هي من مواليد الخامس من يونيو عام 1986، في حي المهندسين بمحافظة الجيزة، تخرجت من كلية الطب بجامعة عين شمس، تركت الطب لتعمل في مجال التنمية كصانعة محتوى أو content creator وحصلت على ماجستير إدارة الأعمال تخصص التسويق الدولي من جامعة ESLSCA الفرنسية، ولها -بجانب عملها- العديد من المشروعات الموسيقية المبتكرة لتحقق وصفها لنفسها (فنانة الصوت والكلمة)…هي داليا يونس
ليست “داليا” متفرغة للفن بل تمارس كل أنشطتها الفنية بجانب عملها اليومي ولا تتكسب من الفن الذي تسعى دائمًا أن يظل ما تفعله لكي تكون شخصًا أفضل وأسعد وتسعد الآخرين، وأن يظل فنها حرًا ولا يضطرها لتقديم تنازلات سواء بالمبادئ أو بالجودة.
لم تدرس “داليا” الموسيقى دراسة أكاديمية، لكنها اعتمدت على التعلم الذاتي عبر الإنترنت ومشاركتها في كورال الجامعة الألمانية بقيادة السوبرانو عهود خضر (التي علمت داليا أساسيات الغناء الأوبرالي) ثم كورال الفيحاء بقيادة المايسترو اللبناني الأرمني باركيف تاسلاكيان.
“أنا لست مرنمة فالمرنم هو الشخص الذي يغني الترانيم المسيحية فقط (مثل المنشد أو المبتهل الذي يغني الأناشيد والابتهالات فقط). ونظرًا لأن الترانيم هي أحد مشروعاتي الفنية الكثيرة فلا يمكن حصري في قالب الترنيم فقط. فالتعبير الأدق هو أنني: فنانة تغني ألوان متعددة من ضمنها الترانيم، فأنا أول مسلمة محجبة تغني ترانيم وتقوم بتسجيل ترنيمة داخل كنيسة في مصر” هذا ما قالته “داليا” عن ترتيلها بعض الترانيم المسيحية.
ول”داليا” العديد من المشاريع الفنية ومنها “مشروع كلاكسكيات”، و”كلاكسكايات” هي كلمة مركبة من “كلاكس” و”كلاسيك”، وفكرة المشروع هي استخدام فن الأكابيلا (أحد فنون الغناء الكلاسيكي المميزة الذي يعتمد على الأصوات البشرية بدلًا من الآلات لإنتاج الموسيقى) في غناء أغاني شعبية معروفة أو مكتوبة خصيصًا لتعبر عن الناس العادية، ويهدف المشروع إلى توصيل فكرة أن الغناء الكلاسيكي يستطيع أن يظهر جمال أي نوع من الموسيقى حتى لو كانت الفكرة السائدة عنها أنها معدومة الفن، والتأكيد على أن الفنون الكلاسيكية مكانها ليس الأوبرا فقط وجمهورها ليس الطبقة المثقفة الراقية فقط، ولكنه -مثل أي فن- يصل للجميع طالما وُضع في قالب مفهوم ومعبر.
كذلك من مشاريع “داليا” الفنية “قعدة الغنا الجماعي للهواة” …”بدأت الفكرة الأولى من نوعها في مصر في سبتمبر 2017 حين عرضت ندى نصار عليا (بعد حضورها لأولى حفلاتي في مركز دوار) أن تستمع لها ولمجموعة من صديقاتها لتوجيههم صوتيًا، فاقترحت على ندى أن يتم تغيير الهدف من هذه “القعدة” لأن تصبح “قعدة غنا جماعي” وليس جلسة تقييم أو توجيه، يستطيع فيها كل الحضور أن يغنوا بشكل حر بعيدًا عن الأحكام أو التقييم، ومن أهداف مشروع ” قعدة الغنا الجماعي” تشجيع الحضور على التعبير عن أنفسهم بالغناء حتى لو كانت أصواتهم غير جيدة لأن الغناء نشاط إنساني يعبر به الشخص عما يشعر به من مشاعر إيجابية أو سلبية قبل أن يكون نشاطًا فنيًا، كذلك نشر ثقافة استكشاف الذات عن طريق الفن، إذ أنني أحاول تطبق العديد من مفاهيم الدعم النفسي واستخدام الفن للتعافي التي تعلمتها عبر حضورها لورش ودورات مختلفة وإتاحة الفرصة لتجربة جديدة غير تقليدية في تكوين علاقات إنسانية مميزة في وقت مكثف نظرًا لما تتضمنه القعدة من ألعاب ونشاطات تقوم على التواصل الفعال والإيجابي بين الحاضرين”، هذا ما قالته “داليا” عن مشروع “قعدة الغنا الجماعي” .
