مائة عام على تأسيس حزب الوفد..
“اعلموا أنه ليس هناك أقباط ومسلمون، ليس هناك غير مصريين فقط، وافتخر أنا الذي شرفتموني بدعوتي زعيمكم بأن اعتمد على كثير منهم، فكلمتي ووصيتي فيكم أن تحافظوا على هذا الاتحاد المقدس وأن تعرفوا أن خصومكم يتميزون غيظا كلما وجدوا هذا الاتحاد متينا فيكم…”، كلمات نطق بها زعيم الأمة سعد زعلول ليؤكد أن حزب الوفد ما كان له أن ينجح ويقود الحركة الوطنية بغير هذا الاتحاد القوي الذي جمع بين عنصري الأمة.
أيقن الشعب المصري، أن الاندماج والاتحاد بين عنصريه ضرورة حتمية في مواجهة الاستعمار البريطاني الذي أعلن الحماية على مصر، صار هناك وعي قومي صادق يناهض الاحتلال وأساليبه القمعية الذي لم يفرق بين قبطي ومسلم في المعاملة.
لقد تلاحمت صفوف المصريين وحدث التحول العميق في حياتهم وأخرجوا جيلا جديدا يحمل راية حب الوطن ولواء الوطنية هذا الجيل ساهم في ثورة 1919 وما بعدها وصنع مصر الحديثة بكل رجاله في مواقعهم من بينهم سعد زغلول زعيم الأمة، اتفق الجميع على تشكيل هيئة تسمى الوفد المصري ليكون له حق المطالبة بالاستقلال باسم المصريين جميعا على أن تحصل هذه الهيئة على توكيلات من الأمة تخولها هذه الصفة وتألف الوفد من سبعة أعضاء، هم: سعد زغلول، علي شعراوي، عبد العزيز فهمي، محمد محمود، أحمد لطفي السيد، عبد اللطيف المكباتي، محمد علي علوبه، أقبل المصريين عن طيب خاطر وحماس منقطع النظير في التوقيع على صيغة التوكيل في كل المحاقظات والأقاليم فكان تأييدا شعبيا جارفا.
انضمام عضو قبطي
وحدث أن بعض كبار الأقباط من الأعيان والمثقفين والمفكرين كانوا يجتمعون في نادي رمسيس ودار الحديث بينهم حول الوفد المصري وعرائض التوكيلات التي توزع على الشعب في البلاد ولاحظوا خلو القائمة من الأقباط، فاختاروا ثلاثة من بينهم: ويصا واصف، توفيق أندراوس، فخري عبد النور لمقابلة سعد زغلول لاختيار عضو قبطي بالوفد المصري.
رحب سعد زغلول ترحيبا كبيرا وأعرب عن اغتباطه بفكرة انضمام عضو قبطي للوفد وقد قال توفيق أندراوس متحمسا :”إن الوطنية ليست حكرا على المسلمين وحدهم” فسر سعد وقام وقبله على هذه الكلمة، وعليه تم اختيار واصف بطرس غالي–ثاني أبناء بطرس باشا غالي – نظرا لمكانته وعلمه وثقافته ومواقفه الوطنية، وتوالى بعد ذلك انضمام الأقباط للوفد حيث تلاقت وتوثقت العلاقة بين الأقباط والمسلمين وصار الاتحاد بينهما هو الدستور الحي الخالد لمصر.
ويطيب هنا أن نذكر مدى الارتباط والمحبة والشعور الوطني الذي كان يربط بين سعد زغلول وكل من سينوت حنا ومكرم عبيد، فمنذ أن دخل سينوت الوفد وقف صامدا ثابتا إلى جانب سعد، دون أن يبدو منه في مرة من المرات أي تردد أو شك، ولقد نفى واضطهد وفقد الكثير من ماله وظل ثابتا ثبات الصخرة، وبعد رحيل سعد زغلول وقف سينوت إلى آخر حياته إلى جانب خليفته مصطفى النحاس حتى لقد فداه بنفسه مرة إذ تلقى بصدره حربة وجهها أحد جنود البوليس إلى ظهر النحاس في أثناء وزارة إسماعيل صدقي.
