أقام معهد جوته بالتعاون مع سفارة ألمانيا بمصر يوم معلمي اللغة الألمانية 2018، تحت عنوان “ابحث وتعلم.. التعليم في عصر التحول الرقمي” وذلك بالمدرسة الألمانية الإنجيلية بالدقي وشارك بالحدث وزير التعليم المصري.
أشار “زيمون”، مبعوث السفارة الألمانية إلى وجوب الاهتمام بالتحول الرقمي، مع إدراك الفرص والتحديات التي تسببها الرقمنة، قائلًا إن أحد تلك التحديات هي كيفية التدريس بتلك الوسائل التكنولوجية الحديثة في الوقت الذي يتعامل معها الطلبة بشكل أفضل.
وقال سباستيان فوتر Sabastian votter مدير قسم اللغة بمعهد جوته: “إن اليوم هو يوم للتدريب وتبادل الأفكار عبر العديد من ورش العمل. وقد شهدنا في هذا العام أكبر مشاركة منذ أن نظمنا يوم معلمي اللغة الألمانية بشكل رسمي منذ عام 2000 ، حيث استلمنا 700 طلب للمشاركة . أكثر من 90% من متعلمي اللغة الألمانية حول العالم في مصر.”
وأفاد أن الرقمنة جزء من واقع الحياة وذلك أصبح تحدي حتى في إطار إصلاح المدارس في مصر، مشيرًا إلى أنه من خلال ورش العمل التي تقدمها سيكون هناك فهم أكبر للرقمنة، وسيتم العمل مع الخبراء على المواد التعليمة الواقعية.
ألمح طارق شوقي وزير التعليم المصري إلى أن التحول الرقمي شيء لا يمكن أن نتجاهله، موضحًا أن المعلمين يكررون حاليًا ما قام به مخرجين السينما في بداية ظهور السينما، حيث كانوا يقومون بإخراج أفلام ذات طابع مسرحي غير مستغلين إمكانيات السينما. وأشار إلى اهتمام مصر بالتحول الرقمي مشيراً إلى أبنك المعرفة الذي تم تأسيسه منذ ثلاث سنوات والذي يحتوي على مواد باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، داعياً إلى وضع مواد باللغة الألمانية.
وتطرق “شوقي” إلى أهمية الانفتاح على العالم، وأفاد بأن مصر مهتمة بالتوسع في المدارس كالمدرسة الألمانية، مصرحًا بأن السيسي يعتزم زيارة برلين قريبًا لبحث التعاون في التعليم الفني ، ملمحًا إلى نية الحكومة في تأسيس أكاديمية لتدريب المعلمين بالتعاون مع ألمانيا.
أما “أوفي كليم “Uwe klemm استشاري تربوي تعليمي، خبير التعليم الرقمي جامعة ينا الالمانية، فتحدث عن ” تعليم وتعلم اللغات الأجنبية في عصر التحول الرقمي”، وهو درَس اللغات الأجنبية الألمانية والانجليزية بجامعة فريدريش شيلر بمدينة ينا الألمانية. ويعمل كمدرس بمدرسة ثانوية بذات المدينة. بالإضافة إلى انه خبير التعليم الرقمي بمدينة تورينجن كما يعمل محاضرًا لمعهد جوته ويشارك في تحرير مجلة الكمبيوتر والتدريس.
قال كليم: “هناك تعليم غير رسمي يحظى باهتمام شخصي وهو منظم ذاتيا، فضلًا عن تعليم رسمي، ويمكننا أن نشبه نوعي التعليم بسائق وحافلة التي تتشابه مع التعليم الرسمي، حيث الطرق محددة والسرعة محددة وأماكن الوقوف محددة، بينما التعليم غير الرسمي مشابه للسير بالدراجة فالطرق وسرعة السير وأماكن الوقوف اتحكم في اختيارها، هناك أيضًا مثال للتعليم الرسمي وغير الرسمي، فالأول صلد كالأجر والثاني مرن وقوي كالخرسانة، ويجب ألا نختار من بينهم بل نعمل مزيجًا.”
وتابع: “تعليم اللغات أصبح منتشر، والتعليم الغير رسمي استطاع استحداث سياقات جديدة في تعليم اللغات كوسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات وفيديوهات اليوتيوب، والتي اتاحت التعليم بالعديد من الطرق المبتكرة، والتي من خلالها ادمجت القليل من النصوص والمزيد من مقاطع الفيديو والتي تعتبر مؤثرة في التعليم.”
وأشار إلى أحد مشاكل التعليم الرقمي، ناقلاً مشاهدة أحد المدونين بعد ملاحظة تعلم ابنته عن طريق جهاز الكمبيوتر، بأن الرقمنة تزيد الأقوياء قوة وتضعف الضعفاء أكثر. كما تطرق لتحديات التعليم الرقمي حيث تعود المعلم أن يكون قدوة لتلاميذه، والآن عليه أن يقبلهم بتقنياتهم، لافتًا إلى أن موجات التقنية ستسبب ثورة في التعليم المدرسي، مؤكدًا إن صب المعلومات داخل العقول لن يفلح الآن.
وتخلل اليوم عروض غنائية قامت بها فرقة المدرسة، وتناولت الورش –والتي بلغت 58 ورشة – موضوعات مثل “استخدام الويكي في التدريس” و”ادخال الوسائط الرقمية في تدريس اللغة الألمانية” و”استخدام الهواتف المحمولة في الحصة بين التصريح والمنع” و استخدام “تطبيقات الهواتف المحمولة في تدريس اللغات الأجنبية – الطالب النشط” و”التدريبات العملية للغة الألمانية على شبكة الانترنت”.