علي طريقة جه يكحلها عماها، تلقي رواد مواقع التواصل الاجتماعي عمليات الطلاء للمنحوتات الاثرية في شوارع المحروسة بالكثير من الغضب والاستياء ،والتى كان من المفترض أنها جرت لاعادة تزيين الشوارع واحياء هذه المنحوتات بعد ما لحق بها من تشويه عبر الزمن ،معتبرين أن ما يحدث هو عمليات تشويه ممنهجة وطمس لتماثيل وأعمال فنية خالدة وهو أمر رفضه الشارع المصري كليًا بل وعملوا علي السخرية منه في كثير من الاحيان ،وفي هذا التقرير نعرض عددًا من المنحوتات الاثرية التى تم طلائها خلال الفترة الماضية وكيف كانت وعلام آلت:
– تمثال الخديوى اسماعيل بالاسماعيلية:
تحول لون التمثال الي اللون الأسود القاتم مع اللون الفضي ،مما عمل علي تغيير لونه الأصلي وهو الامر الذي آثار حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي ،مما دفع محافظ الاسماعيلية وقتذاك بالامر بتغطية التمثال حتى اعادته للونه الأصلي، وقامت وزارة الثقافة بتشكيل لجنه لبحث هذا التشوه، والخديوى اسماعيل هو الحاكم الخامس لمصر الحديثة من أسرة الوالى محمد على والذي حكم لمدة 16 عام قام خلالها بالعديد من الاصلاحات ، وصاحب تأسيس مدينة الإسماعيلية الحديثة ويقع التمثال الخاص به في تقاطع شارع الثلاثينى ومحمد على ومدخل طريق البلاجات بنطاق حى أول بمحافظة الإسماعيلية، ومصنوع من الجرانيت المطلي بالألوان، ويصل طوله نحو 7 أمتار وبارتفاع مترين عن سطح الأرض.
– تمثال رأس نفرتيتي بالمنيا:
والأمر ذاته حدث مع تمثال نفرتيتي بعد طلائه ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي الي السخرية منه بل ووصل الامر أن نعتوه ب “عفريتة نفرتيتي” ، مما جعل المحافظة تسارع برفعه بعد النقد اللاذع الذي تعرضت له أعمال الطلاء التى طمست ملامح التمثال، إلا أنه وبعد السخرية التى تلقاها التمثال، تفاجئنا بإعلان الجهات الإدارية في مدنية (سمالوط) بمحافظة (المنيا) المصرية، عن قيامها بتزيين مدخل المدينة بنسخة جديدة من تمثال الملكة (نفرتيتي)، والذي قام بنحته طلاب كلية (الفنون الجميلة) بالجامعة، مؤكدة أنه تم إزالة التمثال القديم، الذي تسبب في سخرية باقي محافظات الجمهورية منه.
وأضافت أن طلاب فنون جميلة عكفوا منذ بداية العام، على نحت تمثال نفرتيتي ليخرج بذلك الشكل الجميل، بعد العديد من المتابعات لهما من المسؤولين في الجامعة، لتغيير الشكل
الذي كان عليه التمثال الأخير، والتمثال الجديد يحمل تفاصيل الملكة نفرتيتي، وفقًا لما أوردته الكتب التاريخية.
– تمثال “كوكب الشرق” أم كلثوم بحي الزمالك:
ويبدو أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم تفتهم فائتة ولا تغمض اجفانهم قبل نقد جميع اعمال الطلاء للتماثيل الاثرية في مصر، وهو الامر الذي تكرر مع تمثال الفنانة الراحلة أم كلثوم “كوكب الشرق” والذي كان يزين حي الزمالك، فقد تم دهانه بالدوكو مما عمل بالتالي علي تشويه ملامحه وطمسها، فآثار حفيظة الكثيرين من المثقفين والفنانين ،وبين عشية وضحاها تحول تمثال ام كلثوم وملامحها لأحد درجات الأخضر، مما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي للقول بأنها اصبحث ام كلثوم عالموضة الجديدة، مما دفع النحات طارق الكومي صاحب تمثال أم كلثوم، الذي يقع بحي الزمالك، للخروج عن صمته والتعبيرعن غضبه الشديد بعد واقعة تشويه التمثال، عن طريق طلائه بألوان “الدوكو”.
