اليوم الثاني يأتي عليهم، وهم في قمة اشتياقهم لرؤية المكان الأكثر سيطاً في نقاط مسار العائلة المقدسة تلك المكان الذي مكث به العائلة المقدسة ستة شهور وعشر أيام وبه مذبح في وسط مصر أنهم أعضاء نقابة المرشديين السياحيين والوفد المرافق لهم من نقابة المعلمين ونقابة الرياضيين.. الأسئلة كثيرة جدا والاشتياق للمعلومة يجعلهم يأبون الراحة والاستجمام وسط الجو الريفي المبدع في صعيد مصر.. بكامل الاشتياق الشديد يدخلوا الدير.
وكان في استقبالهم القمص فيلكسينوس المحرقي المسؤول عن استقبال وفود الزوار.. وفور الترحاب والتعارف انهالت الأسئلة من سفراء مصر السياحيين الذين يعطوا المعلومات للسواح الآتين للحج بزيارة مسار العائلة المقدسة، وكانت الإجابات من الأب الراهب فيلكسينوس شافية وافية لإثراءهم بالمعلومات المطلوبة، وكانت حفاوة الاستقبال من رهبان الدير، وعلى رأسهم نيافة الأنبا بيجول أسقف دير المحرق العامر نقطة إعجاب الوفد كله.. وبعد جلسة شاي يخيم عليها الكثير من الأسئلة التي تخص الحياة الرهبانية والمذبح الذي دشنه السيد المسيح بنفسه وموقعه الفريد وسط مصر.
كما ذكر الكتاب المقدس :”هناك يكون مذبح وسط أرض مصر”، والكثير والكثير من الأسئلة، فكانت الجرعة المعلوماتية كبير والارتياح النفسي والألفة بينهم تجعلهم في حالة استمتاع دائما.. استضافهم نيافة الأنبا بيجول أسقف دير المحرق في جلسة محبة وود ولم ينقطع الحديث عن مكونات الدير والحياة الرهبانية فيه وكيف مكثت العائلة المقدسة هنا طول هذه الفترة.
تساءلت “وطني” عن حتمية مشروع ترميم الكنيسة الأثرية في الدير حتى تعطى ما كانت عليه في الطابع القبطي القديم؛ لأن الترميم الذي حدث لها في سنة 2000 كان به الكثير من العيوب.. وبالفعل رد نيافة الأنبا بيجول، أن الدير ينسق هذه الأيام مع وزارة الآثار هذا المشروع وبالأخص بعد زيارة وزير الآثار المصري لدير المحرق.
واختتم اليوم في الدير بالغداء وتناول مشروباتهم المختلفة، وجاء وقت ترك الدير وكل منهم يقول ما الذي أخر مجيئنا إلى تلك الأماكن حتى الآن ويحملون في ذاكرتهم الكثير من لحظات السعادة والأرياحية التي شعروا بها طول الرحلة.
وبعد ذلك توجه الوفد إلى “مقابر مير” الصخرية المنحوتة في الجبل التي يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة القديمة والوسطى.. واجتهد الدكتور سمير عبدالتواب حنده المتخصص في تلك المقابر ويعمل عليها دراسات ليوصل للزوار كل المعلومات حتى يستفيدوا..
“اليوم طويل وشاق ولكن ممتع بكل المقايس”، هكذا كان ما نطق به الكثيرين من الوفد.