حالة من الغضب تجتاح آلاف البيوت المصرية هذه الأيام؛ بسبب بعض القرارات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم بشأن إلغاء المستوى الرفيع من مدارس اللغات الخاصة وفرض منهج تقرره الوزارة دون سواه، وقد نظم أولياء الأمور بعض الوقفات الاحتجاجية؛ اعتراضا على هذا، فكان لـ”وطني” هذه اللقاءات مع عدد من أولياء الأمور، وكذلك بعض تصريحات للوزير في هذا الصدد لنرى الصورة بشكل أكثر وضوحا :-
قالت ماريان فوزي: إحدى أولياء الأمور، “ليس من حق أحد يمنع عني خدمة دفعت ثمنها، فأنا لم أطلب من الوزارة أن توفرلي كتب ومدرسين بمستوى معين، فنحن ندفع آلاف الجنيهات في مقابل ذلك، فلا يصلح على سبيل المثال أن تحدد المدرسة أن يكون سعر الزي المدرسي 5 آلاف جنيه، ونحن نوافق، وذلك على بعلم الوزارة، ثم تأتي الوزارة وتقول أنها ستأخذ الخمسة آلاف جنيه في مقابل أنها تعطينا “مريلة” لكي تساوي بين كل التلاميذ لأننا كلنا شعب واحد؟؟!!!”
وأضافت “ماريان”، إحدى أولياء الأمور، قائلة: “نحن نفهم جيدا معنى وقيمة التغير والتطوير ومقدرين جهد الحكومة، ولكن لماذا نلغي المستوى الرفيع واللغة الثانية ونحن في عصر أهم شيء فيه اللغة، فمن حق الوزارة ترتفع بمستوى التعليم الحكومي، لكن لماذا نخفض من مستوى التعليم الخاص لكي يوازي الحكومي، هل يعقل أن يكون تعليمي الذي تلقيته من ١٥ أو ٢٠سنة أو أكثر يكون أفضل من تعليم أولادي مع تطور كل شئ حولنا…فنحن ليسنا ضد أن تضع الحكومة كتاب محتوى جيد للبعض وعظيم للبعض الآخر، ولكن ضد إجبار أولياء الأمور على إلغاء المستوى الرفيع واللغه الثانية، فأنا اخترت أعلم أولادي في مدارس خاصة لغات بأموال، رضيت أدفعها مقابل خدمة توقعتها، فلماذا نجبر الناس والمدارس على شيء آخر، فأرجو مراجعة هذا القرار من قبل السيد الوزير والوزارة فنحن واثقين أنهم سيقدروا وجهه نظر الناس الذين يرفضون هذا القرار، ونرى أنه ضد مصلحة أولادهم لأنهم أهم ما في حياتنا” .
ووقالت مها مصطفى: إحدى أولياء الأمور، “نحن ألحقنا أولادنا مدارس لغات وقبلنا أن ندفع مزيدا من الأموال عن ما كنا سندفعه لو أدخلناهم مدارس تجريبي لكي نحصل على مستوى أعلى في اللغة الإنجليزية أكثر من منهج الحكومة، وهذا الهدف من إنشاء المدارس الخاصة ومدارس اللغات بنص القانون، ومعنى إلغاء المستوى الرفيع إنه تم تدمير أهم الأهداف التي أنشأت من أجلها هذه المدارس خصوصا أن المنهج الذي أقرته الحكومة رغما عنا دون المستوى، كما أن منهج discover”الباقة” الذي أقرته الوزارة على طلاب الصف الأول هذا العام يحتاج إعداد لغوي أعلى بكتير من الذي يقدمه connect ( منهج اللغة الإنجليزية).
