ترحيب رسمي وبرلماني بالسيسي.. وميركل تدعم مصر اقتصاديا وأمنيا
سيطرت الرغبة الألمانية في التواصل مع القارة السمراء علي فعاليات قمة العشرين للاستثمار في افريقيا التي شهدتها العاصمة الألمانية برلين، ودعم أواصر التكامل مع دول القارة لخدمة شعوبها، مع صخ مزيد من الاستثمارات للقطاع الخاص، وفي نفس الوقت الإشادة بالمسار الاقتصادي الذي تلعبه القاهرة، وتسارع وتيرة انجاز المشروعات الاقتصادية في وقت قياسي، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات بين الشركات الألمانية والافريقية.
وعلي صعيد الجلسات التي جمعت السيسي بالمستشارة الألمانية في جلستهما الثنائية، أو مع الوفود المشاركة في القمة، كانت تجربة مصر الملهمة في انجاز المشروعات الاقتصادية والتنموية في وقت قصير مثار اهتمام الشركات والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكان هناك اهتمامًا كبيرًا بما قطعته مصر في مسار الاصلاح الاقتصادي بالرغم من التداعيات الصعبة علي المجتمع المصري.
واللافت للنظر هو إصرار ألمانيا علي دعم فرص الاستثمار في افريقيا ومنح القطاع الخاص فرصة لضخ مزيد الاستثمارات في دول القارة، وتوفير فرص عمل وخاصة مع زيادة أعداد نسب الشباب، وهو ما يخلق تحديات كبيرة داخل القارة السمراء، والتنسيق المتبادل مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية لتقديم حلول متكاملة تنموية تجمع بين الدور الحكومي والتنموي.
وفي كلمتها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلادها فتحت باب الحوار والشراكة مع القارة السمراء وتؤمن بزيادة الاستثمارات والمخصصات للتنمية وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتشجيع الاستثمار للقطاع الخاص في التواجد بالدول الافريقية، وشددت على أنه في عام 2017 طٌرح في قمة العشرين الأولى، مبادرة للتقارب من أجل الشراكة والاستفادة من كل الأطراف، ولتحسين الاستثمار لكل دولة، وسط ترحيب ومشاركة قوية من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنميه الأفريقي.
أضافت بقولها: “نسعي للتنمية والاستثمار في غانا والسنغال، وطرح صندوق لدعم الاستثمار للمشروعات الصغيرة، ودعم المبادرات والصادرات الالمانية، لمواجهة المخاطر الموجودة للاستثمار هناك، وضخ مزيد من الاستثمارات في كل من المغرب والسنغال واثيوبيا.”
من جانبه أكد جوزيف كايزر، المدير التنفيذى لشركة سيمنز الألمانية أن ما تم عمله في مصر في تطوير البنية الاساسية في وقت قياسي، يمثل حالة عالمية غير مسبوقة، معربا عن فخره بالشراكة طويلة الأمد مع مصر، وتأكيده علي أنه لا يوجد مكان في العالم يتم فيه هذا التطوير الشامل في هذا الوقت القياسي.
كما دعت كرستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي ضرورة الاهتمام بملف توفير فرص عمل الشباب، خاصة وأن نسب تنامي أعداد والشباب خلال الفترة الحالية وهو ما يخلق تحديات كبيرة علي الدول الافريقية في توفير مستوي مناسب في التعليم والصحة وفرص العمل.
وشهدت فعاليات القمة العديد من ورش العمل الصغيرة وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم مشروعات التنمية والشراكة لخدمة الشعرب الافريقية، وفتح المجال أمام الشركات الألمانية في تعزيز وجودها افريقيا، وخاصة في مجالات الصناعة والطاقة والتعليم المهني.
وفي المؤتمر الصحفي الذي تلي المباحثات الثنائية بين ميركل والسيسي، أكدت المستشارة الألمانية علي التعاون البناء بين مصر وألمانيا ومناقشة العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وخاصة في ملف الهجرة غير الشرعية والأزمتين السورية والليبية، إلى جانب زيادة التعاون البناء بين البلدين، وأكدت دعمها لحل الدولتين في أزمة السلام بالشرق الأوسط بالرغم من التحديات التس تشهدها عملية السلام حاليا.
من جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره للمستشارة ميركل والشعب الألماني، وتأكيده علي أن العلاقات بين البلدين تقوم علي الشراكة المتكاملة والزيارات المتبادلة بين المسئولين بين البلدين تشير إلي الروابط القوية في هذا المجال.
أعرب السيسي عن تقديره للدور الألماني في دعم حرب مصر علي الارهاب، وتشجيع برنامج الاصلاح الاقتصادي، والاتفاق مستقبلا علي زيادة التعاون العسكري والأمني مستقبلا، وتعزيز التبادل التجاري ببن البلدين، واستعادة السياح الألمان مرة أخري، متمنيا زيادة توافد الألمان في الفترة المقبلة.
وحول خليفتها حزبيا بعد ترك حزبها نهاية العام، أكدت انشغالها برئاسة الحكومة وعدم النظر إلى الأمور الحزبية، على أن تفرز الانتخابات القادمة في ديسمبر لتحديد مستقبل الحزب، على أن تضع كل جهودها علي عملها الحكومي فقط.
بينما شدد السيسي علي أن الأزم الليبية تشهد تطورات خطيرة ولكن مصر تنسق مع دول الجوار والأصدقاء لحل الأزمة وتعزيز مساعي المبعوث الأممي إلى ليبيا ودعم مبادرته في هذا الشأن.