شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في المؤتمر الصحفي الخاص بالاعلان عن نتائج المرحلة الاولى للمبادرة التى يتبناها رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس “سي” والكشف عن الأمراض غير السارية “100 مليون صحة”، وكذا الاعلان عن الاستعدادات المتعلقة بانطلاق المرحلة الثانية من تلك المبادرة، وذلك بحضور الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان.
في بداية كلمته أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن سعادته بالاعلان عن البدء فى المرحلة الثانية من المبادرة التى يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدخول في تنفيذها فى عدد من المحافظات الجديدة، مشيراً إلى أن بناء الانسان المصرى يأتى على رأس أولويات القيادة السياسية، وكافة اجهزة الدولة خلال هذه الفترة، وذلك من خلال اطلاق العديد من المبادرات الرئاسية في مجال الصحة والتعليم، موضحاً أن المرحلة الاولى من ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت تهدف لتثبيت اركان الدولة، اما الفترة الحالية فتشهد بدء الانطلاقة لبناء دولة حديثة متطورة، مشيراً إلى أنه خلال كافة الزيارات الميدانية التى قام بها الفترة الماضية، حرص على تفقد العديد من المنشآت الصحية والتعليمية للوقوف على التحديات التى تواجهها والعمل على حلها سعيًا للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين من خلالها.
واشار إلى أن التحرك والانطلاق بقوة لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة من خلال قطاعى التعليم والصحة لم يأت من فراغ بل تم الاعداد الجيد والتحضير له منذ نحو سنتين، وهو ما أعطى مزيدًا من القوة لتنفيذ تلك الخطط المدروسة على ارض الواقع.
واضاف: أن المرحلة الاولى التى تم اطلاقها من المبادرة فى 9 محافظات، شهدت الكشف والمسح على نحو 11.5 مليون مواطن، لمعرفة حجم الاصابة بفيروس “سي”، وكذا بدء مراحل العلاج لمن ثبت اصابته، وأن الحكومة فخورة بالمساهمة في هذا البرنامج الطموح الذى يعتبر الوحيد على مستوى العالم بهذا الحجم، وهذه الدرجة من الشمولية، لانه يستهدف كافة المواطنين على مستوى الجمهورية، موضحاً أن المعدلات التى اظهرتها المرحلة الاولى من المبادرة اشارت إلى أن نسبة الاصابة بالفيروس وصلت إلى نحو 5% ممن تم الكشف عليهم، كما أن البرنامج يعتبر فرصة جيدة للكشف على الامراض غير السارية (السكر والضغط والسمنة).
وأكد على انزعاجه خلال تفقد مستشفيات المحافظات، من وجود نسبة كبيرة بين الذين يتم اجراء عمليات لهم ذات الجراحات الخطرة مثل “القلب المفتوح” من الشباب، وهو ما دعا إلى ضرورة معرفة حجم الاصابة بالامراض غير السارية، باعتبارها من أهم الاسباب المباشرة في الاصابة بأمراض القلب وغيرها من الامراض التي تستدعى إجراء جراحات خطرة، وهو ما يدعونا للبدء فى اطلاق العديد من المبادرات الوقائية من مثل هذه الامراض سعياً للتعامل معها والقضاء عليها، ومنعاً للاصابة بامراض اخرى مترتبة على تلك الامراض.
واوضح رئيس الوزراء أنه بالمتابعة لدورة الاصابة بفيروس “سي”، وجد انها تأخذ ما بين 15 إلى 20 سنة، وتؤدى فى النهاية الى حدوث الفشل الكبدى والاحتياج إلى تغيير الكبد، وهى عملية شديدة التعقيد، ويظهر ذلك فى حالات متأخرة، بعد تمكن المرض من جسم الانسان والتحول إلى مرض عضال تعانى منه الاسرة المصرية بالكامل وليس الشخص المصاب فقط.
