ونحن نحتفل فى شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة و الذى تم إطلاقه من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 بهدف زيادة الوعى بقضايا وحقوق ذوى الإعاقة ..و فى هذا العدد نقدم نموذج ناجح لفتاة من أصحاب متلازمة داون تخطت العديد من الصعوبات و بالرغم من أن عمرها 19 عاما الا أنها حصلت على 50 ميدالية ذهبية وفضية فى مجال الرياضات المختلفة ، بالإضافة إلى حصولها على منحة إستثنائية للدراسة بكلية الفنون الجميلة بسبب موهبتها الفنية المتميزة فى مجال الرسم بمختلف أشكاله .
مريم وجيه فؤاد من مواليد عام 1999 بمحافظة القاهرة استطاعت فى عامها التاسع عشر تحقيق الكثير فى مجالات الرياضية والفن ،وبإلتحاقها بمنحة كلية الفنون الجميلة للدراسات الحرة بالكلية تعد هى أول من يلتحق بدراسة بهذه الكلية من أصحاب متلازمة داون لتكون أول متلازمة داون سندروم تخترق كلية الفنون الجميلة وأعمالها الفنية حازت على إعجاب أساتذة الكلية و قدموا لها كل التشجيع فى الدراسة بالمنحة التى أتيحت لها بالكلية ، بالرغم من أنها لاتزال فى المرحلة الإعدادية بالتعليم ، إلا أن موهبتها أهلتها لهذه المنحة التى قدمت لها بشكل إستثنائى .
تحدثنا إلى هناء أمين والدة الفتاة المتميزة والفنانة مريم وجيه،وقالت: إن مريم إبنتى كانت أول مولودة لى وعلمت أنها مصابة بمتلازمة دوان وهي تبلغ من العمر40يوما عندما تعرضت لدور إلتهاب رئوى حاد ، وبعد أن أتمم الله شفائها صرحنا الدكتور المعالج لها بأنها تعاني من متلازمة داون وأن لديها مشاكل بالقلب، فى البداية حدث لى صدمة و كنت فى حالة من التخبط خاصة وأننى كنت آنذاك لا أعلم اى شىء عن متلازمة داون وكيف أتصرف مع طفلتى ،و بدأت أقرأ عن هذا الموضوع، وتعرفت على مراكز متخصصة بتنمية المهارات الخاصة لذوى الإعاقة و كان على رأسها مركز سيتى للتدريب فى مجال الإعاقة ،وتم إرشادى وتوجيهى بالمركز للخطوات التالية فى تدريبى لمريم و كيفية تنمية مهاراتها،وبالفعل كانت مهاراتها فى تقدم و تم إلحاقها بالمدرسة الإبتدائية ، ثم بعد ذلك إلتحقت مريم بمدرسة التربية الفكرية بمدينة نصر ،وهى الأن فى الصف الثانى الإعدادى بالمدرسة و سوف تستكمل وتلتحق بالدبلوم الصناعى قسم زخرفة و من ثم أتمنى أن تلتحق فيما بعد الدبلوم بكلية الفنون الجميلة لتنمى موهبتها المتميزة وتصقلها أكثر وأكثر بالدراسة الجامعية المتخصصة .
وأضافت هناء أمين، قائلة: لقد بدأت مع مريم فى سنوات عمرها الأولى بحثها على ممارسة الرياضة والاشتراك فى المسابقات الرياضية المختلفة ،ولقد واجهنا صعوبات وإحباطات فى البداية و لكن بعد سنوات من المجهود الشاق حصلت مريم علي50 ميدلية ذهبية وفضية وبرونزية وبطلة لسنه 2014 أولمبياد خاصة، وتم تكريمها من قبل وزير الشباب والرياضة ووزيرة التضامن الاجتماعى ووزير البيئة.و حينما حصلت مريم على بطولة العرب فى عام 2014 إكتسبت ثقة كبيرة فى نفسها و أصبح هذا الأمر بمثابة دافع لها لإستكمال المشوار فى مجال الرياضة .
و عن بداية إهتمام مريم بالفنون قالت هناء أمين : مريم منذ طفولتها تحب الرسم والتلوين و بعد سنوات لاحظت تميزها وابداعها فى الرسم وإختبار الألوان والتناسق فيما بينها ،و بدأت تشارك فى أنشطة وفاعليات فنية وكان أساتذة الفنون حينما يشاهدون رسوماتها يؤكدوا على أنها موهوبة و مبدعة . وفى عام 2016 إشتركت مريم فى مسابقة الملتقى الدولى للفنون بقيادة الدكتورة سهير عبد القادر وفازت بشهادة تقدير ،و لقد شاهد رسوماتها الفنان الدكتور رضا فضل و هو فنان من ذوى الإعاقة وقال أنها موهوبة و شجنا على التدريب بشكل أكثر منهجية فى الالوان وكيفية الإمساك بفرشاة التلوين ولقد قام الفنان رضا فضل بتدريب وتشجيع مريم . ثم اشتركت مريم فى مسابقة العام التالى فى 2017 و فازت على المشاركين من 30 دولة ،وقدم لها الدكتور أشرف رضا وكيل كلية الفنون الجميلة منحة للدراسات الحرة بالكلية بشكل إستثنائى ،وكم كانت فرحتى حينما فرضت موهبه مريم نفسها و بدأت تخطو خطوات نحو التميز فى الفن والدراسة المتعمقة له .
وأضافت هناء أمين : ” أنا فخورة أن مريم بنتى ،و إننى مؤمنة أنه بتجارب مريم و من مثلها من ذوى الإعاقة يمكننا أن نغير المجتمع و نظرته للأشخاص ذوى الإعاقة “.