كان سعد يحب سينوت حنا حبا شديدا، فكان لا يمر يوم دون أن يراه، ولا يقطع برأى دون مشورته ويقال إن سعد عندما أقلعت به السفينة إلى منفاه في جزيرة نائية في المحيط الهندي وضع يدا على كتف سينوت ويدا على كتف مصطفى النحاس وابتسم وقال:”مع أبنائى لا أشعر بأننى منفى.. كان الله فى عون أبنائي الذين تركتهم في مصر..”
سعد زغلول الذي لم يرزقه الله ولدا من صلبه رزقه الله ولدين كانا أحب إليه من أبناء الصلب هما سينوت حنا ومكروم عبيد، أما عن مكرم عبيد فقد انضم إلى صفوف المجاهدين منذ اللحظة الأولى واتصل بسعد فتكشف مواهبه ولمس فيه سعد الحماسة والفصاحة وحدة الذكاء فاستدعاه وأصبح من أقرب تلاميذه حتى سماه الناس “ابن سعد البار”، كان قد قيد نفسه في سجل المحامين ونذر وقته كله للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية، كان يتنقل من محكمة إلى محكمة، ويعود آخر النهار إلى بيت الأمة فيظل إلى ساعة متأخرة من الليل.
نعيش معاً ونموت معاً
في ذات ليلة لبس مكرم عبيد معطفه ليعود إلى بيته، كان الوقت بعد منتصف الليل وكانت الثورة على أشدها وجند الإنجليز يملأون الشوارع ونظر إليه سعد، فإذا مصطفى النحاس ينهض للخروج معه فقال سعد:”سيقتلونكما قطعا.. ابقيا هنا إلى الصباح “، فقال النحاس:” أنا ومكرم شىء واحد نعيش معا ونموت معا”، وقف مكرم عبيد يخطب شباب شبرا بعد عودته من المنفى في يوليو 1923 قائلا :”يقولون أقباط ومسلمون، كلا بل قولوا لهم : هم مصريون ومصريون أباء وأمهات وبنون أو قولوا لهم : إخوة، لأنهم بدين مصر يؤمنون أو أشقاء، لأن أمهم مصر وأباهم سعد زغلول..” .
في السادس من مارس أنذرت السلطة العسكرية رجال الوفد بالعقاب الشديد إذا هم استمروا في نشاطهم وأمام إصرار الوفد على موقفه قامت السلطة البريطانية في الثامن من مارس 1919باعتقال سعد زغلول وثلاثة من زملائه، هم: حمد الباسل ومحمد محمود وإسماعيل صدقي وقررت نفيهم إلى مالطة، وفي اليوم التالي التاسع من مارس بدأت الثورة التي التحم فيها كل المصريين أقباطا ومسلمين وكل قوى الشعب وفئاته وكانت صورة رائعة من صور الوحدة الوطنية الواعية.
صفية وعلم الثورة
يذكر أن السيدة صفية زغلول حرم زعيم الأمة سعد زغلول هي أول من فكر في تصميم علم للثورة يعبر عن روح الوحدة، وقد صنعت هذا العلم بيدها في بيتها واشتركت في صنعه عدد من السيدات وكان العلم مصنوعا من الحرير ولم يلبث أن أصبح بعد ذلك العلم الوحيد الذي ترفعه كل المظاهرات في الثورة .
ويذكر الأستاذ مصطفى أمين، أن السيدة صفية كانت مهتمة اهتماما عجيبا بوحدة الهلال مع الصليب وكانت تقول أن وصية سعد الوحيدة إليها يوم نفيه إلى مالطة هي وجوب المحافظة على وحدة المسلمين والأقباط .
