المستشار أمير رمزي رئيس محكمة استئناف وجنايات الإسكندرية
في حوار خاص مع “وطني” من استراليا.
س/ بما أن الخدمة تنبع من القلب، فما هي المؤثرات التي جعلتك تتجه إلى اختيار خدمة الفقراء؟
خدمة الفقير، أهم خدمة في حياتنا، وقد غرس فينا والدي محبة الفقير وخدمته، والدي هو الأستاذ عادل رمزي المحامي، كان مثلاً أعلى لي في التربية والأخلاق، عاش حياته يعمل على خدمة المجتمع والفقراء.
س/هل واجهت صعوبات عند تأسيس جمعيتك؟
بدأت حياتي بخدمة الفقير عام 1995، ففكرت في تأسيس خدمة الراعي وأم النور بتشجيع من زوجتي وأحد أقاربي.
وفي عام ٢٠٠٤ ، بدأ ينضم إلينا مئات المتطوعين، فقمت بتأسيس مؤسسة راعي مصر عام ٢٠١٢ ، من أجل خدمة المجتمع دون تمييز على أساس ديني أو عرقي والتركيز على كل فئات الشعب دون حدود معينة، فالمؤسسة تعمل لتوفير احتياجات الفقير وتعمل على تنميته.
ولا توجد إطلاقاً صعوبات لتأسيس أي مؤسسة أو جمعية ولكن تستلزم مباركة الله للعمل أولاً ثم المزيد من الجهد والعلاقات العامة لتلبية احتياجاتها.
س/ وراء كل رجل عظيم امرأة، فمن هي المرأة التي دعمت نجاحك في الخدمة؟
زوجتي هي مصدر سعادتي وسعادة أسرتي، فهي من تدبر شئون المنزل وأول من شجعني على الخدمة و ساندتني في تأسيس راعي مصر، وهي المسئولة عن الحالات المرضية التابعة للمؤسسة.
س/ ما هي الأهداف التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها؟
نحن نركز على العمل في الوقت الحاضر على الهدف الأساسي، وهو بناء مشروع طبي عبارة عن إنشاء مجموعة من المستشفيات الطبية المتنقلة، التي تتكون من أتوبيسات مجهزة بعيادات ومعمل تحاليل وأشعه لخدمة المرضى الفقراء والمعدمين بنجوع وقرى الصعيد الفقيرة والعشوائيات.
وتمكنا حتى الآن بعلاج ٨٥٠٠٠ حالة وعلاجهم بالمجان من خلال مستشفتين متنقلتين, نحن الآن نسخر كل جهودنا للوصول إلى تحقيق الهدف المنشود والوصول لشراء ١٠٠ أتوبيس لخدمة ٦ مليون مواطن تحت خط الفقر، وأيضاً نعمل على بناء منازل تليق بإنسانية الفقراء والعمل على تنفيذ مشاريع صغيرة لإتاحة فرص عمل لهم وتوفير دخول للأرامل والأيتام والأسر المعدمة، إضافة إلى إنشاء أكاديمية مهنية لإعداد الشباب للانخراط في سوق العمل بالصعيد وعشوائيات القاهرة.
س/ حدثنا عن أهم الأنشطة التي قامت بها الجمعية في الفترة الماضية للحصول على الدعم اللازم للمؤسسة ؟
الحقيقة جهات عديدة وأفراد يقدمون الدعم في جميع الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، وفي كل عام نقيم احتفالاً كبيراً يخصص ريعه لصالح دعم المشروعات.
وكان آخرها في الأسبوع الاول من نوفمبر الحالي بمسرح الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات وأبو الهول، أحياه الفنان الكبير عمر خيرت، بحضور 3 آلاف من الشخصيات منهم فنانين وسياسيين ورجال أعمال.
س/من المسؤول عن تحصيل التبرعات في الجمعية؟
لدينا الآن ٦ فروع للمؤسسة تقوم على جمع التبرعات، ٣ منها في صعيد مصر وآخر بالقاهرة الكبرى، إضافة إلى فرعين خارج مصر في أمريكا واستراليا, علماً بأن جميع المتطوعين بالخدمة يتحملون كافة نفقات الانتقال والسفر سواء داخل أو إلى خارج البلاد دون التعرض لأموال التبرعات حتى تصل كاملة دون نقص للفقراء.
س/لدينا الكثير من محافظات مصر تنتشر فيها نسبة الفقر بنسب متفاوتة، فبأي من محافظات مصر تركزون نشاطكم؟
نظراً للفقر المدقع الذي نحاربه ويعانيه الكثير من العائلات المنتشرة في مصر، ركزنا أولاً في أكثر المناطق المستفحل فيها نسبة الفقر؛ كقرى ونجوع الصعيد وعشوائيات العاصمة الكبرى القاهرة، كذلك نقوم بخدمة المعدومين في كل من بنها والإسكندرية وأيضاً نلبي جميع الحالات التي تلجأ إلينا من المناطق الأخرى.
أما عن الجزئية المتعلقة بالنسب، فنحن ليس لدينا أي نسب ونخدم الإنسان المسيحي والمسلم دون تمييز ولا يصح أن نذكر ذلك, علماً بأن الآباء الكهنة يساعدونا في الوصول لفقراء المسلمين لخدمتهم في مناطقهم المسئولين عنها.
س/ التقيت مؤخراً الدكتور مجدى يعقوب.. ما فحوى هذه المقابلة؟ وهل هناك تعاون مشترك فيما بينكم؟
لقد قمت بزيارة الدكتور مجدي يعقوب بأسوان، وأود أن انتهز الفرصة كي أقدم له الشكر نيابة عن نفسي ومؤسسة راعي مصر، الذي أعطانا شرف التعاون معه وتقديم مساعداته إلى الحالات الإنسانية المحتاجة إلى الرعاية الطبية المتوفرة والمتاحة لديه، فهو بالنسبة لي مثلاً أعلى للعطاء.