وأكدت “لولي . ح”، إحدى أولياء الأمور، أن هذا النظام في التعليم يعتبر تجربة جديدة وليس من المفروض تطبيقها على جميع المدارس. فكان لابد من تجربة هذه المنظومة على مدارس معينة قبل تعميمها على الكل، لأنها وارد أن تنجح وأن لا تنجح، خصوصا أن هناك مدارس ناجحة بالفعل ولم يشتكي منها أحد، فكان لابد تطبيق المنظومة على المدارس التي يوجد بها خلل وليست المدارس التي لها أهداف تعليمية وتربوية ومجتمعية وغير هادفة للربح مثل مدارس الإرساليات التي عمرها يزيد عن مئة سنة، فما الجرم من ناحية الطفولة أن يدرس الطفل لغة تانية وأن يحفظ أسماء الحيوانات والألوان دون كتابة هذه اللغة، أليس هذا مكسب لطفل من جميع الجوانب، كما أن كتب رياض الأطفال في هذه المدارس شيقة جدا ولم يشتكي منها أحد.
وفي غضب أعلنت حنان حسن، إحدى أولياء الأمور، قائلة: “نحن نبتغي المساواة .. فكيف يتم التفريق بين أبناء نفس المدرسة، بمعنى أنه هناك صفوف تقوم بدراسة المستوى الرفيع وصفوف أخرى طبق عليها النظام الجديد وحرموا من دراسة المستوى الرفيع، فكيف نتساوى في دفع المصروفات ولا نتساوى في الخدمة المقدمة، فلا مانع من إزالة الحشو من المناهج ولكن مع الاحتفاظ بمستوى اللغة الأولى والثانية”
كما أعلنت نيرمين حنا، إحدى أولياء الأمور، رفضها للقرار وتسألت “هل عندما ابنتي تتخرج ولا يكون لديها لغة سوف ترضى بها أي شركة محترمة لكي تعمل لديها وهي not fluent in english؟، فأنا أدخلت ابنتي مدرسة بصروفات أكثر من الحكومة والتجريبي لكي تتعلم لغة بمستوى جيد، فأنا تضحيت عن جزء من أموالي التي كان من الممكن أن أستخدمها في رفاهية أو أي شيء آخر، لكي أجعل مستوى ابنتي جيد في اللغة، وبذلك وجب عليا إما أعطيها كورسات وأتحمل أسعار الكورسات british councel التي تصل لـ 9000 فى السنة أي أقوم بدفع مصروفات المدرسة وكذلك الكورسات، إما أن ألحقها بمدارس international وأدفع مبالغ باهظة، وإذا لم أكن أملك أموالا طائلة! “هل أخبط رأسي في الحيط؟؟”
وقالت شيري صفوت، إحدى أولياء الأمور: “عندما تكون ابنتي درست المستوى الرفيع في kg1kg2 وبعد ذلك تأخد هذا المنهج، بذلك أكون قد قضيت عليها”
وذكرت رانيا رشاد، إحدى أولياء الأمور،: “الوزارة مازالت في مرحلة تجربة منظومة جديدة قد تنجح وقد تفشل، فمن غير المنطقي أنهم يغامروا بكل مالديهم من مدارس، فمن الممكن أن يحدوا التجربة في نطاق المدارس الحكومي والتجريبي التي تعاني أصلا العديد من مشاكل، لكن نحن هنا في المدارس الخاصة لم نشتكِ و سعداء وراضيين ووأدخلنا أولادنا إليها بختيار كامل منا بعدما درسنا فيها أولا، وأولادنا الكبار درسوا فيها أيضا، ولو رضينا بهذا المستوى من اللغة فماذا سيفعلوا أبنائنا عندما يتقدموا للوظائف التي تشترط اللغة بطلاقة.