واضاف مدبولى: أن الابحاث الاجتماعية التى يتم إجراؤها اشارت إلى أن جزءاً من اسباب زيادة معدلات الفقر للاسرة المصرية او ان اسرة تسقط من مستوى اجتماعى إلى مستوى أقل يرجع إلى وجود مرض عضال يصيب احد افرادها، وفى هذا الصدد أود أن اشير إلى أن المبادرة تهدف إلى تجنيب الاسرة المصرية، هذه الامراض، وكذا عدم إهدارها الاموال على العلاج.
وأشار إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس “سي” لها مردود إيجابي على الأسرة المصرية من حيث البعد الاجتماعي والصحي والاقتصادي للأسرة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن مسح المرحلة الأولى من المبادرة كشف عن تعرض أفراد في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم للإصابة بفيروس سي، ما يعني احتمالية إصابتهم بفشل كبدي في مراحل متقدمة من العمر ما يؤثر بطبيعة الحال على مسار حياتهم الصحي وبالتالي الاقتصادي، لافتاً إلى أن الحكومة تولي اهتماماً خاصا بمبادرة رئيس الجمهورية التي تستهدف الحفاظ على صحة المواطن المصري في المقام الأول.
وأضاف مدبولي: الحكومة حريصة على التوسع في تنفيذ المبادرة بحيث تشمل جميع المواطنين، حيث كان من المستهدف فحص الأفراد في الفئات العمرية من 18 سنة حتى 65 سنة، لكن الفترة المقبلة ستشهد فحص الفئات العمرية أقل من 18 سنة حيث سيتم عمل مسح شامل لجميع المدارس الثانوية، وكذلك كشف شامل لكل طلبة الجامعات.
وذكر رئيس الوزراء أن برنامج القضاء على فيروس سي بالإضافة إلى برنامج القضاء على قوائم الانتظار في الجراحات يعتبران بمثابة بدايات لبرنامج التأمين الصحي الشامل الذي تتخذ فيه الحكومة خطوات جادة.
نتائج المرحلة الأولى
وفيما يتعلق بنتائج المرحلة الأولى من المبادرة، أشارت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد, إلى أن نقاط مسح المرحلة الأولى تضمنت 1488 نقطة مسح ثابتة، و322 نقطة متحركة، بواسطة 5888 فريق مسح، لافتة إلى أن إجمالي عدد المواطنين المفحوصين خلال المرحلة الأولى للمسح 11.5 مليون مواطن، منهم 452869 حالات إيجابية، و 10969560 حالات سلبية.
وأضافت زايد: أن محافظة الفيوم تضم أعلى نسب إصابة بفيروس سي بمعدل 6%، بينما جاءت محافظة الأسكندرية كأقل محافظة من حيث معدل الإصابة بفيروس سي بنسبة 2%.
وكشفت الوزيرة, عن أن الفئات العمرية من 26 إلى 35 سنة هي الأعلى مشاركة في الفحوصات بنسبة 27%، فيما جاءت الفئات العمرية التي بلغت 65 عاماً وما فوق كأقل الفئات مشاركة بنسبة 6%، مضيفةً أن الفئات العمرية من 56 إلى 65 عاماً استحوذت على أعلى معدلات الإصابة خلال فترة المسح بنسبة 28%، فيما جاءت الفئات العمرية من 18 إلى 25 عاماً كأقل الفئات إصابة بفيروس سي.
وذكرت زايد أنه تم إضافة عدد 9 أجهزة PCR طاقة 1000 اختبار للجهاز يوميا خلال المرحلة الأولى للمسح وذلك بمستشفى حميات الأسكندرية، ومستشفى حميات بنها، كما تم إضافة 8 أجهزة طاقة 300 اختبار للجهاز يومياً بمعمل سنديون.
وفيما يتعلق بمتابعة وصرف علاج الأمراض غير السارية خلال المرحلة الأولى للمبادرة، نوهت الوزيرة إلى أنه تم ميكنة نظام الإحالة لتشخيص وعلاج الأمراض غير السارية ويستمر العمل بعدد 94 مركزاً بالمرحلة الاولى وعدد 126 مركز إحالة بالمرحلة الثانية.
