ألقى البابا تواضروس الثاني، كلمة أثناء صلاة القداس الإلهي بالكاتدرائية المرقسية عن تجديد الكاتدرائية قائلا:
هذا يوم تاريخي في تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ويعود تاريخ الكاتدرائية، حينما وقع اختيار البطريركية على تصميم المهندسين المعماريين عوض كامل وسليم كامل فهمي للكاتدرائية الجديدة التي أرادت الكنيسة القبطية بناءها في أرض الأنبا رويس بالعباسية، ثم دخل ذلك التصميم حيز التنفيذ على يد المهندس الإنشائي الأشهر -وقتها- ميشيل باخوم في ٢٤ يوليو ١٩٦٥ بتنفيذ شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة “سيبكو” بعد أن وُضع حجر أساس الكاتدرائية في اليوم ذاته.
بحضور رئيس الجمهورية -في ذلك الوقت- جمال عبد الناصر.
استمرت الأعمال الإنشائية لمدة ثلاث سنوات ثم افتُتحت الكاتدرائية المُنشأ مبناها على شكل الصليب في ٢٥ يونيو ١٩٦٨ في احتفالية كبرى حضرها ممثلون عن كنائس العالم، إلى جانب شخصيات عامة وقادة دول على رأسهم الرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور أثيوبيا، ثم شهدت الكاتدرائية في اليوم التالي بإقامة أول قداس إلهي على مذبحها الرئيس وعقبه حمل القديس البابا كيرلس السادس رفات مار مرقس الرسول إلى موقع مزاره الحالي الذي يقع تحت المذبح الرئيس.
فكنيسة مصر لها تاريخ عظيم، و كنيسة مصر هي تاريخ وفخر، ونحن في هذا اليوم تشارك الآباء الأساقفة والآباء المطارنة والآباء الرهبان وجميع فئات الشعب نشترك في الاحتفال بتدشين الكاتدرائية المرقسية، ويجب أن يتم تسجيل هذا اليوم داخل السنكسار، فاليوم تم تدشين مذابح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وقال قداسته: هذا اليوم هو يوم شكر وامتنان أمام الله فنحن نشكر ه على نعمه الجديدة التي يغدقنا بها كل صباح.
كما أنه يوم فرح وتهليل، كذلك هو يوم عهد ففيه نتعهد لله أن تصير حياتنا بنقاء وطهارة.
وأوضح أن هناك مئات من العمال والكثير من الشركات عملوا داخل الكاتدرائية المرقسية لتظهر بهذا الشكل المشرف، وانتهز هذه الفرصة باسم المجمع المقدس أقدم لهم جميعًا الشكر.
وقال قداسة: أريد أن أحدثكم عن ثلاثة أمور تخص تجديد الكاتدرائية:
فالأمر الأول أنها صارت الكنيسة مسحة جمال: فعندما تدخل للكاتدرائية تشعر بروح الجمال، فكما نقول في صلاتنا كما في الأرض هكذا في السماء فيجب أن تكون الكنيسة بارعة في الجمال، لتضاهي جمال السماء.
الأمر الثاني أن الكنيسة صارت غنية بالأيقونات: فالأيقونة هي منفذ للسماء، وحدثنا أن تكون تلك الأيقونات هي تسجيل للأحداث فتم رسم أيقونة لشهداء ليبيا ورسم أيقونة لاعتراف المجمع المقدس بالقديس البابا كيرلس السادس و الأرشيدياكون حبيب جرجس، والأيقونات الموجودة أسفل البلكونة تروي كل يوم من اسبوع الآلام.
والأمر الثالث هو العلو الموجود داخل الكاتدرائية فهذا الارتفاع يدل على أن عندما تدخل للكنيسة لابد أن تكون نفسك سامية وعالية، وهذا السمو لا يأتي إلا بالصلاة.
وأنهى قداسته كلامه بتوجيه الشكر لجميع القائمين على هذا العمل لتعبهم ومحبتهم وبذلهم، ونصلي لكي يكمل الله عمله داخل الكنيسة.