… وأما من كانت له معيشة العالم, ونظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاءه فكيف تثبت محبة الله فيه
(1يو3:17)
هو رسول المحبة, فإذا كانت البشارة الرابعة التي تنسب له تثبت لاهوت السيد المسيح له كل المجد, فإن الثلاث رسائل التي كتبها توصي كل أبنائه بالمحبة.
اختاره السيد المسيح مع شقيقه يعقوب بن زبدي ضمن الاثني عشر تلميذا, ولأنه أحب سيده أكثر من جميعهم فقد أحبه المسيح كثيرا جدا إلي حد أن كان يلقب بالتلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو21:20), إضافة إلي أنه كان يتكئ علي صدره.
نال هذا التلميذ بركات كثيرة لم ينلها بقية التلاميذ فقد كان ملازما لمعلمه في كل المناسبات منها حادثة التجلي (مر9:5) ثم في بستان جثسيماني وعند الصليب, وبذلك استحق أن يؤتمن علي القديسة مريم العذراء, كما أوصاه ابنها قائلا له: هوذا أمك (يو19:27), وأي شرف أعظم من هذا؟ فقد أقامت الأم البتول في بيت التلميذ البتول ولمدة أربعة عشر عاما- طبقا لما ذكرته المصادر الكنسية.
طوباك يا يوحنا فلم يسمع قط أن أحدا نال تلك البركة (وإن كانت قد أقامت في بيت أليصابات وزكريا لفترة وجيزة جدا) (لو1), ولم ينته الأمر عنذ ذلك فحين كنت أسيرا في جزيرة بطمس (إحدي مدن آسيا الصغري) حيث ظن الأشرار أنها عقوبة لك كان ذلك لبركات أعدها لك الله دون غيرك.
حل تذكار نياحته أمس 4 طوبة, والتصويرة المنشورة أثرية تؤرخ بالقرن الثامن عشر.
e.mail: [email protected]