قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه… قال لهم يسوع: املأوا الأجران ماء
(يو2:1-11)
لقد حدثت هذه المعجزة بعد عماد السيد المسيح, وحينما يذكر إنجيل معلمنا يوحنا البشير: وفي اليوم الثالث كان عرس قانا الجليل, فإنه يقصد اليوم الثالث بعد العماد. وهنا تظهر حكمة آباء الكنيسة الذين رتبوا أن يكون هذا التذكار في الثالث عشر من الشهر القبطي طوبة وهو اليوم الثالث لعيد الغطاس المجيد الذي حل في اليوم الحادي عشر.
إن هذه المعجزة ذكرها الكتاب المقدس في قليل من الآيات إلا أنها مغمورة بالكثير من التأملات, أذكر منها أنه درس لنا في مجاملة الآخرين في مشاعرهم فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين (رو12:15), فإذا كان السيد المسيح قد بكي عند قبر لعازر إلا أنه سبق أن شارك أهل العرس في فرحتهم.
هنا أيضا تتضح الدالة والمكانة القوية للسيدة العذراء عند ابنها الحبيب فبالرغم من أنه لم تأت ساعة المعجزات لكنه استجاب لطلبتها. إن أمنا العذراء في حنوها علي البشرية تشعر باحتياجنا في كل الظروف وتشفع لنا فهي هنا شعرت بمدي الإحراج والخجل لأهل العرس حين فرغت الخمر, ومن الجدير بالذكر أن المقصود بالخمر هو عصير الكرمة العنب الذي جري العرف أن يكون مشروبا يقدم في هذه المناسبة ولم يكن خمرا مسكرة ولا مقطرة.
أما عن مهما قال لكم فافعلوه, فإنها توصينا أن نحفظ ونعمل بوصاياه مهما كانت تبدو غرابتها.
هذه التصويرة نادرة إلا أنها غير أثرية بل حديثة وفيها يوضح الرسام الأجران مملوءة ماء.
e.mail: [email protected]