و نحن في بداية العام جديد، يتمنى الجميع بداية جديدة و نجاح في العام الجديد ؛ ولكن نجد أن كثيرين يحلمون وقليلون فقط هم القادرون على تحقيق ما يحلمون به؛ لذا فأننا سنتشارك اليوم معا بعض من أمثلة الأشياء التي تمنعنا من تحقيقا أحلامنا:
أ- الخوف :
وهو واحد من أكبر أعداء الإنسان، فيمنعه من أبسط الأشياء و هي أن يتعرف على ذاته و قدارته الحقيقية، فالبعض يترددون في قرار التوبة .. وحجتهم بأنهم كلما ساروا مع الله زادت محاربات الشيطان ضدهم .
” فالكثيرون يريدون أن يعيشوا مع المسيح، ويصلوا إلى السماء لكن دون أن يتنازلون عن الخطية و لا عن خططهم الأرضية”
و حتى في الحياة العملية، لا يوجد إنسان ناجح إلا و ذاق مرارة الفشل، فالفشل هو أعظم معلم للنجاح، بشرط أن تعيد حساباتك و تتعلم من الأخطاء التي قادتك إلى لفشل.
” لآن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة و المحبة و النصح ( 2تي 1 :7 )
– والبعض يخاف أيضا من الأيام و من المستقبل، و يشعرون أن الغد قد يأتي ليحزنهم.
-ومع الأحداث المؤسفة التي يعيشه لعالم كل يوم نجد أن هذا النوع من الخوف ينتشر ويزداد بين الكثيرين، وبمرور الوقت نجد أن الكثير من طاقتنا أصبحت مستهلكة وإرادة النجاح أصبحت باهتة لأن داخلنا أصبح مقتنعا أن الغد قد لايأتي، وإن أتى سيفرض علينا مصيرا حزينا .
+ السؤال الآن : كيف سنتغلب على هذه الأفكار والمشاعر ؟؟
– – الإجابة بسيطة جدا، لا أحد يضمن الغد للإنسان سوى الله لأنه ضابط الكل، وأتى قول القديس أغسطينوس حول هذه النقطة لتريح الكثير من المتخوفين من الغد:
– ( ربي .. لست أدري ما تحمله الأيام لي، لكن سيدي الحبيب يكفيني شيئا واحدا ثقتي أنك معي تعتني بي و تحارب عني )
فلنكن مطمئنين جدا.. فمهما حدث فنحن في يد الله .
– وحينما تسمع من يقول لك إن الأسوأ لم يأتِ بعد، لا تصدق هذا لأن هذا القول يخلو من الرجاء والثقة في تدبير الله لحياتنا
وسأقول لك إجابة تحتاج منك للتفكير والمراجعة : ( اللي دبر امبارح هيدبر الغد.. ولو عاوز تتأكد.. اسأل إمبارح عن النهارده) ( من فضلك لا تكمل قراءة المقال قبل أن تتأمل في هذه الكلمات وتراجع نفسك وأفكارك ومدى ثقتك في محبة الله لك) .
ولا نريد أن ننسى أن هناك فارق شاسع بين أولاد الله و أولاد العالم و هو ( الرجاء … و الخوف )
++ ننتقل لنقطة هامة أخرى، وهي:
– مروجي الخوف و الفشل !! من هم ؟؟
أولا :نحن أنفسنا قد نصبح أوائل المروجين للخوف و الفشل لأنفسنا .
– فحينما نواجه كل شيء جديد عنا بكلمات مثل ( لا أستطيع–لم أعتاد – لا أريد …… )
و قتها ستكون نحن من اوائل المروجين للفشل أو الخوف لأنفسنا و المحيطين بنا.
– صدقوني أن مثل هذه الكلمات كافية لأن تقنعنا أننا لن ننجز أو نحقق أي شيء.. وسنظل دائما خائفون من كل شيء لأننا سنصبح وقتها متغربون عن قدراتنا الحقيقية وغير مختبرين لمحبة الله وسلامه في حياتنا .
++ أريد التأكيد على نقطة هامة: أن ثقتنا في الله واختبار سلامه بداخلنا لن تأتي لأشخاص مكتوفي الأيدي، بل لأناس يخوضون التجارب والعمل في الحياة، لكن بثقة أولاد الله أننا لسنا وحدنا.
ثانيا : المحطين بنا :
– ففي الحياة العملية :
الخائفون و المتشائمون نجدهم يخشون كل شيء بينما الناجحون و الذين اختبروا حياة الرجاء في الله نجدهم يحللون كل شيء و كل تحدِ.. حتى إخفاقاتهم يحللونها كي يحولونها لنجاح .
-فأولاد الله يجدون في كل مرة يسقطون في الخطية هي فرصة درس جديد يتعلمونه، فهم يواجهون كلمة الخوف بهذه الآية الرائعة “وأيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي
( مز 23 : 4 ) .
و في ختام هذا المقال
سنأخذ تدريب بسيط يساعدنا للتغلب عن الخوف
– فلنكتب الأشياء التي تخيفنا ونواجه أنفسنا بصراحة، ونسأل أنفسنا كيف سنحول هذا الخوف و نجعله دافعا لنا للنجاح والطمأنينة ؟؟
– مثال :الخوف من الموت :
العلاج : فلنستعد جيدا للأبدية، حتى يتحول الموت لجسر ينقلنا من التعاسة للسعادة .
مثال آخر
الخوف من الفشل : فلنجتهد في دراستنا و عملنا..عندها سيتحول العمل أو الامتحان لمجالف ثبات الذات و تحقيق النجاح و ليس مجالا للخوف .
فالخوف كلمة لا يعرفها سوى من يعيش بمفرده و دون أن يعرف قدراته، فالمسيحي الحقيقي لا يخاف لأنه متمسك بإلهه، ليتنا يكون لنا العشرة مع الله، حتى نسطيع أن نستمتع بهذه الآية
لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ
(إش 41 : 10 )
يتبع