وهل من المفترض أن تقتصر هذه الوظائف على من درسوا في مدارس دولية ويتكدس أبنائنا في الوظائف الحكومية أو لا يجدوا عمل، وحتى بعض وظائف الحكومة محتاجة لغة أيضا. لماذا عندما ترى الحكومة من يحقق خطتها للتنمية المستدامة والنهوض بمستوى الدولة تهدمه من أساسه؟ فأين المنطق في هذا؟ نحن نريد أن نتقدم ولا نعود إلى الوراء؟ فالمنهج الذي تدرسه ابنتي في الصف الأول هذا العام لا يرتقي للمنهج الذي كانت البنت تدرسه في baby class، فهل يعقل إنها تخلص “كي چي تو” و هي تستطيع كتابة جمل كاملة باللغة الإنجليزية وتتحدث باللغة الإنجليزية، أن تعود في الصف الأول الابتدائي “تمشي على الحروف بالنقط”؟ فكان يجب على الوزارة قبل أن تضع هذا المنهج أن ترى المستوى الرفيع الذي تدرسه مدارسنا وتعرف إلى أين واصل لكي تواكبه؟ ومع ذلك ومع كل ما سبق نحن لا نرفض تدريس منهج الوزارة ولكن يكون ذلك بجوار المستوى الرفيع الذي تقوم المدرسة بتدريسه .
وأكدت كارين مجدي، إحدى أولياء الأمور، قائلة: “أنا ابنتي تأتي من المدرسة حاليا لا تفكر أصلا تفتح حقيبتها لاقتناعها أنها ليس لديها شئ لتذاكره بعدما كانت عندما تدخل البيت لا ترضى أن تستبدل ملابسها قبل أن تجعلني أرى واجباتها وما أخذته وتشجيع مدراستها لها وحبها للدراسة، فماذا يعني أن أوافق على نظام ليس لديه أي جدوى مع ابنتي التي كانت من ممكن أن تصلحلي نطق كلمات”
وترى إنجي جمال جدوى وجود المدارس اللغات الخاصة ” أنها تغطي الفجوة مابين التعليم الحكومي والدولي وهي تأخذ طفل سنه كبير لكي تعطي له محتوى يواكب سنه وعقليته، وفنحن لا نريد منهج “كونكت بلس”.
وترفض رانيا طارق، إحدى أولياء الأمور، القرار “لأن الدارسة في الجامعات المصرية تكون باللغة الإنجليزية، وكذلك الدراسات العليا في الجامعات المصرية أو في حالة سفر الطالب لمنحه دراسية خارج البلاد عليه إتقان اللغة الإنجليزية، ثانيا في حالة العمل الميداني الموظف صاحب اللغات والنطق المميز هو الذي يحصل على العمل المرموق فبدون لغة متقنه لا يوجد وظيفة جيدة”.
وقالت ميريام ويلسون، إحدى أولياء الأمور، “يجب أن تعطي حرية للمدارس الخاصة في أنهم يدرسوا منهجهم وفي نفس الوقت لا مانع من أن تقوم الوزارة بالتفتش على تدريس منهجها”.
وكذلك أكدت ماريان موريس، إحدى أولياء، أنه لا يصلح أن يدرس المستوى الرفيع على أنه نشاط لأنه بالتأكيد سوف لا يدرس بنفس المستوى الذي كان يدرس به من قبل.
وترصد مارجو مكرم، إحدى أولياء الأمور، الأمر من زاويه أخرى حيث قالت: “أنا رافضة القرار شكلا وموضوعا فمن غير المنطقي أن يكون أنا وزوجي درسنا مستوى رفيع وأول ابنة لنا لا تدرسه فكيف يكون تعليمنا أحسن من ابنتنا، كلنا نريد أن يكون أولادنا أفضل ولكن بذلك نحن نرجعهم إلى الوراء”.
وأعربت إنجي صبحي، إحدى أولياء الأمور، عن ضيقها حيث قالت: “قرارات سيادة الوزير جاءت مفاجئة لنا بعد وهمنا في الفترة السابقة أن مدارس الراهبات والإرساليات مستثناه من القرار، فنحن لا نرفض التطوير بالعكس نحن معه جدا بشرط ألا نحرم أولادنا الذين ينتموا للطبقة المتوسطة من أنهم يواكبوا العصر بتميزهم في اللغات”.
