انطلقت فعاليات احتفالية العيد المئوي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي نظمتها مؤسسة الاهرام بالتعاون مع سفارة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة تحت عنوان “زايد في قلوب المصريين” وانعقدت بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.
حضر الاحتفالية رئيس الوزراء د مصطفي مدبولي وسامح شكري وزير الخارجية وعدد من الوزراء والبرلمانيون والدبلوماسيون، كما حضر سفير دولة الإمارات.
من جانبه أكد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن جهود الشيخ زايد آل نهيان، لتوحيد الصف العربي ممتدة، والقادة الذين يصنعون الفارق في تاريخ شعوبهم لا يرحلون. وتأتي الإحتفالية في إطار تقدير مصر للروابط الراسخة مع الإمارات .
وقال رئيس مجلس الوزراء من حسن الطالع أن يأتي الاحتفال بمئوية ميلاد الشيخ زايد بينما لم يفصلنا سوى أسبوع واحد عن العيد الوطني لـ 47 ذكرى ميلاد دولة الإمارات المقرر له 2 ديسمبر قائلا: “ندعوا الله أن ينعم على الإمارات وأرضها وشعبها بالمزيد من الرفعة والتطور.”
وأضاف الدكتور مصطفي مدبولي إلى أن الشيخ زايد أدرك قيمة الوحدة العربية وسعى إلى توحيدها وفي عام 1971 نجح في بناء أول فيدرالية، ولم تقف افاق رؤية الشيخ زايد، عند هذا الحد، وإنما أيقن أهمية الجوار والحوار وساهم بدور بارز واستضاف أول قمة عربية في أبو ظبي عام 1981 .
وقال سامح شكري وزير الخارجية، أن الانجازات التي تحققت في تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة يرجع الفضل الى الشيخ زايد تلك الدولة التي لازالت نموذجا ناجحا في المحيط الاقليمي الذي لا يخلو من الأزمات أو الإنجازات التي قدمها على الصعيد الاقليمى والدولي.
وأضاف شكري خلال كلمه له بالإحتفالية أن مكانة الشيخ زايد تنبع من ايمانه بالعروبة والتزامه وفي القريب منه بالعلاقة الاستراتيجية مع مصر والتي بلغت بأن أوصى ابناءه وشعبه بالاصطفاف دائما مع مصر
وتابع وزير الخارجية ا أن تاريخ الشيخ زايد حافل بالمواقف المقدرة للاصطفاف مع مصر بداية من العدوان الثلاثى و67، وموقفه العربى بقطع النفط تضامنا مع مصر إبان الحرب وصولا لاسهاماته العظيمة في البناء والتنمية.
واستطرد سامح شكري، التزام التعاون والتنسيق المشترك لدى القيادتين لهو الترجمة العملية لايمان البلدين لشراكة بين البلدين الشقيقين، و ان الرؤية الثاقبة لدعم واستقرار وضرورة تحقيق التضامن العربى كان لها تقديرها وكانت مصر في طليعة الدول لتحقيق هذا.
ويقول السفير رخا حسن عضو بالمجلس المصرى للشؤون الخارجية: “إن احتفالية مؤسسة الاهرام بمئوية الشيخ زايد لافتة جميلة تعبر بها مصر عن تقديرها لهذا الرجل الذي بالرغم من بساطة تعليمه ولكنه كان يتصف بصفات تميزه ويملك مقومات الزعيم الناجح وحبه واخلاصه لمصر كان واضحًا وظاهرًا في كافة توجهاته وكل مواقفه والتي تشهد جميعها بحبه الكبير ووفائه المتفاني”، مشيرًا إلى أنه كان يعتبر مصر رمانة الميزان في العالم العربي، مكملًا رخا: “كان الشيخ زايد حريصا جدا بتوطيد علاقته بمصر وأوصى اولاده بمصر خيرا من بعده و مصر من جانبها تثمن هذه المواقف الايجابية التى قام بها الشيخ زايد اثناء حرب اكتوبر ومساندته لها حيث كانت له مقولة لا تنسى تدل على عبقرية البساطة لديه ان البترول ليس اغلى من الدم المصري عندما منع النفط تضامنًا مع مصر لذلك قمنا باطلاق اسمه على بعض المناطق والاحياء في مصر التي تعتبر بلده الثاني.
واستطرد قائلًا: “فالشيخ زايد رجلا له رؤيته الخاصة في اهمية التواصل والتعاون مع مصر واضعا في الاعتبار دور مصر التربوى والتعليمى والتثقيفي لكل دول الخليج بلا استثناء. كما كان للشيخ زايد من الشخصيات التى تركت بصمة في التاريخ خاصة لدى بلاده فاتذكر عند استقلال دولة الامارات حرصت مصر على وجود سفارة تمثلها لدى دولة الامارات فكانت وقتذاك الامارات ليس بالشكل الحالى فلم يكن فيها سكن ملائم لزملائى السفراء للاقامة بمقابل مادى يستطيع ان يتحمله السفير حيث كانت مرتفعة السعر بالشكل الذى لايسمح للراتب الذى يتقاضاه السفير ان يتحمله. فقام وقتها الشيخ زايد بتوفير السكن الملائم لهم على حسابه الخاص. ان الشيخ زايد عمل نقلة كبيرة في بلده ومازالت التطورات تتوالي على اساس البناء السليم الذى اسسه زايد.