وقال الكومي، عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”: “الموضوع أكبر من مجرد تشويه تمثال خاص بي – ولو أن الجهات المسئولة نقابة التشكيلين.. المجلس الأعلى للثقافة.. التنسيق الحضاري – كانوا قد اتخذوا موقفا فيما سبق ضد القبح المنتشر في كل مكان على أيدي مسئولين غير متخصصين يمارسون الفوضى وهيستريا الإعلانات، التي طغت على الفضاء البصري، والذي يعد المتنفس للمواطن وتخاذلهم أمام التشويه المستمر لقيمنا الجمالية”.
ودعا صاحب تمثال أم كلثوم المشوه بالزمالك، جميع المهتمين للمشاركة في عقد مؤتمر صحفي ووقفة احتجاجية لرفض ما يحدث من تشويه للأعمال الفنية، أمام تمثال أم كلثوم، للمطالبة بوضع حد لهذه الفوضى والعشوائية التي انتشرت في ربوع وميادين مصر”.
– تمثال رائد نهضة العلم “رفاعة الطهطاوى” بسوهاج:
لحق الأمر السابق ذاته بتمثال رائد نهضة العلم في مصر الحديثة “رفاعة رافع الطهطاوى” في محافظة سوهاج ،الامر الذي أثار أزمة كبري نتيجة خروج التمثال كسابقيه من الاعمال الفنية التى تم تشويهها، بعد أعمال الطلاء والترميم من الوحدة المحلية المختصة بالأمر، وكانت مدينة طهطا بمحافظة سوهاج قد قامت ببعض أعمال الصيانة والترميم للتمثال نتيجة ما لحق به من تشوهات وتشققات نتيجة العوامل المناخية المحيطة، وكعادة الأمر بدأت الأزمة تجمع أواصرها مرة أخري بعد خروج التمثال بهذه الصورة ،ما أثار حفيظة أهل المحافظة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي زاعمين أنهم لم يتعرفوا بعد علي شخصية التمثال بعد ترميمه وطلائه، وهل هذا بالفعل هو رفاعة الطهطاوى أم أنه شخص آخر وضعت ملامحه علي التمثال، بل ومما آثار دهشة وسخرية الفيسبوكيين هو أن قاعدة التمثال لم تطلي بالالوان ذاتها وإنما بقيت عليها عبارة “بحبك موت” كما هي ،مما دفعهم للمطالبة بالكف عن هذه الاعمال المبهرة في رأيهم التى طالت هذه المنحوتات الاثرية العظيمة، مطالبين بضرورة اعادة طلاء التمثال باللون الذي يليق به وإعادته لسابق عهده.
– تمثال موسيقار الأجيال “محمد عبد الوهاب”:
في هذه المرة هان الود مرة أخري علي أهل الترميم والطلاء بعدما ارتدي محمد عبد الوهاب ازياء أكثر عصرية كما وصفها رواد منصات التواصل الاجتماعي، فقد ظهر علينا بعد أعمال الطلاء ببذلة بنية اللون ووجه ذهبي، وتمثال محمد عبد الوهاب الذي تفاجئ به سكان حى باب الشعرية قد أثار حفيظة واستنكار الجميع والذي يبدو وأنه بات عادة، قد طمست ملامحه وتبدلت إثر عملية الطلاء التى لحقت به، وتم رفع التمثال بعد هذه التشوهات من قبل الجهات المختصة لحين اصلاحه.
– تمثال قائد الثورة العرابية بالأخضر والأبيض:
يبدو أن مسلسل التشويه لم ينته بعد فقد طال تمثال قائد الثورة العرابية “أحمد عرابي” الأمر ذاته ،التمثال الكائن بإحدى قرى الزقازيق والمصنوع من الجرانيت، تحول بين عشية وضحاها الي هذا المسخ باللونين الأخضر والأبيض ،فحال عرابي إلي شخص آخر مجهول الهوية، فنعته رواد التواصل الاجتماعي بالرجل الأخضر، قائلين دول مش مسؤولين تجميل دول مسؤولين تشويه” و”ده عرابى ده ولا مازنجر” و”ضيفوا عرابى إلى قائمة التماثيل المشوهه”، ” كما علق آخر “عرابى بقى الرجل الأخضر بتاع مصر” و”أهم حاجة أن الطربوش لسه أحمر”.
حيث قام مسؤولى التجميل بالمحافظة بدهان تمثال الزعيم أحمد عرابى، ببويات وألوان أدت إلى فقدان التمثال منظره الجمالى، ووصف أهالى قرية هرية رزنة مسقط رأس الزعيم، ما حدث للتمثال بالفضيحة.
جدير بالذكر اطأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد سخروا مؤخرا من تمثال الفلاحة المصرية والذي أصابه الضرر ذاته مشيرين الي أن الدور القادم علي تمثال أبو الهول، فكفانا انبهارات.