لدى “داليا” اهتمام كبير بالموسيقى المقدسة sacred music في الأديان المختلفة، وبدأ هذا الاهتمام منذ مرحلة المراهقة حين استمعت لأول مرة لتسجيل حي لترنيمة أدتها فيروز في كنيسة في بيروت، ومن وقتها بدأت في استكشاف الترانيم المسيحية وحفظ بعض منها.
لا ترى “داليا” تعارضًا بين حبها لأداء بعض الترانيم وقناعاتها الدينية، فهي تتعامل مع الترانيم كفن وتجربة روحية وليس كطقوس دينية.. فإعجابنا بفنون الحضارة الفرعونية مثلًا لا يعني وجوب اتفاقنا مع عقيدة الفراعنة، وهناك أمثلة كثيرة لفنانين برعوا في فنون تتعلق بديانات ومعتقدات أخرى منها مسيحيون يغنون الأناشيد الصوفية.
أدت “داليا” الترانيم بشكل علني لأول مرة عند استضافتها في برنامج هذا الصباح في مطلع عام 2018 مع صديقة مسيحية كاثوليكية اكتشفت إجادة داليا للترانيم بالصدفة وعرضت عليها أن تظهر معها على الشاشة لتهنئة المسيحيين الأرثوذكس بالأعياد، ورأت داليا أن ذلك يتماشى بشكل كبير مع قيمها الخاصة بالتعايش وإيجاد المشترك وتقريب المسافات.
تم تداول فيديوهات هذه الحلقة بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي المسيحية، وكانت أغلب ردود الفعل إيجابية ومرحبة ومشجعة مع وجود بعض الهجوم من الجانبين الإسلامي والمسيحي.
“شجعني ذلك على أن تأخذ خطوات أخرى في هذا المشروع، فقامت بتسجيل ترنيمة “يا مريم البكر” داخل كنيسة جامعة برينستون في أمريكا أثناء زيارتها لها في صيف 2018 وترنيمة “إليك الورد يا مريم” في كنيسة سان جورج في وسط البلد في نفس السنة، وأنا لم تقوم أرنم أثناء قداس أو احتفالات دينية كما تداولت بعض وسائل الإعلام، بل كانت في عدم وجود جمهور كمبادرة شخصية مني”…هذا ما ذكرته داليا عن تسجيلها ترانيم في بعض الكنائس.
تم التسجيل في كنيسة سان جورج بترحيب كريم من الأب بطرس دانيال المسئول عن الكنيسة الذي أظهر تعاونًا لولاه ما استطاعت “داليا” أخذ هذه الخطوة وتسجيل الفيديو الذي تخطى العشرين ألف مشاهدة في أشهر قليلة.
ظهرت “داليا” مرة أخرى على شاشة التليفزيون في برنامج مصر النهاردة في ديسمبر 2018 لتؤدي الترنيمة التي غنتها في كنيسة سان جورج بالإضافة إلى أول ترنيمة خاصة بها من كلمات وألحان صديقها الموسيقي أبانوب يني بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
“بدأت مشروع “أغاني النوم” في 2015 حين بدأت ألاحظ أن ابني أنس البالغ من العمر 6 أشهر وقتها قد بدأ يكون ذوقًا موسيقيًا في الأغاني التي أغنيها له قبل النوم، فقمت بتسجيل بعض أغانيه المفضلة حتى يمكن لأنس سماعها حين لا استطيع الغناء أو يحتاج شخص آخر لتنويمه، ثم فكرت في وضع تلك الأغاني على موقع ساوندكلاود لإتاحتها للأمهات اللاتي يعانين من صعوبة في تنويم أطفالهن، وكذلك حتى لا يتم حرمان أي طفل من تجربة إنسانية دافئة كغناء ما قبل النوم بسبب أن أمه غير موجودة أو لا تستطيع الغناء”… هذا ما روته لنا داليا عن تجربة “أغاني النوم”
حققت تلك الأغاني (التي اعتمدت على أسلوب معين في الغناء يساعد على الاسترخاء والنوم) انتشارًا مذهلًا، وتم تشغيلها لأكثر من 70 ألف مرة، وتلقت داليا الكثير من رسائل الدعم والشكر من الأمهات، فقررت تطوير المحتوى المقدم، مما دفعها أن تقدم أغنية للحروف الأبجدية العربية على نفس لحن أغنية الأبجدية الإنجليزية (حتى يسهل حفظها على الأطفال الذين يتلقون تعليمًا دوليًا).
فهي نسخة التربية الإيجابية من “ماما زمانها جاية”، وفيها عدلت داليا من الكلام ليتماشى أكثر مع مبادئ التربية الإيجابية الحديثة.