واشار رخا إلى أن التعاون الذي يجمعنا بدولة الامارات في اطار الاخوة والعلاقة بين البلدين فالاستثمارات بين البلدين في ازدهار وتقدم مستمر وتظهر في صور المشروعات العملاقة التى تقوم بها الامارات في اقامة المدن الجديدة وحاليا في اقامة العاصمة الادارية الجديدة مضيفا رخا ولدينا جالية مصرية كبيرة مقيمة في دولة الامارات نادرا ما نسمع عن وجود شكوى منهم كما ان اصبح لدولة الامارات دورا سياسيا مهما وملموسا في نطاق الاقليم فالعلاقات المصرية الاماراتية علاقات طيبة يشهد لها التاريخ.
ومن جانبه يقول السفير جمال بيومى دبلوماسي سابق تعتبر الاحتفالية التي اقيمت بمناسبة العيد المئوى للشيخ زايد رائعة جدا وتعبر عن مدى تقدير مصر للدور الايجابى للشيخ الزايد تجاه مصر، مشيرًا إلى أن الشيخ زايد كان يؤمن باهمية توطيد العلاقات المصرية الاماراتية والعربية مقتنعًا ان خير الامة يتحقق طالما ان مصر دائما بخير.
وأضاف بيومي للشخ زايد مواقفه التى لايمكن نسيانها تجاه مصر على مدار السنوات الماضية فكان سندا لمصر في اصعب الظروف التى مرت بها مصر فلم يتخل ابدا عن هذا الدور المشرف في اى وقت حتى في وقت مبادرة السلام التى طرحهاا الرئيس السادات.
وقال بيومي: “يرجع دور الشيخ زايد الاساسي في اقامة دولة الامارات العربية المتحدة بمشورته وعقليته كان رجلا في حد ذاته مؤسسة للوحدة العربية الكبرى مضيفا ان علاقتنا بدولة الإمارات علاقات مهمة ولدينا جالية يبلغ عددها 2 مليون مواطن مصري ينعمون بحياة كريمة على الأراضي الاماراتية ولابد من دعمها ومن جانبى دائما اطالب الجامعة العربية بتفعيل قرار تعريب الوظائف بسبب أن العمالة الاسيوية تكتسح الاراضى الخليجية والدول العربية وهذا ضد الهوية العربية وليس لمصر صالح فيه بل ضد مصلحة المواطن المصرى والعربي”، مؤكدًا بأننا بحاجة الى السعى الى سفر حوالي 2 مليون عامل مصرى للعمل لدى الدول الخليجية، مؤكدا بان من الضرورى الحفاظ على الهوية العربية وفي حالة استمرار الوضع بهذا الشكل سوف يكون له عواقب وخيمة لابد من تداركها وعلاجها قبل تفاقمها.
ويؤكد السفير عاصم مجاهد مساعد وزير الخارجية سابقا على اهمية الاحتفالية التي اقيمت بالتعاون مع السفارة الاماراتية للاحتفال بالعيد المئوي للشيخ زايد الذى له مواقف عديدة مع مصر فهو رجل يتصف بعروبيته القوية يؤمن بالتكاتف والتعاون ما بين الدول العربية ويعتبر مصر قائدة الأمة العربية من واقع حضارتها وثقافتها وتاريخها وهي التى تتولى الدفاع عن مصالح الامة.
وأضاف قائلًا: “وبالتالى كان له اعتزاز خاص لمصر وتشهد له مواقفه مع مصر امام التحديات التى واجهت مصر عن حبه المخلص فالتاريخ يثبت ان الشيخ زايد لم يتاخر في تقديم اي مساعدة تحتاجها مصر كما اوصى اولاده أن تكون مصر في محل اهتمامهم لم نلاحظ بوجود اي خلافات بين مصر ودولة الامارات بل بالعكس كان هناك نوع من الدعم التي تقدمه الامارات لمصر ومن هنا مصر وجدت لابد من تقديم واجب الاحترام والتقدير لمئوية الشيخ زايد وندوة الاهرام كانت ندوة كبيرة توضح وتشرح تاريخ العلاقات الذى يربط الدولتين والعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين حكومة وشعبا”. مؤكدًا أن الشعب الامارتي يكن نوع من التقدير الخاص للشعب المصري ويترجم هذا في المعاملة الطيبة والكريمة للجالية المصرية بالامارات والذي اذا واجهه اي مصري مشكلة يتم علاجها بشكل لائق ومحترم ويرجع الى العلاقات الخاصة التي تربطنا بالإمارات، والذي ارسى قواعد هذه العلاقة بالتاكيد هو الشيخ زايد الذى مهما مرت السنين ستظل ذكراه حيه في قلوب المصريين بالفعل كما اطلق عنوان الاحتفالية التي اقامتها مؤسسة الأهرام زايد في قلوب المصريين.
وأكد مجاهد أن علاقتنا مع الامارات تمثل أهمية كبيرة خاصة أن هناك تنسيق وتعاون في كافة المجالات.