نظمت سفارة إكوادور بمصر معرضاً فنيا مميزا للفنان الإكوادوري “خوسي باستيداس” Jose Bastidas ، والذي افتتحه سفير إكوادور بمصر “رافائيل فينتيميا” أمس 24 أكتوبر بدار الأوبرا المصرية وحضره لفيف من عشاق الفنون الجميلة من مصر و إكوادور.
وفي كلمته، أعرب السفير “رافائيل” عن امتنانه وامتنان جميع أعضاء سفارة إكوادور للترحيب والدعم الذي قدمه الدكتور مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، وقال إن هذا الدعم أتاح لنا اليوم أن نقدم لكم جميعا “معرض لوحات أنطولوجي الانديز” للرسام الأكوادوري “خوسيه باستيداس” وأن نشارك مع المجتمع المصري فن وثقافة الإكوادور.
وأضاف السفير: بالمثل، أود أن أشكر الدكتورة هبة مراد، مدير المعارض والمتاحف بدار الأوبرا على صبرها ودعمها والتنسيق اللازم في تنظيم وإقامة هذا المعرض، الذي سيظل مفتوحا حتى 29 أكتوبر، كما أشكر موظفي دار الأوبرا بالقاهرة على الدعم المقدم لإنجاح هذا الحدث، وأيضاً أشكر رؤساء البعثات والسلك الدبلوماسي والسلطات المصرية وأصدقاء السفارة على تشريفنا بحضورهم.
وتابع السفير “رافائيل”: إنه لشرف لي ومن دواعي سروري أن أقدم في دار الأوبرا المصرية معرض “أنطولوجيا الانديز” ، للفنان الأكوادوري “خوسيه باستيداس”، والمعرض يتألف من 24 عملاً فنيا زيت على قماش، وهو نشاط تقدمه سفارة الإكوادور في مصر في إطار التعاون الثقافي بين مصر و إكوادور.
ثم تحدث السفير عن الرسام الإكوادوري والذي تعذر حضوره للمعرض في اللحظات الأخيرة ، فقال السفير: إن “خوسيه باستيداس” هو فنان ولد في أوتافالو، مقاطعة إمبابورا، والذي شعر منذ طفولته بميوله للرسم.
وقد بدأ حياته المهنية الطويلة والمثمرة في سن الرابعة عشرة عندما عرض أعماله الأولى في قاعة “ماريانو أغيليرا” في مدينة “كيتو” ، التي أصبحت الآن المركز الثقافي في العاصمة.
وعلى مر السنين، شارك في معارض فردية وجماعية في الأرجنتين وبوليفيا وبلغاريا والبرازيل وشيلي وكولومبيا وكوستاريكا ومصر وإسبانيا والولايات المتحدة وجورجيا وماليزيا والمكسيك وسويسرا وتركيا وفنزويلا.
تدور حياته حول الفن والأوساط الأكاديمية والعمل الاجتماعي، وهي الأنشطة التي أكسبته العديد من الجوائز في البلاد وفي الخارج.
ومن بين أهم الشهادات الجديرة بالذكر، جائزة الجدارة الثقافية “Vicente Rocafuerte” ، التي منحتها له الجمعية الوطنية (مجلس الشعب) لإكوادور في عام 2017.
وعندما كتب رودريجو فياسيس، الناقد الفني والأدبي و الصحفي والأستاذ الجامعي في إكوادور عن الأعمال الفنية للرسام باستيداس قال عنه:
“تعكس أعماله حساسيته الإنسانية العالية و اهتمامه
بالبيئة والمشاكل الاجتماعية، التي غالباً ما تكون مصدر
إلهام لأعماله التي تحمل رسائل السلام والأمل”.
وتابع السفير: آمل أن يكون هذا المعرض فرصة لتعزيز وتعميق علاقات الصداقة بين إكوادور ومصر ولنشر القيم الثقافية للإكوادور بين المجتمع المصري.
ثم دعا السفير الحضور لمشاهدة رسالة مصورة من الرسام الإكوادوري “خوسيه باستيداس”، الذي بسبب ظروف خارجة عن إرادته لم يتمكن من الحضور.
· لمحات عن لوحات باستيداس
= في جولة ولو سريعة بالمعرض، ليس من الصعب أن تلحظ أن أغلب لوحات الفنان خوسيه باستيداس يغلب عليها الألوان المشرقة المبهجة، ما عدا قليل، مثل صورة عروس البحر التي تجلس على مركب ويغلب على كليهما اللون الأخضر الفاتح (لون البحر في أكثر المناطق البحرية نقاءً) .. ربما لتعكس أهمية نقاء البيئة، كما أشار لاهتمامه بالبيئة في أعماله، سيادة السفير رافائيل.
= حتى في الصورة التي نرى فيها شخصاً نائماً مغلق العينين .. وكأنما التحق بعالم الموت .. نجده ملتحفاً في أتواب باللون البرتقالي المفعم بضياء أشعة الشمس .. والتي تطغى على اللون الموف الحزين حولها .. وكأنما يؤكد على ما قاله سيادة السفير مما تتسم به لوحات الفنان من أمل وتفاؤل .. فحتى مع الموت والفناء .. أمل ورجاء في إشراقة حياة جديدة.
= نستطيع أن نرى أيضاً بوضوح جانب هندسي واقعي في رسومات “باستيداس” الفنان.. فالعديد من رسوماته تضم وحدات من المنازل مرسومة بشكل هندسي وبخطوط متمايلة وإن كانت متوازية في تناسق .. ومكررة بشكل منتظم في لوحات مختلفة بأوضاع مختلفة .. وفي لوحة منها تبدو البيوت الملونة مجمعة على ربوة عالية يحيطها سور أحمر بشكل رمزي (فقط 4 خشبات طولية ) وخلفية البيوت أوراق هندسية التكوين باللون الأخضر.. وكأنما تنبثق البيوت من نبتة أو زهرة أوراقها خضراء بلون الخضرة والنماء في البيئة الجميلة حولها، وإنما يطوق وجودها جميعاً سور عالٍ يخفي أسرارها وحكاياتها المستترة وراء كل باب .
· قالوا عن الفنان “باستيداس”:
o تميل لوحات باستيداس نحو النزعة الرمزية
والإيقاع والبراعة، و تجمع بين كل ذلك في حرية وثراء
التكوين.
و لغة الألوان بأعماله تعبر عن كل لوحة
كشعر في ذاتها من خلال لونها وشكلها وتكوينها” (
ماركو انطونيو رودريجيز- إكوادور).
o “لا يمكن استبعاد الخيال من لوحات هذا الفنان
والذي على أساسه يثري لوحاته ككون صغير من
الأشكال ” ( دكتوره انينيس فلوريس – إكوادور).
o “تحتوي لوحات خوسي على هالة من الغموض
الذي يكاد أن ينجلي مما يجعل أعماله مثيرة للاهتمام
بكيميائياتها التشكيلية التي تحتوي على قدر كبير من
التفاصيل” (إليسير كارديناس- إكوادور).
o “إنه أشقر ،متوسط القامة، ذو نظرات وديعة، مازال محتفظاً بحسه الإنساني، مفعم بالحيوية والتعبير.. هذه هي الرحلة الوجودية التي يقدمها لنا خوسي باستيداس ،حتى نجد أصل كياننا” ( إيفان اونياتي_ شاعر).