قيل: (الحب اهتمام .. وإن لم يكن كذلك فهو مجرد كلام !)
وقيل: ( الإهمال يقتل أي علاقة مهما كانت قوية !)
الحب من أجمل وأسمى المشاعر التي تزيد الحياة روعة وجمالاً .. وتعطيها معنى إنسانياً سامياً ..
وقبل ذلك الحب هو احتياج فطري .. لا يكتمل سواء الإنسان بدون أن يسده ..
لكن .. هل الحب المجرد يكفي؟ أم أن الاهتمام لابد أن يكون رفيق الرحلة معه دائماً وأبداً؟
فالعلاقات الشخصية تمر بما يمكن أن أطلق عليه (دورة حياة العلاقة) ..
حيث تبدأ في الغالب بالحب والانجذاب الشديد الذي يعمي عن ملاحظة عيوب الآخر ..
وفي هذه المرحلة تكون البدايات لذيذة .. حيث يبلغ (الاهتمام ) أوجه ..
فيهتم كل طرف بالتفاصيل الدقيقة للطرف الآخر .. وفي ذات الوقت يسعى لإظهار صورة مثالية كاملة ..
ويحرص على تأكيد نقاط التشابه بينهما ..
ومع تطور العلاقة .. تمر العلاقة بمرحلة استقرار تدريجي .. حيث يبدأ كل طرف بملاحظة عيوب الآخر إن صحت التسمية
أو بالأصح مواطن الاختلاف مع الطرف الآخر .. وقد يتهم أحدهما الآخر بأنه (تغير ) ! وطبيعياً يقل الاهتمام بالتفاصيل
ليحل محله اهتمام ذو صبغة أخرى !
بعد ذلك تتحول العلاقة إلى الاستقرار حين يكون كل طرف مستعد للتقارب مع الطرف الآخر وإيجاد قواسم مشتركة بينهما،
هنا تختفي ملامح شغف البدايات .. وجمال الإبحار في نفس الآخر واكتشافه ..
ويحل محلها محاولات جادة للتقارب والتواصل قد يكون الحب في هذه المرحلة أقوى ولكنه فاقد الكثير من بريقه القديم ..
والاهتمام بطبيعة الحال يقل وربما يحل محله بعض الإهمال
والذي إن تطور قد يصل بالعلاقة إلى نهايتها وربما موتها !
السؤال هنا .. الحب بين الاهتمام والإهمال .. أين سيكون موقعه يا ترى؟ ما هي نوعية الصلة بينهم؟
وهل من الممكن أن نرجع لشغف البدايات؟ وكيف؟ أم إن عودتها مستحيلة حتى مع وجود الاهتمام؟
ما هي الأدوات الضرورية التي تضمن لنا استمرارية الحب؟ واستمرارية الاهتمام كذلك؟
هل الاهتمام يُطلب أم يُمنح كنتيجة طبيعية لوجود الحب؟
هل من الممكن أن يوجد اهتمام بلا حب؟ بمعنى آخر هل الحب هو الدافع الوحيد لوجود الاهتمام؟
ماذا يمكن أن يحدث إذا حل الإهمال محل الاهتمام ؟