مؤتمر الصلح
استمرت المظاهرات في كل مكان لعدة أيام وسقط الآلاف من القتلى والجرحى وارتفع عدد الذين قبض ووضعوا في السجون، لقد اهتزت بريطانيا لهول الثورة المصرية الشاملة، في نفس الوقت أصدر أعضاء الوفد وكبار الشخصيات المصرية نداء إلى الشعب من أجل الهدوء والسكينة، ولكن أمام الغضب المصري في كل أرض مصر، وتجدد المظاهرات اضطر الجنرال اللنبي أن يطلب من حكومته ضرورة الإفراج عن سعد زغلول وصحبه والموافقة على سفر الوفد المصري إلى باريس، حيث مؤتمر الصلح وعمت مصر كلها الفرحة والبهجة، وقامت المظاهرات لتعبر عن هذا الانتصار السياسي الكبير، وسافر الوفد المصري برئاسة سعد زغلول إلى باريس لعرض قضية مصر على مؤتمر الصلح وكان من الأقباط الذين اشتركوا في الوفد كل من واصف غالي، سينوت حنا، جورج الخياط، وهناك تلقى المصريون صدمة أليمة، حيث اعترف مؤتمر الصلح في فرساى بالحماية البريطانية على مصر، وقدم الوفد المصري برئاسة سعد زغلول احتجاجا إلى مؤتمر الصلح لاعترافه بالحماية البريطانية، بل ظل الوفد في باريس زهاء عام كامل يطرق الأبواب الممكنة من أجل القضية المصرية .
في 21 نوفمبر 1919 قاد الوفد الرفض الشعبي لوزارة يوسف وهبه الذي كلفه السلطان أحمد فؤاد بالتعاون مع المعتمد البريطاني برئاسة الوزارة، حيث قوبلت رئاسة يوسف باشا للوزارة بالسخط العام وأغلب الظن أن الإنجليز قصدوا بتعين رئيس وزارء قبطي أن يضربوا الحركة الوطنية في وحدتها ويفرقوا بين الأقباط والمسلمين، وقد كتب سينوت حنا سلسلة مقالاته “الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا” بصفته قبطيا ونائبا عن الوفد المصري وعقد اجتماع تاريخي بالكنيسة المرقسية الكبرى برئاسة القمص باسيليوس إبراهيم وكيل البطريركية واتفق الحضور على إرسال برقية إلى يوسف وهبه تعبر عن رفضهم لقبوله رئاسة الوزارة.
وفي لندن اقتنع ملنر بأن الوسيلة الوحيدة للتفاهم مع شعب مصر هو الحوار مع الوفد وبعد عدة اتصالات تقدم ملنر بمشروع يتضمن الاعتراف بمصر سلطة مستقلة تحت الحماية البريطانية، رفض سعد زغلول هذاالمشروع لعدم الاعتراف باستقلال مصر التام.
نفي سعد
تصاعدت الأحداث سريعا عندما أرسلت السلطة العسكرية البريطانية إنذارا إلى زعيم الأمة تأمره بالتوقف عن إلقاء الخطب ونشر المقالات والبيانات المناهضة لها، لكنه رفض الانذار الإنجليزى اعتمادا على توكيل الأمة المصرية له للسعي في الحصول على الاستقلال التام، قام الإنجليز باعتقال سعد زغلول صباح يوم 23 ديسمبر 1921 إلى جزيرة سيشل ويذكر أن كلا من واصف بطرس غالي وويصا واصف كان لهما الدور الرائد في جمع شمل الوفد وتوجيه أول نداء إلى الأمة بعد نفى سعد زغلول، وهو في نفس الوقت النداء الوحيد في تاريخ الوفد الذي ظهر بتوقيع اثنين فقط من اعضائه وهذا نصه “ننقل إلى البلاد فكرة سعد زغلول نقلا صادقا فنطلب إليها أن تواصل بلا انقطاع جهودها النبيلة التي ترمى إلى تحقيق أمانيها .. إن ظلما كبيرا وقع فعلينا أن نقابله بالصبر .. اكظموا أحقادكم في أعماق قلوبكم، واقبلوا بآباء كل المظالم والآلام في خدمة الوطن، إذ المظالم في خدمة الوطن نعيم والآلام شرف ليس فوقه شرف، نفوا سعدا ولكن مبادىء سعد باقية، نفوا سعدا ولكن روحه تلهمنا وتؤيدنا وتقودنا، نفوا سعدا ولكن مصر باقية…”
وتحت ضغط الحركة الوطنية المصرية صدر قرار الافراج عن سعد زغلول فى 30 مارس 1923 وكان استقبال الشعب المصري له استقبالا حافلا، كان الشعب يشعر لأول مرة من سنوات طويلة بأنه يملك الشوارع يهتف بحياة سعد فلا ترد عليه المدافع ، لم تعد الهتافات بحياة الاستقلال تخرس بطلقة من مدفع رشاش، تفنن الشعب في استقبال سعد وتكريمه، الشعراء نظموا أروع القصائد، المطربون ترنموا بأحلى الأغاني، الكتاب سطروا أبلغ مقالاتهم والفنانون رسموا أجمل لوحاتهم، محل حسن الحاتي رفض أن يتقاضى ثمن ما يأكله الناس بمطاعمه في ذلك اليوم، دور السينما والمسارح فتحت أبوابها مجانا للشعب، الشعب حاول أن يحمل سيارة سعد على كتفيه وتوسل سعد إليهم أن يتركوا السيارة تسير على عجلاتها.
