صرح السفير يان تيسليف، سفير السويد بمصر بأن مهمة إنقاذ معابد أبو سمبل كانت إنجازًا هندسيًا غير مسبوق أجراه خبراء من المهندسين السويديين، وأن العلاقات العميقة بين السويد ومصر لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، و أضاف أن السويد تفتخر بعلاقاتها المستمرة مع مصر في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك علم الآثار والهندسة، حيث يوجد العديد من الشركات التكنولوجية العالمية السويدية الرائدة في مصر التي تشارك في التنمية الاقتصادية وتوفر حلول فنية على مستوى عالمي.
جاء تصريح سفير السويد تعقيباً على الاحتفال بالذكرى الخمسين للإنقاذ التاريخي لمعابد أبو سمبل وعلى المهمة الجريئة التي قادها مهندسون سويديون في الستينيات، وقد شارك الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، في الاحتفال مع سفير السويد.
يذكر أن السويد تواصل التعاون مع مصر في مجال علم الآثار بالعديد من الاكتشافات الحديثة التي تقوم بها بعثة ترأسها الدكتورة السويدية “ماريا نيلسون” في جبل السلسلة. كما يعمل البلدين في مجال الابتكار، بما في ذلك حضور العديد من رواد الأعمال والمبتكرين السويديين إلى قمة “رايس اب”، أكبر حدث ريادي في منطقة الشرق الأوسط، كجزء من أنشطة سفارة السويد بالتعاون مع مصر تحت شعار #ابداع_السويد_2018.
جدير بالذكر أنه في عام 1960، بدأ بناء السد العالي بأسوان، وكان هذا يعني ارتفاع مستوى المياه حوالي 60 مترا مما كان يؤدي إلى إغراق معابد أبو سمبل. فبدأت عملية الإنقاذ من قبل الحكومة المصرية واليونسكو وعلماء الآثار في جميع أنحاء العالم، وتم تسليم هذه المهمة الصعبة إلى مجموعة شركات سويدية بقيادة Vattenbyggnadsbyrån (VBB) (اليوم Sweco ) ومن بين الشركات السويدية التي شاركت في هذه المهمة شركة Atlas Copco و Sandvik AB و Skånska Cementgjuteriet (Skanska) وشركة Svenska Entreprenadaktiebolaget (Sentab) .
وقد أطلقت مجموعة الشركات فكرة جريئة وهي تقسيم المعابد إلى عدة كتل ونقلها إلى موقع جديد فوق مستوى الماء. واستغرق نقل المعابد أكثر من 8 سنوات، وتمكن الخبراء السويديون من حل معظم العقبات الفنية التي واجهتهم باستخدام حلول هندسية مبتكرة، بالرغم من ضغط الوقت وارتفاع منسوب المياه. وفي 22 سبتمبر عام 1968، تم افتتاح المعابد في موقعهم الجديد ويصادف هذا العام الذكرى الخمسين لهذه المهمة التاريخية.