على هامش الجلسة المجتمعية التي نظمتها مجموعة من اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب يوم الإثنين الماضي واستكملت يوم السبت الماضي، بعنوان “السياحة قاطرة النمو الإقتصادي” لضرورة العمل على مزيد من الاهتمام لتشجيع السياحة.. ويبدأ هذا الاهتمام بتطوير المناطق الأثرية وعلى رأسها مسار العائلة المقدسة في الأراضي المصرية وتطوير منطقة الأزهر والحسين ومنطقة مصر القديمة.. وضمت كافة أطياف المجتمع من المسئولين التنفيذين بوزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية وأعضاء مجلس النواب والخبراء وأصحاب الشأن لمناقشة كافة أبعاد الموضوع والوصول إلى إطار عام وخطة عمل ذات أهداف وتوقيتات زمنية محددة، وخرجت تلك الجلسات بتوصيات سيتم متابعتها من قبل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان.
أكدت النائبة نادية هنري في تصريح خاص وطني: “أثناء هذا الإصلاح الإقتصادي الشرس، وفي ظل الإصلاح الكلي يجب أن نقف عند الإصلاح الجزئي لكي يشعر المواطن بالإصلاح ولكي نحافظ على الخطوات التي تمت في الإصلاح الكلي. فالإصلاح الجزئي يتمثل في كل القطاعات من الزراعة والإنتاج والصناعة والسياحة والكثير من القطاعات الأخرى. أما صناعة السياحة هي أحد القطاعات التي يمكن أن نعمل عليها بأسرع خطوات لأن العائد منه يكون سريع وكبير، فنستهدف كل ما نمتلكه من أثار وعوامل بيئية وموقع جغرافي وتاريخ وحضارة ونعاود الترويج لكل ذلك في العالم.”
“مع كل هذا العمل جاءتنا فرصة- كنز ذهبي عندما أعلن بابا فرنسيس أكتوبر الماضي مباركته لأيقونة مسار العائلة المقدسة في مصر وزار ارضنا وبالتالي أصبح مسار العائلة المقدسة مشروع قومي سياحي تنموي يفتح لنا تدفقات من رحلات سياحية روحية.”
“ولذلك فكرنا كلجنة إقتصادية في البرلمان في هذا المنتج أنه سيضخ عائد جيد وسريع ويؤثر في الناتج القومي للدولة، في ظل ميزانية وموازنة بتعاني، وفي ظل حكومة إعتادت أن تقترض وهذا يكبلنا بالديون أكثر.”
بدراسة المسار ومعاينة الموقف، وجدنا أن الوفود السياحية بدأت تتوافد لكن هناك بعض المشاكل في مواقع المسار، لذا قررنا عمل تلك الدعوة لجلسة مجتمعية لحل المشاكل والسعي للإنتهاء السريع من العمل على تنمية هذا المسار بتعاون كل من الحكومة والرجال الأعمال والمجتمع المدني.
بدراسة تصريحات وزارة التخطيط تكلمت عن نسب عائد السياحة من الناتج الإجمالي سنرى أن عام 2010 كانت تمثل 3,2% أما في عام 2015 وصلت إلى 1,8% وفي 2016 إرتفعت الأرقام قليلاً إلى 1,9% وعدد السياح في عام 2010 كان أكثر من 12 مليون سائح أما الأن وصلنا ل 6 مليون لذلك لكي نستثمر نحتاج مشروعات قوية ودعاية عالمية لكي نعيد النسب القديمة مرة أخرى.
الدراسات في مجال السياحة تحديداً ترصد 74 نشاط إقتصادي وإجتماعي مرتبط بالسياحة، لذلك هذا يحتم على الدولة العمل السريع في مجال السياحة. ولذلك نحن لا نبالغ عندما نقول أن السياحة قاطرة النمو الإقتصادي. فهي الملاذ الأخير أمامنا الذي سيمررنا من عنق الزجاجة، لأن لدينا نقاط قوى تنافسية على أرضنا، من الأثار الثرية والمنتشرة في كل أرض مصر وأنواع السياحة المختلفة منها السياحة الثقافية والسياحة الدينية أو الروحية، فنحن نمتلك ما لا يمتلكه أحد في العالم.
إذا نحن في محك أن نهتم بالبنية التحتية في نقاط مسار العائلة المقدسة ويتم تنفيذ الخطة الإستراتيجية التي أفرزتها هيئة التنمية السياحية لتنمية كل مكان على هذا المسار بحيث يكون المنتج هذا المنتج النهائي مترابط ومتناسق وكله له نفس الروح. كذلك يجب تنمية المجتمع حول هذا المشروع، فأنا لا أؤمن أن شعبنا غير مؤهل لأننا كلنا في بيئة منفتحة وهي التي ستطرد كل الأفكار السيئة، لكن المواطن المصري محتاج أن يرى إهتمام الحكومة وأعمالها تجاه تلك المشروعات ومن هنا سيبدأ يسأل ويفهم ويستوعب وبالتالي سيحترم المنتج حيث سيدرك أنه سيعود عليه بالنفع والرواج الإقتصادي.. ومن هنا يمكننا بالتوازي أن نهتم بالتوعية من خلال التعليم والثقافة لنفرز نشأ جديد لديه الوعي.
كل الدول المحيطة بنا تنافسنا في جزء السياحة لذلك على الحكومة تجنيد أولويات صرفها لتلك الكنوز وأن تعمل كل ما في وسعها لكي تقوم بالتنمية الداخلية والتوعية والتسويق الخارجي حتى تجذب السائح العالمي إلى مصر مرة أخرى.
العائد الاقتصادي للسياحة الثقافية والسياحة الروحية بيكون أسرع وأكبر وأعلى من السياحة الشاطئية لذلك يجب أن يكون هذا مدخلنا للتنمية والتأمين..
لقراءة أحداث الجلسة المجتمعية اقرأ الرابط التالي:
جلسة حوار مجتمعي.. حول ضرورة الاهتمام بتطوير مسار العائلة المقدسة