الهلال مع الصليب
في يناير 1924 أجريت انتخابات مجلس النواب وفاز الوفد بنسبة 90% من مقاعد المجلس البالغ عددها 214 مقعدا وقد سقط كبار الأعيان والباشوات وكان الفائزون من أبناء الشعب، كان الأقباط مشاركون في هذه الانتخابات مع الوفد وسعد زغلول كان هذا انتصار للحركة الوطنية التي قادها الشعب المصري بقيادة سعد زغلول رئيس حزب الوفد وهنا كان الزعيم سعد يشهد للأقباط ويقول :” يقول خصومنا إننا حماة الأقلية فيكم، لأنكم قوم متعصب، فلابد من أن نبقى بينكم لحفظ العدل فيكم.. هذه الحجة سقطت باتحادكم، هذا الاتحاد المقدس بين الصليب والهلال، اعلموا أنه ليس هناك أقباط ومسلمون ، ليس هناك غير مصريين فقط، وافتخر أنا الذي شرفتموني بدعوتي زعيمكم بأن اعتمد على كثير منهم فكلمتي ووصيتي فيكم أن تحافظوا على هذا الاتحاد المقدس وأن تعرفوا أن خصومكم يتميزون غيظا كلما وجدوا هذا الاتحاد متينا فيكم …”.
انشقاقات
مر الوفد عبر التاريخ بالعديد من الأزمات ومحاولات الانشقاق، فبداية من انشقاق الحزب السعدي عام 1937، بقيادة علي ماهر باشا، بعد توقيع معاهدة 1936، أصبح الحزب الجديد مواليًا للملك، وكان من المؤيدين للوقوف إلى جانب الصف البريطاني في الحرب العالمية الثانية، فيما اعتبر ماهر باشا، أن الحزب هو من يتحدث عن الليبرالية وباسمها وليس حزب الوفد، متهمًا مصطفى النحاس بالخروج عن المبادئ التي سار عليها سعد زغلول “الكتلة الوفدية”،كان اسمًا لحزب آخر انشق عن حزب الوفد، بزعامة مكرم عبيد، وكان ذلك الانشقاق بمثابة الصدمة التي أصابت القوى الوطنية، حيث انحاز عبيد للملك ضد “الوفد”، إلا أن هذا الانشقاق لم يؤثر على شعبية الحزب، والتفاف المصريين حوله.
خلال الفترة من 1919 وحتى 1952 عاشت الأحزاب المصرية عصرها الدهبى وتناوبت على رئاسة الحكومة فكان حزب الوفد حزب الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية يتولى تشكيل الحكومة ولكن اختلف الأمر عقب ثورة يوليو 1952 حيث قرار حل الأحزاب السياسية الذى اتخذه مجلس قيادة الثورة مما أدى الى تعطيل الحياة الحزبية والاستعانة بأشخاص فى تشكيل الحكومة ليس لديهم خبرة سياسية بعد أن كانت قاصرة على رجال الأحزاب وحدهم .
