شارك عدد من الوزراء فى احتفالية كبري بمناسبة مرور 116 سنة على إنشاء المتحف المصرى بالتحرير، فبجانب الدكتور خالد العنانى وزير الاثار حرص الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والدكتور هشام عرفات وزير النقل، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، ، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، والسفير نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج . ونخبة من الوزراء السابقين وسفراء الدول الأجنبية العاملين بمصر، والعديد من اعضاء مجلس الشعب الحاليين والسابقين ونجوم المجتمع والصحافة والإعلام على حضور الاحتفالية
تقول صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصرى أن الاحتفالية تأتي بعد ان تم تصميم ووضع لوحات إرشادية جديدة في حديقة المتحف وعلي الأسوار الخارجية، وعند منافذ الدخول والخروج، وعند المدخل الرئيسي للمتحف ، لتعريف الجمهور باسعار التذاكر وارشادات عامة لهم.
وأشارت إلي أنه تم تنفيذ تلك اللوحات كمرحلة أولي ضمن مشروع تطوير المتحف بالتعاون مع اليونسكو، أما عن المرحلة الثانية؛ فهي تتضمن تصميم وعرض لوحات أخري عن تخطيط المتحف من الداخل وأعمال الترميم، ووضع القطع الأثرية الى جانب تطوير مدخل المتحف والإضاءة والتهوية والانظار والاطفاء وإعادة سيناريو العرض المتحفى الجديد، بنقل مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون
، واستبدلها بمجموعة يويا وتويا الأثرية بعد تطويروافتتاح وتجهيز الجناح الشرقي بالدور العلوي بالمتحف، ليكون مكان عرضهما ،وقد تم نقل نحو 4500 قطعة أثرية من مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون
للمتحف المصرى الكبير قبل افتتاحه والمنتظرلة عام 2020 وستنقل “المومياوات الملكية” لمتحف الحضارة، وتعد كنوز يويا وتويا والتي تُعرَض كاملة لأول مرة منذ اكتشفها عالم الآثار الأميركي ثيودور ديفز، في مقبرتهما بوادي الملوك بالأقصر عام ١٩٠٥ جنوب مصر أي قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بما يقرب من سبعة عشرة عامًا، وهي المقبرة رقم 46 فى ترتيب الاكتشافات
و” يويا وتويا” هما والدا الملكة تي زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث، وجد وجدة الملك أخناتون وتعود أصول يويا إلى مدينة أخميم، حيث كان ينتمي إلى طبقة النبلاء وكان أحد كبار رجال الجيش، فضلاً عن عمله كاهناً للإله مين المعبود الرئيسي في أخميم. كما شغل عدة مناصب مهمة في القصر، مثل المشرف على الخيول، وقد يشير لقبه “والد الإله” إلى دوره المتميز بصفته حامى الملك.
وتضم المقبرة 214 قطعة أثرية، وتشمل مومياوات يويا وتويا، وبردية يويا الملونة التي يبلغ طولها حوالى 20 مترا، والمدونة بالخط الهيروغليفى المبسط ولم يكن في الإمكان عرضها بصورتها الكاملة نظراً إلى طولها ، لذلك تم تقسيمها عند اكتشافها إلى 35 جزءاً، مشيراً إلى أنه تم تجميع البردية بعد توثيقها بأيدي مرممي المتحف المصري لعرضها في المتحف وتعد أطول بردية عثر عليها في مصر تتضمن 40 تعويذة من “كتاب الموتى”، أو كتاب “الخروج بالنهار” وهو مجموعة مختارة من التعاويذ والتلاوات والاعترافات والارشادات
ومن المعروف ان مقبرة “يويا وتويا” تم نحتها في وادي الملوك الذي كان يقتصر على مقابر الملوك، لكن سمح بنحت مقبرتهما به نظراً لأهميتهما الاجتماعية. واستطاع لصوص المقابر في العصور القديمة الوصول إليها، حيث وُجد بها الكثير من الكنوز، وعثر بداخلها على توابيت داخلية وخارجية للمومياوتين اللتين لم تعرضا من قبل.
