” سليمان قال فى الأمثال .. لو أخوك كان فى احتياج ، إديله فى كل الأحوال .. عمرك ما هتكون محتاج ”
بهذه الكلمات عاش المشاركون بـ “معسكر العمل” بكنسية العذراء الفجالة 2018 ، وعلى مدار يومين ساعات من الفرح الممزوج بقدر من التعب متأملاً فى الأية التى تقول ” من يُعطى الفقير لا يحتاج “.
و سطر معسكر عمل هذا العام عامه الـ 16تحت رعاية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني وشريكه في الخدمة الرسولية الحبر الجليل الأنبا رافائيل .. حيث استهدف المعسكر هذا العام إعداد ثلاث آلاف كرتونة طعام تكفي الواحدة منها أسرة مكونة من أربع أفراد لمدة شهر ، ومائة سرير ، وثلاثمائة طبلية ، وثلاث آلاف قطعة ملابس ، فضلاً عن تجهيز ٥٠٠ شنطة للأطفال .
وبحُكم تراكم الخبرات للمشاركين على مدار السنوات الماضية فقد استطاع “معسكر العمل” إضافة الجديد على الخدمة – رغم الظرف الاقتصادية الصعبة المتمثلة فى زيادة أسعار المواد الغذائية والأخشاب وكافة المُدخلات سواء الأدوات أوالخامات المستخدمة فى علميات التعبئة والتجهيز فضلاً عن ارتفاع تكاليف النقل – والتى أنعكست على إخراج الخدمة فى أفضل جودة وفى وقت مناسب ، إذ تم إستحداث نظام “الباركود” والمدعوم بشاشة “LCD ” فى ورشة تجهيز الملابس والذى ساعد على حسن تصنيف الملابس بحسب نوعها سواء كانت حريمى أو رجالى أو أطفالى ( بنات وأولاد) وذلك بعد عمليات “الكى” والتطبيق” و”الغليف” ، هذا بالإضافة إلى نظاماً إلكترونياً أخر مُشابهاً فى نظام تعبئة كراتن الطعام .. حقاً عزيزى القارئ فقد أصبح “معسكر العمل ” بكنسية العذراء الفجالة خلية نحل تمزج بين التطبيق الروحى والخدمة المجتمعية فى قالب اقتصادى فريد يهدف إلى مساعدة أسر الصعيد التي تعيش تحت خط الفقر .
محبة من البابا تواضروس
وفى كلمة محبة وتشجيع بعث بها قداسة البابا تواضروس الثاني للخدام والمشاركين بمعسكر العمل من الولايات المتحدة الأمريكية التي يزورها بالوقت الحالي فى زيارة رعوية ، قال فيها لأبناءه : ” أنا سعيد للغاية أن أرسل رسالتى إلى شباب وخدام وخادمات كنيسة العذراء بالفجالة بمناسبة معسكر العمل السنوى .. فالحقيقية أنا انشغلت كثيراً فى جدول زيارتى بأمريكا خاصة مع تغيير التوقيت والمواعيد .. ومن خلال رسالتى لكم اشجعكم على المشاركة والعمل والخدمة وأنا كنت كثيرأ أقوم بالمشاركة فى هذا المشروع معكم وكنت اشترك معكم فى تعبئة كراتين المواد الغذاية وفى عمل السراير والطبليات وأنا وعارف إن هذا المشروع مثمر جداً وبيخدم مئات من الأسر التى تصلها هذه الخدمة .. والتى لم يصلها كراتين وسراير وطبليات فقط إنما تصلهم مبحبتكم .. ربنا يبارككم دائماً .. تحياتى لكل المشاركين والخدام .. ربنا يبارلكم دائماً ودائماً ناجحين .. وأنا شخصياً بأفتخر بهذا العمل .. ودائماً بأذكر خدمة “معسكر العمل ” بكنسية العذراء الفجالة .
الأنبا روفائيل .. وكلمة تشجيع
كما وجه الأنبا روفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة كلمة عبر فيها عن تشجيه لأولاده قبل بدء خدمة معسكر العمل السنوية قال فيها : تعدونا كل عام أن كنسية العذراء الفجالة يُقيمون “معسكر عمل” يشترك فيه كل شعب الكنيسة تقريباً لعمل سراير وطبليات ومواد غذائية لتوزيعاها على الأسرة الفقرة فى الصعيد .. هذهذه تكلف مبالغ ضخمة .. لكنها تتم بمُنتهى الفرحة .. أنا فرحان شخصياً بهذا العمل وكذلك قداسة البابا تواضروس الذى كثيراً ما يُشارك فى هذا العمل بنفسه .. طالباً من الرب أن يبارك فى هذا الخدمة .