وأشارت الوزيرة إلى أنه تم إرسال أكثر من 3 ملايين رسالة نصية للمواطنين للحث على المشاركة بالمسح، وتم توجيه رسائل لمتابعة التشخيص والعلاج، مضيفةً أن فريقاً من جميع الإدارات بوزارة الصحة قام بإجراء نحو 16 ألف مكالمة حتى الأن بالمواطنين المكتشف إصابتهم بفيروس سي ولم يذهبوا للتحاليل التأكيدية.
وكشفت زايد عن أنه سيتم مد المرحلة الأولى من المبادرة لمدة شهر إضافي حتى 31 ديسمبر نظراً لزيادة عدد المواطنين على مراكز المسح عن المعدلات اليومية وبالأخص في أخر 48 ساعة.
وأعلنت وزيرة الصحة عن الاستعدادات الجارية لإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة أول ديسمبر المقبل، وذكرت أن العمل سيجري طوال أيام الأسبوع من 9 صباحاً حتى 9 مساءاً، حيث تضم المرحلة الثانية 11 محافظة هي القاهرة، والسويس، وكفر الشيخ، والمنوفية، والإسماعيلية، وبني سويف، وسوهاج، وأسوان، والبحر الأحمر، وشمال سيناء، والأقصر، ويبلغ إجمالى المواطنين المستهدفين بالمسح في هذه المرحلة أكثر من 20 مليون مواطن.
وأضافت زايد أن القطاعات المشاركة بمنشآت المرحلة الثانية، تضم قطاعي الرعاية الأساسية الاولية، والطب العلاجي، ووزارة الشباب والرياضة، والقطاع الخاص، وقطاع تنظيم الاسرة، ووزارة الأوقاف، ووزارة التضامن الاجتماعي، والهيئة العامة للتأمين الصحي، وأمانة المراكز الطبية المتخصصة، والهيئة العامة لمترو القاهرة، والمحليات، والهيئة العامة للمستشفيات، والمعاهد، والمجلس الكنسي.
وذكرت أن عدد المنشآت المشاركة كنقاط للمسح في كل محافظة تبلغ 1877 نقطة مسح ثابتة بالإضافة إلى 857 نقطة مسح متحركة بالقاهرة، وتتمثل المنشآت المشاركة بالمرحلة الثانية بالمسح في وحدة طب أسرة، والمستشفيات، ومراكز الشباب، ومكاتب الصحة، والسيارات المتنقلة، والمساجد، والعيادات، والجمعيات، والنوادي، والمباني الإدارية، ومكاتب الصحة، والكنائس.
ووجهت الوزيرة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لرؤيته وإصراره على تنفيذ هذه المبادرة، التي تأتي في إطار خطة الدولة لبناء الإنسان المصري من خلال التركيز على قطاعي الصحة والتعليم، كما توجهت بالشكر لكافة الجهات المشاركة في تنفيذها.
وفيما يتعلق بخطة مسح المدارس التي تتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أشار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أن المرحلة الأولى من مسح المدارس التي سيتم تنفيذها في 9 محافظات خلال الفترة من ديسمبر 2018 حتى فبراير 2019، تستهدف إجراء المسح على نحو 1.3 مليون طالب في مدارس محافظات المرحلة الاولى البالغ عددها 2206 مدارس من بينها المدارس الثانوية بمختلف تخصصاتها، والثانوي الأزهري، والتمريض، وذلك بواسطة 380 فريق مسح.
وأضاف الوزير أنه تم تدريب فرق العمل المشاركة في المسح والبالغ عدد أفرادها 1140 فرداً خلال الفترة من 11 – 13 نوفمبر 2018، وكذا يجري خلال الفترة الحالية تدريب 50 طبيب أطفال على بروتوكول علاج الأطفال الذين يتوقع أن يسفر مسح المدارس عن إصابتهم. وفيما يتعلق بخطة مسح الجامعات التي تتم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لفت الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يهدف إلى دعم وتفعيل التعاون بين الوزارتين لضمان استيعاب المسح الصحي الشامل للطلبة والعاملين بالقطاع الصحي ومرضى الأقسام الداخلية بالمستشفيات الجامعية، مؤكداً أنه تم مسح جميع الجامعات في نطاق محافظات المرحلة الأولى.