والقى الدكتور خالد العناني وزير الآثار كلمة فى هذة الافتتاحية قال فيها ، إن أهمية المتحف المصري بالتحرير لا تقتصر على ما يضمه من آثار فرعونية لا مثيل لها، بل للبعد التاريخي لهذا المبنى العريق، الذي يُعَدُّ من أوائل المتاحف في العالم.
وأكد “العناني”، خلال كلمته في احتفالية المتحف المصري بالتحرير بالذكرى الـ١١٦ على تأسيسه، أن المتحف المصري لن يموت أو يتأثر بإنشاء المتحف الكبير المحدد افتتاحه عام 2020، بل سيعرض المتحف مقتنيات أثرية جديدة، بعد نقل آثار الملك توت عنخ أمون وبعض الآثار الأخرى إلى المتحف الكبير.
وأوضح وزير الآثار المصري أن المتحف المصري بالتحرير سيعرض آثارا رائعة من المكتشفات الحديثة ومن الآثار المستردة، وكذلك مجموعات جديدة متميزة من بين عشرات الآلاف من القطع المحفوظة بالمخازن، ليستمر المتحف المصري درة تاج المتاحف العالمية
نشأة وتأسيس المتحف
ويعد المتحف المصري بالتحرير من أوائل المتاحف بالعالم وكانت النواة الأولي لانشاء المتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة “وسط القاهرة” حيث أمر محمد علي باشا عام 1835م بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة له وسمى بمتحف الأزبكية. وأشرف عليه الشيخ رفاعة الطهطاوي.وسرعان ماثبت رفاعة اقدامة و إصدار قرار بمنع التهريب والإتجار في الآثار المصرية إلى الخارج. وقبل هذا التاريخ كانت القنصليات الأجنبية في مصر تقوم بإرسال الآثار المصرية إلى أوروبا وإزدهرت تجارة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر، ولكن بوفاة محمد على باشا عام 1849م عادت الأمور مرة أخرى إلى عهدها الأول حيث عادت سرقة وتجارة الآثار مرة أخرى وفي عام 1858م تم تعيين (مارييت باشا) كأول رئيس مصلحة الآثار. وقد وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره (مثل آثار مقبرة إعح حتب). وفي عام 1863م أقرّ الخديوي إسماعيل رسميا مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكنة لم ينفذ المشروع وإنما اكتفى بإعطاء مارييت قطعة أرض أمام دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه
وفي عام 1878م ارتفع فيضان النيل الى اعلى مستوى مما سبّب فى إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته. وفي عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي نفس العام توفي مارييت وخلفه (ماسبيرو) كمدير للآثار وللمتحف
في عام 1880م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلي سراي الجيزة. وعندما جاء العالم (دي مورجان) كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة
وفي الفترة من 1897 – 1899م جاء لوريه Loret كخليفة لمورجانولكنة لم يمكث كثير فسرعان ما عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 – 1914م
وفي 19/4/1897 وضع الخديوي عباس حلمى الثاني حجر الأساس للمتحف المصري وفي عام 1902 اكتمل بناء متحف الآثار المصرية فنقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة وقام الخديوي عباس حلمي الثاني بافتتاحه في5/11/1902 وقد سجل مبني المتحف المصري ضمن المباني التاريخية الممنوع هدمها. وقام “ماسبيرو ” بنقل الآثار إلى المبني الحالي للمتحف (في ميدان التحرير) ومع مرور الزمن أصبح المتحف متكدساً بالآثار إلى درجة أن البعض وصفه بالمخزن، حيث يضم 160 ألف قطعة أثرية، وهو ما كان سبباً في إنشاء متحفين جديدين: المتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارة. بحيث تكون المتاحف الثلاثة على نفس الدرجة من الأهمية، ثلاث أيقونات مصرية تحوى كنوز نادرة وفريدة تختص بها مصر عن باقى دول العالم
وقد تم عمل تطبيق باستخدام تكنولوجيا الواقع المعزز «augmented reality»، لشرح محتويات مقبرة يويا وتويا وبردية يويا بلغة سهلة، وبطريقة «3D»، ومن المقرر أن يضم سيناريو العرض الجديد للمتحف المصري مجموعة آثار تانيس، والآثار المستردة من الخارج.