من أعوازهم
وقال حسام كامل أمين عام الخدمة بكنيسة العذراء الفجالة : إن معسكر العمل تميز هذا العام بالإقبال الكبير رغم الظروف الاقتصادية ، مؤكداً أنه شاهد الكثير مِن مَن أعطوا هذه الخدمة من أعوازهم بشكل حقيقى ، مُطبقين قول الأية ” من يدك وأعطيناك ” ، وأضاف : إن العمل بخدمة معسكر العمل شهدت تأنى وإنجاز دون الإخلال بالجودة والدقة ، وهذا بفضل التنظيم والإعداد الجيد المسبق وبحُكم تراكم الخبرات من سنة لأخرى ، فكل فرد وكل مُشارك بمعسكر العمل يعرف دوره بالتحديد ، منوهاً أن تسليم وتسلم الخدمة بالمعسكر أصبح يتم من جيل إلى جيل .
وحول دور الأطفال ومشاركتهم أوضح حسام كامل أنه خلال السنوات القادمة سيكون أطفال معسكر أمس و اليوم هم قادة تلك المعسكرات ، منوهاً إلى مشهد فى غاية الجمال ألا وهو تقديم هؤلاء الأطفال الصغار عشورهم من الجُنيهات الفضيات فى أكياس لخدمة احتياجات معسكر العمل ، وقال : “من يأتى ويُشارك بمعسكر العمل ويرى بعينه .. فلا تكون له مشاركته هى الأخيرة ” .
روح الإلتزام
من جانبها تحدثت مدام نيلى فتحى قائدة معسكر عمل هذا العام عن روح الإلتزام التى شهدتها خدمة المعسكر على مدار اليومين ، مؤكدة أن التخطيط والإعداد والتجهيز لكل التفاصيل ساعد على إخراج العمل بالشكل اللأئق وفى الوقت المُحدد ، فضلاً عن دور المشاركين وإلتزامهم بالمواعيد المُحددة لإنجاز المستهدف فى كل مرحلة وبالتالى إنجاز مُجمل المستهدف على مستوى المعسكر ككل .. وفيما يتعلق بعدم حضور قداسة البابا تواضروض لظروف سفره الرعوى لأمريكا ، قالت نيلى فتحى : إن البابا تواضروس رغم عدم مشاركته معنا بالجسد هذا العام ، إلا أنه حاضر وسطنا بروحه وبكلمته التى وجهها خصيصاً للمشاركين بمعسكر العمل ، مما أشعرنا بوجده وسطنا ، كذلك الأنبا روفئيل الذى أرسل لنا مقطع فيديو شحعنا فيه كثيراً على الخدمة ، وأضافت : رغم إنشغالنا بإتمام العمل بشكل لأئق ووقت مناسب إلا أننا لم ننسى الجانب الروحى والمُتمثل فى “صخرة موسى” هذه الخدمة تمدنا بالصلاة والترنيم طوال فترة العمل بمعسكر العمل ، فضلاً عن مشاركة وصلاة أباء كنيسة العذراء الفجالة الموقرين وكذلك قدامى الخدام والخادمات مما يُعطى قوة حقيقية لعمل وهدف المعسكر وأيضاً البهجة والفرحة لكل شعب الكنسية .
وحول التحديات التى واجهت معسكر العمل هذا العام أوضحت مدام نيلى فتحى أنه كانت هناك بعض الصعوبات خاصة فى خطوط الإنتاج ، كما تم عمل بعض التعديلات على خطوط الإنتاج الخاصة بالأطفال ، منوهة أن يد الله كانت واضحة فى مسألة التبرعات ، حيث جاءت تبرعات تتعلق بملابس الأطفال قبل فترة قليلة من بداية المعسكر ، وأضافت : من ناحية أخرى كانت هناك تحديات تخص ارتفاح أسعار كافة المشتريات التى يحتاجها معسكر العمل وعلى رأسها المواد الغذائية وكافة المواد والخامات المستخدمة فى أعمال “المعسكر” ، لكن بفضل ربنا تم التغلب على هذا التحدى .. وإن كان يلزم المعسكر بعض الأشياء ، خاصة وأن الخدمة أصبحت مستمر على مدار العام سواء فى الأعياد أوالمناسبات ، منوهاً أن السنوات القادمة قد يشهد معسكر العمل بعض التطويرات فى خطوط إنتاجه .
الباركود
وقالت ماريا سامى صيدلانية وقائدة الكراتين بالمعسكر : لقد استحدث المعسكر هذا العام نظام “الباركود” فى خط الملابس لتصنيف وحساب المستهدفمن ، كل فئة من الملابس سواء بالنسبة للأطفال (بناتى – أولادى) أو الرجالى أو الحريمى ، مؤكدة أن النظام الجديد ساعد على حساب الكميات التى يتم إنجازها دقيقية بدقيقة وبتفاصيل كل فئة على حدى ، مما ساعد على تحديد ما يتم إنجازه بشكل لحظى وبالتالى الإنهاء من المستهدف فى الوقت المحدد .