س/قبل عده أسابيع طالب بعض المفكرين والكتاب قداسة البابا تواضروس الثاني بسرعة افتتاح مستشفى مصر المحبة.. فهل مازالت هناك علاقة قائمة بين مؤسسة راعي مصر والمستشفى؟
ليس لنا علاقة الآن بمستشفى مصر المحبة، بعد أن نقلت مؤسسة راعي مصر ملكيتها بعد تجهيزها بالمعدات والأجهزة الطبية، إلى قداسة البابا تواضروس الثاني نفاذاً لرغبته عام ٢٠١٦ ، كذلك سلمنا خدمة الراعي وأم النور، إلى أسقفية الخدمات التي يشرف عليها نيافة الحبر الجليل الأنبا يوليوس الذي قام بدوره بتقديم الشكر لمؤسسة راعي مصر والخدام القائمين عليها بخطاب موجه لنا وتناوله العديد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأود أن أناشد قداسة البابا، الإسراع بافتتاح المستشفى التي كانت جاهزة للافتتاح العام الماضي من أجل علاج آلاف المرضى المنتظرين قبل أن تسوء حالتهم الصحية.
س/نما إلى مسامعنا هذه الأيام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الموبايل ما يفيد بأن هناك من يقوم بشن حرب شواء ضد مؤسسة راعي مصر.. ما تعليقك عليها؟
نحن نجتهد ونركز بأمانة على خدمة الفقراء والمعدومين بكل ما لدينا من إمكانيات دون النظر أو الالتفات لأي نوع من الحروب، لأننا نؤمن بأن كل أعمال الخير ناجحة.
س/ هل هناك قضايا مرفوعة من جانبكم على بعض الشخصيات المسؤولة عن المستشفى؟
على الإطلاق لا يوجد، و |أنا سلمتها بناء على رغبة قداسة البابا وأرفص تماما الوقوف أمام الكنيسة أو أي من قيادتها.
س/في كل مرة تزورن فيها استراليا تلتقون العديد من رموز الجالية المصرية والشخصيات العامة.. هل التقيت أي منهم على؟
في كل زيارة أقوم بها لأستراليا لابد من زيارة السفارة المصرية والتقي سعادة السفير محمد خيرت، فهو من الشخصيات المهذبة جداً تنال كل الحب والتقدير.
كما أبدى اهتمامه الشديد بخدمة المرضى والفقراء, وقدم لي الدعوة للقاء البعثة الدبلوماسية بالعاصمة الاسترالية كانبرا وتعرف خلال اللقاء على الأنشطة والأهداف التي تقوم عليها مؤسسة راعي مصر.
كما قدم لنا كل الدعم والتسهيلات للجالية المصرية باستراليا للعمل على نجاح خدمة وتنمية المجتمع في مصر.
اليمين: المستشار أمير رمزي مع سعادة السفير محمد خيرت بكانبرا
اليسار: المستشار أمير رمزي مع سعادة السفير ياسر عابد بسيدني
قمت بزيارة القنصلية المصرية بسيدني، وقد رحب بنا سعادة السفير ياسر عابد، الذي أشاد بالخدمة التي تقوم بها مؤسسة راعي مصر من رعاية طبية واجتماعية للطبقات الفقيرة بالمجتمع المصري دون تمييز مقدماً لنا دعمه الكامل لنجاح الخدمة الوطنية لراعي مصر.
التقيت أيضاً الدكتور مدحت جرجس الذي لعب دوراً أساسياً في إنشاء مستشفى راعي مصر (مصر المحبة)، ووافق على رئاسة المجلس الاستشاري لفرع استراليا.
كما قام بتقديم الدعم في مشروع المستشفيات المتنقلة لخدمة المرضى والفقراء.
وأخيراً تقابلت مع أحد الشخصيات المعرفة لدى الشعب الاسترالي السيد نيك قلدس رئيس لجنة تطوير ومنع فساد المحليات بوزارة التخطيط ونائب مفوض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز السابق وكانت مقابلة ناجحة جداً ومكسب كبيراً للمؤسسة، حيث أصبح أحد أعضاء المجلس الاستشاري لفرع استراليا .
وقد وعد بزيارة مصر قريباً وتقديم الدعم والتعاون في مجالات خدمة المرضى والفقراء.
المستشار أمير رمزي مع السيد نيك قلدس رئيس لجنة تطوير ومنع فساد المحليات
بوزارة التخطيط الأسترالية
المستشار مع أعضاء مؤسسة “راعي مصر” بأستراليا
س/ هل من كلمة أخيرة تود توجيهها للجالية المصرية في أستراليا؟
أود ان أتقدم بالشكر والتقدير لأعضاء الجالية المصرية بأستراليا، بلا استثناء لما قدموه من حب وعطاء كبير بسخاء لدعم المرضى والفقراء بمصر، والذين كان لهم الدور الأكبر في بناء مستشفى راعي مصر (مصر المحبة) ببني مزار ومازالوا يدعمون الأنشطة المتعددة من خلال مؤسسة راعي مصر. ويكفي ما قام به ذي القلوب المحبة للفقراء، أثناء زيارتي، ودعمهم للمؤسسة. ولا يفوتني أن أشكر الشباب وأعضاء مجلس الأمناء المحبين لخدمة الفقير الذين قاموا بإعداد عدة لقاءات مع أبناء الجالية المصرية وكان لهم فضل كبير فيما وصلنا إليه خلال فترة زمنية قصيرة.
المستشار مع جانب من رموز الجالية المصرية في أستراليا