نظمت الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر بالتعاون مع الرهبنة الأرثوذوكسية اليوم الرهباني الرابع ،لرهبان وراهبات مصر بكنيسة سان جوزيف بوسط البلد تحت عنوان ” نقاء الحياة الرهبانية “، بحضور الأنبا توماس عدلي المدبر الرسولي لإيبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف للأقباط الكاثوليك و الأنبا مكاري اسقف شبرا الجنوبية للأقباط الأرثوذوكس و الأنبا دانيال اسقف و رئيس دير الأنبا بولا للأقباط الأرثوذوكس والاب ميلاد شحاته مسئول المركز الثقافي الفرنسيسكاني للأقباط الكاثوليك ،والاب كمال لبيب الخادم الاقليمي للرهبان الفرنسيسكان ، والعديد من الرهبان والراهبات الكاثوليك وايضا الرهبان والراهبات الأرثوزكس من دير السريان والبراموس و دير مارجرجس بمصر القديمة ومارجرجس حارة زويلة و جمعيات الحياة المكرسة كاثوليكية منها و ارثوذوكسية.
وقد بدأت فعاليات اليوم بصلاة الافتتاح “صلاة درب الصليب” بكنيسة سان جوزيف
تم القى نيافة الأنبا مكارى اسقف شبرا الجنوبية الكلمة الافتتاحية للجنة المنظمة والذى قال فيها هذا اليوم هو اللقاء الرهبانى الرابع للرهبنة الكاثوليكية والرهبنة الأرثوزكسية ،وذلك لتبادل الخبرات الرهبانية والروحية وكانت كل الموضوعات التى طرحت فى الأعوام الثلاثة الماضية كلها تعكس حياة الفرح والسلام والحياة الرهبانية ،كيف يكون الراهب مستعد ومتيقظ فى كل وقت يحافظ على هدفة بحيث لا اضيع منه الهدف مثلما قال القديس ارسانى تأمل فما خرجت لاجلة واللقاء هذا العام عن حياة النقاء فى الرهبنة، وكيف نعيش هذة الحياة بنقاوة القلب والفكر و الحواس والمشاعر كيف نكون انجيل معاش وكيف نعكس صورة المسيح فى تصرفاتنا وافعالنا وكيف نعيش وننفذ الوصية لكى ما يروا اعمالكم الصالحة فيمجدو اباكم الذى فى السموات.
لقاء اليوم بدء منذ اربع سنوات على يد المتنيح نيافة الأنبا ابيفانيوس بدعوة من الرهبان الفرنسيسكان ،وتم عرض الامر على سيدنا البابا تواضروس الثانى الذى بارك ورحب بفكرة هذا اللقاء ،وطلب البابا من الأنبا ابيفانيوس ان يأخذ احد معة ليساعدة فى اللقاء وتنظيمة واخذنى سيدنا معة مساعد له، وقال لى احضر معى ومنذ ذلك وانا اواظب على هذا اللقاء.
فالحياة الرهبانية هى حياة مبادئها ثابتة ولكن لها مدارس مختلفة فبداية الرهبنة كانت رهبنة الوحدة والرهبنة الباخومية والراهب الحبيس والراهب العمال مدارس كثيرة فى تنفيذ الوصية نحن نستفيد من الخبرات الروحية والخبرات الرهبانية ،بحيث توجد ارضية مشتركة واساس روحى نبنى علية حياتنا ،ومثلما قال قداسة البابا تواضروس الثانى نسعى جاهدين للوحدة والاتحاد بين الكنائس وهذة خطوة من وحدانية الفكر والقلب.
ثم القى نيافة الأنبا توماس عدلي المدبر الرسولي لإيبارشية الجيزة و الفيوم و بني سويف للأقباط الكاثوليك كلمة فى ثلاثة نقاط.
