..أم المسيح…..
وبكلِ طـُهرٍ فى الوجودِ تقدَسَتْ
أمُ المسيحِ تعاظـُمًا وجَلالا
ذكرى البتولِ وكم لها بفضيلةٍ
و تعطرَتْ عبْر الزمانِ كمَالا
يا نذر أم كالنبات ترعرعت
عمران مدد للفروع حبالا
محرابُ مريمَ للصلاةِ سفينةٌ
ركنٌ تشيَّد للسماءِ وصالا
وتقية ونقية ربى اصطفى
نسبا تبجل المقام تعالا
هبطت أطايب رزقها بعجائب
وتسربلت ثوب النقاء تلالا
من طهرها الطهر ارتوى
حاشا لمريمَ أن تمس وحالا
بنتُ الأفاضلِ بالجذورِ تأصلتْ
بالفُحش قالوا قد رمَوْها ضلالا
ما مسها بشرٌ ولا بَغـْيًا أتتْ
عِرْقٌ تشرَّبَ بالعفافِ حلالا
إنَّ البرئَ إذا يُصابُ بعرضهِ
نشر الحسودُ مع الحقودِ سجالا
وحى أتاها كى يزف بشارة
قالت سألقى للظنون نكالا
جاء المخاضُ وقد تمنـَّت موتـَها
تخشى لقومٍ بالطـُعون مقالا
صمتـَتْ وأعطت للرضيعِ إشارةً
قالوا أنقبلُ للصبىِّ نزالا؟!
فى المهد ينطقُ طفلـُها فتعجبوا
نِعمَ الدليلُ وللشكوك أزالا
قالوا أينطقُ فى اللفافةِ راضعٌ
ما تمَّ عمرًا فى الحياةِ هلالا
طافت سحائبُ فضلِها بكرامةٍ
رُطـَبٌ تساقطَ والنخيلُ ظلالا
عيسى النبىُّ باذن رب الكون قد
ردَّ الكفيفَ تبصرا وجمالا
يمشى على ماء فلا عجب هنا
إن مد خطوا فالصخور رمالا
كم معجزاتٍ فى الحياةِ تخلدت
أحيا المماتَ وإن ذكـَرْتَ مُحالا
كم طينةٍ وبنفخةٍ فتخلـَقــَتْ
طيرًا يرفرفُ بالفضاءِ مجالا
وبمسحةٍ برئ الجذامُ وأكمهٌ
ويحًا – يهوذا- إذ تعيش ضلالا
وموائدٌ فيها العظاتُ تنزَلـَتْ
إذ صاح عيسى بالطعامِ سؤالا
شعبى بمصر مباركٌ- قد قالها
شُدَّت خـُطاهُ إلى الأمانِ رِحالا
نشرَ السلامَ محبةً وتسامُحًا
هلا سألتَ عن الصعودِ جبالا؟!
رفعَ الإلهُ مسيحَنـَا بمكانةٍ
فضلاً تخصص للكريمِ خلالا
يا مريمُ العذراءُ نهدى حُبنـَا
يا رمزَ طـُهرٍ فى الوجودِ مثالا