني أعمل أي حاجة أغسل سجاد, أروح بيت بس لقيت نفسي مش قادرة كبرت وماحدش عايز اللي في سني ولا يتحمل اللي في سني, العمر فات لا اتعلمت فيه صنعة, ولا أعرف أخيط مثلا, ولا أي شيء, اقترحت عليهما أن نحاول سويا جمع مبلغ مالي صغير لعمل نصبة خضار هي تبيع وجوزها يقعد جنبها ترعاه, واتصلت علي الفور بالدكتور ماجد كمال أستاذ المخ والأعصاب لتبني الحالة ووافق, له منا جزيل الشكر والتقدير.
تواصلوا معنا عبر المحمول – 01224003151
تليفون أرضي بجريدة وطني 0223927201
البريد الالكتروني: [email protected]
البريد: مؤسسة وطني للطباعة والنشر – باب افتح قلبك ، 27 ش عبد الخالق ثروت، القاهرة