وقالت مريان بشارة، إحدى أولياء الأمور، “إن الوزارة ترى أن التعليم أصلا متردي في مصر، حيث أننا في المرتبة القبل الأخيرة فأي تغيير لن يضر كثيرا، لكن سبب سوء مستوى التعليم يرجع إلى المدارس الحكومية التي تبلغ أكثر من٨٥٪ بحسب كلام الوزير، وأما مدارسنا الراهبات والإرساليات فهي تخرج صفوة المجتمع بمناهجها وتربيتها ومشهود لهم بالمستوى المتميز والراقي في اللغة العربية والإنجليزية والفرنسي”.
وعن أسباب اتخاذ الوزارة قرار إلغاء المستوى الرفيع من وجهة نظر أولياء الأمور قال ياسر محمد: “الحكومة قامت بهذا المخطط لكي تجعل المدارس نوعين دولية وحكومية وتتصدر وتحتكر المدارس الاثنين حتى يصبح الأمر مربح بالنسبه لها”.
وعلى نفس النحو، قالت شيري صفوت “من المحتمل أن تكون الوزارة قد أخذت هذا القرار لكي تلغي المدارس اللغات والموضوع وضح عندما افتتحوا مدرس ig تابعة للحكومة”
ومن جانب آخر، ترى رانيا رشاد، سبب إقبال الوزارة على هذا الأمر: “لا أجد أي سبب منطقي لسعي الوزارة لما تفعله، سوى أن الوزير يريد أن يعمل لنفسه اسم وأنه قد عمل “طفرة” في التعليم”.
وصرح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أن الطريقة كلها تغيرت، بما فيها المناهج وغيرها، لكي نحصل على نتاج وثمر مختلف.
وتابع في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج “الحكاية” المقدم عبر شاشة MBC، أن الناس تستخدم المفاهيم والمصطلحات القديمة للحديث عن الجديد، وهذا أمر متوقع لأنهم إلى الآن لم يهضموا الفكرة بعد. موضحًا أن المناهج الجديدة متعددة التخصصات، فلم تعد مبنية على المواد، فلم يعد هناك حصة علوم وحصة جغرافيا، وتم تضفير كل هذا في محاور لبناء الشخصية اجتماعيًا ودينيًا ونفسيًا، فالحصص بها مادة متعددة التخصصات، ولغة أجنبية تبدأ من كي جي وان، إلى أن تصبح لغة ثانية، ولغته الأم هي اللغة العربية.
ويتم تدريس المنهج من خلال أربعة محاور، بأربعة كتب، الأول “من أكون”، ثم ننتقل إلى “العالم من حولي”، ثم “كيف يعمل العالم”، ثم “التواصل مع الآخرين”. مشيرًا إلى أن كل المواد أحياء وتاريخ وجغرافيا وغيرها، يتم تعليمهم وتدريسهم للطالب من خلال هذه المحاور دون استخدام المسميات القديمة.
وأكد على أن اللغة الأم هي العربية ومن ثم يتم استخدامها في مناهج التعليم، ولم يعد هناك علوم ورياضة باللغة الإنجليزية، وهذا ما اعتبره البعض أنه تعدي عليهم، ومع ذلك وافقنا على هذا الحل، إلا أن بعضهم قالوا البعض انهم يريدون المستوى الرفيع معتبرين أنه نوع من أنواع التفوق الاجتماعي.
كما صرح الوزير، أن المستوى الرفيع كان تجارة كبيرة جدًا للبعض يربحون منها ملايين الجنيهات، موضحًا أن أزمة المستوى الرفيع وراءها قلة صوتها عالٍ وتسعى لمصالح خاصة، كما أوضح أن المستوى الرفيع تجارة كبيرة جدًا لناشرين يستفيدون من 8 آلاف مدرسة.
وأضاف “شوقي” أن هناك حرب بين أولياء الأمور والسوق بما تتضمنه من دروس خصوصية وكتب خارجية، مؤكدًا أن النظام الجديد للتعليم سيحد بشكل كبير من هذه المشكلة.
وأضاف وزير التربية والتعليم، أن تأليف الكتب الجديدة كلف الدولة مليار جنيه، موضحًا أن أولياء الأمور كانوا فريسة لمدة 30 عام مضى.. والذي سيطر على التعليم (ملك الكيمياء) و(وحش الفيزياء) .