ليس ثمة شك أن عام 2018 شهد تراجعا ملحوظا لجماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية, وليس من قبيل المبالغة القول بأن ثورة 30 يونيه خلقت بالفعل نظاما جديدا في العالم العربي بعد أن استطاع الحراك الشعبي غير المسبوق لإسقاط النظام الفاشي لجماعة الإخوان بعد أن أثار السخط لدي قطاعات عريضة من الشعب المصري.
ومما لا شك فيه أيضا أن الشعب المصري وجه رسالة لجميع شعوب العالم بأنه يرفض الفاشية الدينية علي أية حال هذه الثورة وبحكم التاريخ والجغرافيا قام بها الشعب المصري وكما شهدت الأراضي المصرية ميلاد حركة الإخوان المسلمين عام 1982 فقد كتبت ثورة 30 يونيه نهايتها وخروجها من تاريخ مصر بغير رجعة.
وفي ظني أن أهم تأثير لثورة 30 يونيه ورسالتها للعالم أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة سياسية ولكنها تلتحف بعباءة الدعوة والسياسة لتخفي نزعتها للعنف والعمل المسلح حين تحين الفرصة, ولا يمكن أن نتجاهل أن رسالة الشعب المصري وصلت إلي شعوب العالم العربي واضحة ومن دون لبس, ويمكن لأي متابع أن يرصد خريطة جماعة الإخوان الإرهابية قبل وبعد ثورة 30 يونيه ليكتشف بأقل مجهود أن كثير من البلدان العربية لم يعد ينطلي عليها ألا عيب تلك الجماعة فالوضع في ليبيا بات مختلفا وانتفض الشعب الليبي لرفض إخوان ليبيا وفي تونس أعلنها الرئيس التونسي صراحة أنه غير مستعد للتعاون مع جماعة النهضة.
وفي الأردن تعاني جماعة الإخوان عزلة واضحة بعد استفحالها عبر سنوات طويلة حتي حركة حماس فلسطين تراجع دورها ولم يعد ينطلي علي الشعب الفلسطيني خداعها وفي موريتانيا وأثناء الإنتخابات التشريعية في سبتمبر الماضي, قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز, إن جماعة الإخوان الإرهابية هي السبب في المآسي التي تعيشها البلدان العربية حاليا ولم يستبعد الرئيس الموريتاني اتخاذ إجراءات ضد حزب الإخوان في موريتانيا, ليس هذا فحسب لقد كانت ثورة 30 يونيه هي الكاشفة لمن يمول ويساند ويدعم جماعة الإخوان وهو ما ترتب عليه ولأول مرة في التاريخ العربي أن تقوم أربع دول عربية وهي المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر ومملكة البحرين بمقاطعة إمارة قطر بسبب ضلوغها في تمويل جماعة الإخوان مجمل القول أن عام 2018 كان المحطة قبل الأخيرة لقطار الإخوان لمغادرة وطننا العربي.
[email protected]