الأولى : فى كلام السيد المسيح مع الشاب الغنى عندما قال له ماذا اصنع لارث الحياة الابدية قال له الوصايا فرد الشاب حفظتها كلها منذ صبايا فقال له السيد المسيح اذهب وبع كل ماتملك، وهنا اقول ان الراهب اكثر من القانون ففى مسيرة الرهبنة دائما يوجد شئ اعلى من الحد الأدنى فالقانون والوصايا هى الحد الأدنى لكن المسيرة نحو الكمال ليست فى حفظ الوصايا فقط بل فى السعى للكمال والرهبنة والتكريس ،عموما هى خطوة للسعى نحو الكمال وحتى فى الادبيات الرهبانية مثل ماجاء فى بستان الرهبان او الشيخ الروحانى “الراهب طالع الدير ام نازل للعالم” نحن لاننادى بالثنائية الخاصة بافلاطون، وأن العالم شرير لا نحن نؤمن بانة هكذا احب الله العالم والطلوع للدير هو البعد عن كل ما يشغلنا عن الله، وليس كره العالم نحن لا نكفر العالم ونهجرة الراهب لايكفر العالم بل يحب العالم ولكنه يعرف كيف يبعد عن مغرياته ،واذا قرئتم كتاب انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث نيح الله نفسه فى بداية حياتة الرهبانية نجدة عندما يجلس على الجبل ويرى من بعيد انوار العالم باهته فلم تعد كما كانت بالنسبة له الراهب دائما أكثر من القانون.
ثانيا :ملكوت السموات هو مثل كنز وجده انسان فى حقل فباع كل مايملك ليشترى هذا الحقل مسيرتنا الرهبانية والتكريس هي مسيرة بيع مستمر ،مسيرة تخلى مستمرة ليس فقط عن المال وليس فقط عن الرغبات الشخصية بل عن الآراء الشخصية ،ايضا مسيرة تخلى عن كل شئ والزوبان فى الله.
ثالثا :اشكر الله على ان الرهبنة الفرنسيسكانية بالتعاون مع الرهبنة الأرثوذكسية استطاعوا ان يخلقوا بعدا جديدا من الحوار المسكونى وهو التكريس، فكلنا مكرسين مع بعض وعندنا اختيار واحد اختيار اساسى فى الحياة فقد خلقت الرهبنة بعدا جديدا وهو التحاور، انا سعيد جدا بالمشاركة فى هذا اللقاء ولقائى باخوتى فى التكريس فى الإختيار الاساسى كل واحد بالطريقة الخاصة به والكاريزما الخاصة به كل واحد بطريقته بكاريزمته بموهبته فقد خرجنا كلنا من بيوتنا لنبحث عن العلاقة مع الله.
كما القى الاب ميلاد شحاتة مسئول المركز الثقافي الفرنسيسكاني للأقباط الكاثوليك كلمة قال فيها كثيرًا ما تكلمنا عن الحياة الرهبانية، وكثيرًا ما قرأنا في قصص وروايات وتعاليم لقديسين وقديسات، نجحوا في ايجاد كلمات تعبر عما حدث لهم في مسيرتهم الطويلة نحو الملكوت، والغريب اننا في كل مرة وبعد انصات جيد وقراءة مدققة، نخرج جوعى وعطشى، وتزداد الحيرة.
أعلم أنك لست بارداً ولا حاراً فالفاتر لا ينتظر شيئاً ولا يفتقد شيئاً ولا يحن إلى شيء، أما البارد فعلى الأقل يتألم لعوزه ويعرف حقيقة فقره وعوزه.
والحار يخطط ويتقدم، والحار والبارد هما على حدود الرجاء وعلى مشارفه. الفاتر قابع في حالته الحاضرة ومكتف بها، لا يجعل مجالاً لنظر الله لأن يقع عليه ويعرّف واقعه.
فنظر الله وحده يخلق حقيقة الإنسان. ومن يتعرف إلى حقيقته لا بدّ له أن يحاول الخروج منها وتخطّيها ومدى التخطّي الوحيد هو الرجاء.
هذه الكنيسة التي لا تعرف حقيقتها لا يتركها المسيح وشأنها، لا يتركها في دائرتها المغلقة سجينة غرورها.
كل المكرسون بدعوة من الآب وبنعمة من الابن وبقوة الروح القدس، حقيقة يقفون على هذا الحد الفاصل. ولكن من منا يرى الأبدية والملكوت و من منا يرى الزمن والعالم (الوجه الحزين أم نور الوجوه).