تجميد الحزب
وفي أعقاب حرب اكتوبر 1973، وعقد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، بدأ الرئيس المصري أنور السادات يتجه تدريجياً نحو السماح بعودة التعددية الحزبية، وذلك بعدما عاشت مصر تجربة الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكي) لمدة تقرب من ربع قرن، شكل السادات حزب مصر العربي الاشتراكي ليصبح الحزب الحاكم ويكون هو رئيس هذا الحزب، ونشأ معه عام1976 حزب الأحرار والذي يمثل الاتجاه الليبرالي ، وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي والذي يمثل الاتجاه اليساري، ثم في مرحلة لاحقة شكل الرئيس السادات “الحزب الوطني الديمقراطي”، فانتقل أعضاء حزبه السابق إلى الحزب الوطني الجديد، ومع وضوح معالم التعددية الحزبية المصرية قام فؤاد سراج الدين في يناير 1978 بطلب السماح لحزب الوفد بممارسة العمل الحزبى العلنى، الأمر الذي أثار استياء السادات وأجهزة الدولة الأخرى، التي شنت حملة ضد الحزب، ركزت على أن الوفد هو حزب العهد البائد والفاسد في عهد ما قبل الثورة، ولكن على الرغم من ذلك كله فقد حصل الوفد على موافقة لجنة الأحزاب لتأسيسه فى 4 فبراير 1978، إلا أن استمرار الحملة الحكومية ضده، والتحذير من أنه سوف يضر التجربة الحزبية الجديدة، دفعت قادة حزب الوفد إلى إعلان تجميد الحزب طواعية.
رغم أن قادة الوفد قرروا طواعية تجميد الحزب، منعاً لصدام كان متوقعاً مع السلطة، فقد حدثت مضايقات عدة لقادة الوفد، كان أقصاها اعتقال “فؤاد سراج الدين” رئيس حزب الوفد الجديد، ضمن قرارات سبتمبر 1981 والتي اعتقل بموجبها عشرات السياسيين المصريين، بناء على قرار من الرئيس السادات، وفي أعقاب اغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981، وتولي الرئيس حسني مبارك رئاسة مصر.
شرعية عودة الوفد
أطلق الرئيس مبارك سراح جميع المعتقلين السياسيين، وقد انتهز الوفد الفرصة سريعاً، فأعلن عودته إلى العمل السياسي ووقف القرار السابق بتجميد الحزب، بيد أن هيئة قضايا الدولة المصرية رفعت دعوى قضائية بعدم جواز عودة الوفد، على اعتبار أن الحزب حل نفسه، وطعن الوفد في الحكم قائلاً إنه جمد نفسه ولم يحل الحزب، فقررت محكمة القضاء الإداري رفض دعوى الحكومة، والحكم بشرعية عودة الوفد، ليعود إلى ممارسة نشاطه السياسي بشكل رسمي في عام 1984، وفى 9 أغسطس عام 2000 توفى زعيم الحزب فؤاد سراج الدين وانتخب من بعده نعمان جمعة رئيسا للحزب حتى ابريل 2006، وذلك عندما حدثت صراعات داخل الحزب وانقسم إلى جبهتين واحدة مؤيدة لنعمان جمعة والأخرى مؤيدة لمحمود أباظة.
ويعتبر نعمان جمعة هو الرئيس الوفدى الوحيد الذى ترشح فى انتخابات رئيس الجمهورية على مر تاريخ الحزب التى جرت فى سبتمبر 2005 بعد مبادرة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بطلب تعديل المادة 76 من الدستور،ليحصل جمعة على المركز الثالث بنسبة 2.929% من إجمالي الأصوات، وفقا للنتائج الرسمية وقتها ببوابة الحكومة.
الوفد والبرلمان
خاض حزب الوفد العديد من الانتخابات التشريعية في مصر، انتخابات 1984متحالفاً مع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وفاز الحزب بنتيجة 57 مقعداً في المجلس، وفى انتخابات 1990 أعلن الوفد مقاطعته لهذه الانتخابات ضمن عدد من أحزاب المعارضة الأخرى ، احتجاجاً على عدم توفير الحكومة المصرية الضمانات الكافية لكي تخرج الانتخابات بصورة حرة ، وبسبب رفض الرئيس مبارك التخلي عن رئاسة الحزب الوطني، ورفض الحكومة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ اغتيال الرئيس السادات عام 1981،وفى عام 1995 فاز بستة مقاعد برلمانية ، كما حصل عام 2000 على سبعة مقاعد،و حصل عام 2005 على خمسة مقاعد.