مع بداية العام الدراسي هناك تساؤلات جاءت إلي باب إحنا معاك فيما يتعلق بكيفية تعامل بعض الأسر مع أبنائهم المصابين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة ADHD, فبالرغم من أن الطفل قد تظهر عليه علامات الاضطراب في سن مبكرة منذ عامه الثالث, إلا أن الأمر يظهر جليا في سن المدرسة ويكون له تأثيره السلبي علي تحصيلهم الدراسي إن لم يلتفت الآباء والأمهات ويحاولوا التدخل للوصول لنتائج أفضل لأبنائهم.
بداية فإن هذا الإضطراب له عرضان أساسيان هما: قصور الانتباه والاندفاع, وفي كثير من الحالات يظهر عرض ثالث يتمثل في النشاط الزائد, حيث يكون الطفل كثير التشتت وفترة انتباهه قصيرة, ويواجه مشكلة في التنظيم وتحصيله الدراسي ضعيف, بالإضافة إلي أنه كثير ما يفقد أدواته في المدرسة, كما أنه لا يرغب في القيام بالمهام التي تتطلب مجهودا ذهنيا مثل الواجب المدرسي, كما أنه سريع التنقل من نشاط لآخر, ويصعب عليه الالتزام بالقواعد.
كما ترتبط أحيانا مظاهر صعوبات التعلم باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة لدي الأطفال, وقد تظهر صعوبات القراءة وصعوبات أخري, كعدم القدرة علي الكتابة علي السبورة وسوء الخط, بالإضافة إلي مشكلات اللغة من تأخر لغوي وصعوبة في اللغة التعبيرية للطفل عما يريده.
حول كيفية التعامل مع الأطفال المصابين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة أثناء فترة الدراسة تحدثنا إلي الدكتورة مي الرخاوي دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي, قالت: مع بداية العام الدراسي علي الوالدين ممن لديهم أطفال مصابين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة أن يضعوا في اعتبارهم عدة أشياء مهمة في التعامل مع أطفالهم لدعمهم في المذاكرة والتحصيل الدراسي بشكل أفضل, ويمكننا تلخيص ذلك في عدة نقاط كالتالي:
يخطئ بعض الآباء والأمهات حينما ينتظرون من طفلهم الجلوس للمذاكرة عدة ساعات متواصلة ويعتبرون ذلك مؤشرا بنتيجة أفضل, وهذا غير حقيقي, حيث إن كل طفل علي حسب قدرته يمكن أن يمكث جالسا للمذاكرة, فهناك طفل مثلا يمكن أن يجلس ثلث ساعة فقط, ولكنه ينجز فيها أكثر من أنه يقعد ساعة متواصلة, فنجعل الطفل يجلس فترات قصيرة ونقوم بتقسيم وقت المذاكرة علي فترات منفصلة حسب قدرة الطفل ونعطي وقتا للراحة فيما بين كل فترة وأخري, وفي وقت الراحة لا يجوز أن نجعل الطفل يلعب ألعابا إلكترونية أو بالموبايل أو يجلس أمام التليفزيون, لأن مثل هذه الأشياء تساعد في زيادة التشتت لدي الطفل, لذلك فليكن وقت الراحة للراحة أو تناول كوب عصير أو ما شابه, أو التمشية لعدة دقائق أو يلعب الطفل لعبة بسيطة مع أحد أفراد الأسرة, أما بالنسبة للألعاب الإلكترونية فيمكننا استخدامها كنوع من المكافأة بعد الانتهاء من المذاكرة والوجبات المدرسية تماما.
وأضافت الدكتورة مي الرخاوي الأماكن التي يجلس فيها الطفل للمذاكرة يجب أن تكون ببيئة غير مشتتة للطفل بمعني أنه لا يوجد ألعاب حوله أو تليفزيون يتم تشغيله, أو أطفال يلعبون بجوار الطفل الذي يقوم بالمذاكرة أو أحد أفراد الأسرة يتحدث في التليفزيون بجواره.
واستطردت الرخاوي: إن الطفل الذي يعاني من اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة يكون لديه الذاكرة البصرية أقوي من السمعية لذلك يجب تحويل المواد الدراسية التي يقومون بمذاكرتها إلي أشياء بصرية ورموز ليسهل تذكرها بالنسبة لهم, فمثلا نقوم بتقسيم الدروس إلي أجزاء ويتم كتابتها في المذاكرة بأشكال وألوان مختلفة ليستطيع التذكر بالألوان والرسومات, وفي مرحلة عمرية أكبر للطفل يستطيع أنه يركز من خلال ربط الأشياء برسومات أو لوحات يقوم هو نفسه برسمها وتعليقها علي الحائط لتكون متاحة أمامه.
وإذا وجدنا أن الطفل بذل مجهودا ولكن درجاته جاءت قليلة نسبيا يجب أن نقدر مجهوده ونشكره عليه ولا نعنفه.
أوضحت الدكتورة مي الرخاوي, أن اضطراب تشتت الانتباه من الممكن أن يظهر في سن 3 سنوات أو قبلها, وإذا لاحظ الوالدان ذلك عليهم أن يساعدوه بأن تكون التعليمات واضحة وقصيرة للطفل, بالإضافة إلي أنه من المفيد الاهتمام بالألعاب التي تنمي الذاكرة والتركيز لدي الطفل مثل ألعاب البازل وألعاب التطابق وغيرها.