الوجه الحزين :أعراف سكان الأرض
وجوه تبحث في الأرض وترابها ووجوه إرتدادها يكون سريعا فتصير كإمرأة لوط “عمود ملح”، وايضا وجه الباحثون عن الأرض (الوطن سيظل الجسد، وبالتالي الأمان يسيكون التراب)
والمتألمون لحساب أنفسهم والذين ينتظرون شيئاً ولا يفتقدون شيئاً ولا يحنون إلى شيء.
نور الوجوه: قانون السماء وجه الباحثون عن الملكوت فقد صلى الأب متى المسكين يومًا :«كيف سرقتني من العالم، وكيف احتويتني بدون شريك لك في حبي لك؟
يا سرّاق القلوب والنفوس كيف قطعتني عن نفسي بك؟
والذين يتألمون لحساب من اشتراهم بدمه ويكملوا في أجسادهم ما نقص من آلام المسيح
الذين لا يطرحون ثقتهم التي لها مجازاة عظيمة، وجوه تبدأ من جديد وكأنها ملكة الأبدية والملكوت
I ستظل الحياة الرهبانية الأساس فيها، الدعوة الالهية النقية لإنسان خاطئ (هذا الانسان هو بطرس صخر- انت صخر الذي تبني عليه الكنيسة وهي ايضًا سمعان الذي انكر سيده
ومسيرة الراهب ، حياته كلها اقتبال مستمر للروح القدس حالة اعتماد مستمر على هذا الروح وتواصل مستمر
وفى ختام كلمتة اوصى الاب ميلاد شحاتة بان، لامساومات مع دعوتك الرهبانية في نقائها ومجدها ، لا مساومات مع أمور اقل من المجد، وأي مساومة هي إهانة و استهانة لا مساومة بين الدعوة ومع مرارة في نفسك، ووجع بسبب رؤساءك، او مرؤوسيك، لا تسمح بخزي او بموت او سموم الانانية (انانية الحياة الرهبانية) تعطل عمل الروح ولا تكن كتلميذي عمواس أصحاب كرازة فاشلة حينما قالوا “كنا نأمل “(البابا بندكتس) بل افرحوا وابتهجوا” (البابا فرنسيس)
دعونا نؤكد لكم ان نجاحنا لا يتوقف على علمنا ومعرفتنا او ذكاءنا بل على نعمة الله.
ان الذين يكرّسون أنفسهم للبشارة والخدمة بأمانة كبيرة، مجازفين بحياتهم في كثير من الأحيان، وعلى حساب راحتهم وشهادتهم تذكّرنا أن الكنيسة لا تحتاج إلى الكثير من البيروقراطيين والموظّفين.
مُرسلون شغوفين. يلتهمهم الحماسُ للتبشير بالحياة الحقّه قدّيسون يفاجئوننا، ويزعجوننا، لأن حياتهم تدعونا للخروج من ضعفنا المُريح والمُخَدِّر، أخذوا نعمةَ عدم التردّد عندما طلب منهم الروح القدس أن يقوموا بخطوة إلى الأمام؛ طلبوا الشجاعة الرسوليّة لنبلِّغ الإنجيل إلى الآخرين لم يجعلوا حياتنا متحفًا للذكريات وسمحوا للروح القدس، في كل الظروف، أن ييعطيهم نعمة التأمّل بقبول التاريخ من منظور يسوع القائم من بين الاموات وتقبلوا مفاجآت الرب يسوع لهم
وتكلم نيافة الانبا دانيال اسقف ورئيس دير الانبا بولا بالبحر الاحمر عن الرهبنة الاولى وكيف بدأت وحددها فى ثلاثة مراحل.
الاولى يعيش فيها الراهب مبتدء تلميذ يتعلم ويحفظ ويذاكر ويعمل حتى ان الانبا انطونيوس اب الرهبان فى بدايتة كان يذهب ويجلس مع الشيوح والمعلمين يتتلمذ على ايديهم وهذة المرحلة ممكن ان تمتد من 15 سنة الى 25 سنة.
