أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان المنسق الإعلامي للمؤتمر الدولي الثالث “المصادر التاريخية لمسيحي الشرق الأوسط”، الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية، برئاسة الأب ميلاد شحاتة وبرعاية مركز المسبار للدراسات والبحوث والمنعقد في الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر بقاعة النيل بكنيسة سان جوزيف بوسط البلد أن المؤتمر شهد في يومه الثاني 19 ورقة بحثية قدمت في خمس جلسات علمية.
ويضيف الدكتور ريحان، أن الورقة البحثية للدكتورة شروق عاشور رئيس قسم الإرشاد السياحي بأكاديمية المستقبل تطرقت لشخصيتين مسيحيتين لهما دور فعَال في ازدهار العمارة والفنون المسيحية، وهما الجوهريان المعلم إبراهيم الجوهري والمعلم جرجس وهما من نوابغ الأقباط في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 الذين أوقفوا أراضيهم وعقاراتهم لتعمير الكنائس والأديرة وترميمها، ومنها كنيسة أبي سيفين بحارة زويلة والكاتدرائية القديمة وكنيسة الشهداء بدير أبو مقار وكنيسة أبي سيفين بدير الأنبا بولا.
ويوضح الدكتور ريحان، أن الدراسة أشارت إلى اهتمام الجوهريان بفن الأيقونات وهذا يوضح مدى حرية الأقباط في تلك الفترة بممارسة طقوسهم وفنونهم وكذلك الاهتمام بنسخ كتب الإنجيل والتفسير والمؤلفات الدينية، والذي يوجد منها مجموعة هائلة بكنيسة السيدة العذراء بالمعادي.
كما زودت المكتبات بالمخطوطات وأقدمها كتب قطمارس مؤرخ بعام 1779م وبكنيسة حارة زويلة وحدها 189 مخطوطة منهم عددًا كبيرًا برعاية إبراهيم الجوهري.
ويتابع بأن أنشطة الجوهريان تؤكد على مناخ التسامح الإسلامي، حيث ازدهرت العمارة الكنسية والفنون والمخطوطات، مما نتج عنه حركة إحياء ثقافي بدأ في منتصف القرن 17 واستمر حتى القرن 18 م، وقد دفن الجوهريان بمصر القديمة في مقبرة تمثل تحفة معمارية شيدت على الطراز العثماني والقاعة الجنائزية تمثل متحف مفتوح للأخشاب المزخرفة.