اما المرحلة الثانية فيها يعيش الراهب الكلام الذى تعلمة يعيش الحياة الرهبانية وتكون مرحلة صراع كبير مع ابليس كلها حروب حروب فكرية رهيبة يتبعها حروب التخويف والترهيب ،واذا فشل ابليس مع الراهب فى حرب الافكار والتخويف والترهيب يدخل معة فى حرب التضليل و تزيف الواقع ويبدء فى مدح وتعظيم الراهب، بانة اصبح قديس عظيم لايوجد احد مثلة صاحب معجزات ،ولكن اذا ماعرف الراهب كيف انة مدعوا من الله وعرف لماذا ترهبن وماهى الدعوة التى جاءت اليه يستطيع ان يقف ضد كل هذة المحاربات بقلب شجاع وهذة المرحلة تمتد الى 40 سنة.
اما المرحلة الثالثة يصبح الراهب فيها شيخ وقور دخل اعماق الرهبنة وبدء يعلم ويسلم اولادة الحياة الرهبانية وتاتى هذة المرحلة بعد 40 سنة تقريبا من الرهبنة،
وهنا لابد ان نعرف ان صراع الراهب هو صراع ضد ابليس وانه منذ ان تعمدنا دخلنا الحياة الابدية والراهب الذى اخذ الاسرار ودخل للعمق اصبح فى السماء ويكون جهادنا كرهبان ان نسبت فى السماء التى وصلنا اليها حربنا فى الاول والاخر هى حرب فكر فيجب ان نتسلح بالكتاب المقدس والمزامير والصليب وصلاة يسوع وسر الافخارستيا لنقهر ابليس فهذة الاسلحة تعطينا حياة النقاوة حياة المجد حياة المسيح ولابد ان نصل كلنا لحياة النقاوة لنفرح قلب الله.
ثم تلاه لقاء مفتوح و تبادل للخبرات اشترك فية نيافة الانبا دانيال والانبا مكارى والاب دانى، حيث اشتركوا معا فى الاستماع والإجابة على اسئلة الرهبان والراهبات وتقديم النصح والارشاد والخبرات الرهبانية للحضور.
واختتم اليوم بكلمة من الاب كمال لبيب الخادم الاقليمي للرهبان الفرنسيسكان،
والذى قال فيها ما أجمل أن يجتمع الأخوة معا تحت سقف واحد ،نشكر الله الذى اعطانا الفرصة الحقيقية ان نعيش الجو الحقيقى الجو الملائكى جو الكنيسة فمنذ اربع سنوات وعندما فكرنا فى اقامة هذا الملتقى الرهبانى كان الغرض منة الرجوع الى الجذور أى إلى الكتاب المقدس فهو المنظومة او الموسوعة هو حقيقة حياتنا فكل المداخلات او اللقاءات تصب فى اتجاة واحد وهو الرجوع للكنيسة والكنيسة فى مصر كنيسة غنية وقوية جدا وهذا المشهد الذى نراة اليوم هو اكبر دليل على ذلك.
افتخرو بكنيستكم المصرية فهى اصل الرهبنة فى العالم وهى تقول للعالم مازال اللة موجود يعمل فى كل العالم وفى مصر بصفة خاصة فكما قال البابا بندكت “اذا ما الحياة الرهبانية اضمحلت انتكست الكنيسة” فالرهبنة هى عمود الكنيسة
ثم اعطيت البركة الختامية وصرف المشاركين للتجمع من جديد فى مشاركة سويا ” اغابى” لتعميق العلاقات.
وقد تضمن اليوم العديد من فقرات الترانيم مع كورال “لنا رجاء” التابع لكنيسة العائلة المقدسة بالزيتون للأقباط الكاثوليك حيث رتلو العديد من الترانيم الروحية والحماسية وترانيم الميلاد باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية تفاعل معها واثنى عليها الحاضرين والمشاركين،
وايضا فى لفتة جميلة تم عرض فيديو مسجل لنيافة المتنيح الأنبا ابيفانيوس اسقف ورئيس دير ابو مقار للكلمة التي القاها في لقاء الرهبان و الراهبات الاول في عام ٢٠١٥ تحت عنوان “كلمة منفعة للرهبان ”
هذة الكلمة التى اعطت للجميع احساس بانه مازال يشارك ويتواجد فى هذا اللقاء كعادته.