لمياء مخيمر، قنصل مصر العام بلوس أنجلوس، عندما يتردد اسمها مع أي من أفراد الجالية ترتسم الابتسامة على وجهه وتنطلق باقة من الكلمات الإيجابية عن تلك الشخصية التي اجتمعت الأغلبية على حبها واحترامها، لذا سعت “وطني” أن تعرف من خلالها الكثير عن العلاقات بين أبناء الجالية والعلاقات المصرية – الأمريكية وغيرها من الموضوعات، فنقدم إليكم هذا الحوار..
السفيرة لمياء مخيمر القنصل العام لمصر في لوس أنجلوس
رحلة طويلة في العمل الدبلوماسي للسفيرة لمياء مخيمر.. نود أن نتعرف عليها؟
تدرجت في السلك الدبلوماسي منذ سنة 1986 حتى الأن، وبدأت في الإدارة القانونية بوزارة الخارجية المصرية تحت قيادة السفير الدكتور نبيل العربي، وبعد ذلك انتقلت إلى روما كملحق دبلوماسي وأخذت درجة سكرتير ثالث وثاني وبعد ذلك عدت مرة أخرى للإدارة القانونية، أيام الوزير عمرو موسى عضو الوفد المصري بنيويورك، وعملت باللجنة السادسة أي اللجنة القانونية للوفد، وبعدها رجعت مرة أخرى إلى مصر، وعملت فترة مع وزيرة الدولة للشئون الخارجية السيدة فايزة أبو النجا، وبعد ذلك عملت كسفير مصر في الفاتيكان، ثم عدت للإدارة القانونية لفترة قصيرة كمساعدة للإدارة القانونية ومنها إلى إدارة التخطيط السياسي والأزمات الدولية، وأخيراً قنصل عام لمصر في لوس أنجلوس.
ما خدمات القنصلية المصرية للجالية بأمريكا؟
هناك شقين من الخدمات التي تقدمها القنصلية، وهي: أولاً، الخدمات العامة مثل تجديد الباسبور، استخراج بطاقة الرقم القومي، استخراج فيزا، وعمل تصديق أو توكيل، كل هذا النوع من الأوراق. وهذا يعتبر عملًا مكتبيًا داخل مقر القنصلية، ولكن هناك مهام أخرى تقوم بها القنصلية العامة هنا مثل تنشيط التجارة بين الولايات التي تتبع القنصلية وبين مصر، وكذا العلاقات بين الجالية المصرية نفسها وإدارة شئون الجالية.
ولسنا بأوصياء على الجالية، ولكن نتابع النشاطات التي تقوم بها الجالية، كما أننا نشارك في جمع الشمل بينهم وعمل أنشطة تجمعهم دائما مع بعض.
ومن المهام الأخرى أيضا، التواصل مع المؤسسات الأمريكية الحكومية وعمد الولايات، وأيضاً التواصل مع مراكز البحث والمراكز العلمية والجامعات وهذا هو النظام الموسع لخدمات القنصلية.
كم عدد الجالية المصرية التي تتبع القنصلية، وما هي الولايات التابعة لها؟
القنصلية يقع تحت اختصاصها 11 ولاية، وهي بصفه أساسية “ولايات الساحل الغربي” – كما تسمى هنا، وأيضا بعض الولايات الداخلية غير الساحل الغربي، وهم في مجملهم 11 ولاية، أهمهم وأكبرهم ولاية كاليفورنيا، وهي من أكبر الولايات في أمريكا، تعتبر خامس اقتصاد في العالم كله، وأكبر عدد سكان في الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أن كاليفورنيا إذا استقلت ستصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم، وهي الولاية التي تأخذ الشق الأعظم من وقت خدمات القنصلية، وبداخل ولاية كاليفورنيا يوجد حوالي 400 ألف مصري، ومن فوق فيرزنو حتى شمال كاليفورنيا كله يوجد مابين 70 إلى 80 ألف مصري وبذلك فإن إجمالي التعداد الموجود في 11 ولاية في نطاق اختصاصنا ما يقرب من 800 ألف مصري، وهذا عدد كبير يحتاج لجهد للتواصل معهم.
كيف يتم التواصل مع الجالية المصرية في الـ11 ولاية؟
هناك أكثر من طريقة، فهناك طريق البريد جزء أساسي من عملنا، وأعطتنا التكنولوجيا وسائل أخرى للتواصل مثل: الفيس بوك، والواتس آب، والبريد الإلكتروني، وجميع خدمات الإنترنت التي حلت الكثير من مشكلات التواصل بسرعة وفي لحظات، فالإجابة عن أي استفسار تكون أنية وبمنتهى السرعة.
وأحدث هذه الوسائل التي سعينا إليها، هي خدمة الرسائل النصية على الموبيل، فكل تليفون مسجل لدينا في القنصلية سوف تصله رسائل نصية؛ لتعريف الجالية بالأنشطة والخدمات المختلفة التي تقدمها القنصلية لهم، مثل: موعد وصول لجنة الرقم القومي أو المعايدات على أفراد الجالية بكل طوائفهم أو إبلاغهم بمواعيد أجازات القنصلية في المناسبات المختلفة أو أي شئ يتطلب رسائل محددة نريد إعلام الجالية المصرية بها، وأيضا نضع هذه التنويهات على الموقع وصفحة الفيس بوك الخاصين بالقنصلية.
ما نوعية الأنشطة التي تقوم بها القنصلية لأعضاء الجالية؟
الأنشطة في القنصلية تقودني لتقسيم العمل، أولا تأتي معاملات القنصلية من استخراج معظم الأوراق الثبوتية للأعضاء، ومختص به كل فريق عمل القنصلية، ومهمتي أن أشرف على كل هذا ولا أتدخل في اختصاصات الناس، إلا إذا كان هناك داعي لتدخلي.
أما عن النشاطات الأخرى، خارج مبنى القنصلية أقوم بها أنا مثل حضور نشاطات الجالية بكل أطيافها، إذا كانت داخل الكنائس أو المراكز الإسلامية أو أماكن تجمعهم الاجتماعية ومناسباتهم الدينية والاجتماعية والمناسبات الخيرية، والعمل على تجميع الجالية وإيجاد تواصل بينهم.. ومن ضمن الأنشطة الهامة التي تمثل القوى الناعمة في تجميع أفراد الجالية، هي الأنشطة الفنية والثقافية لأن المصريين يحبون الفن بشتى مجالاته ويرتبطون بوطنهم وجذورهم، ومن ضمن الأنشطة أيضا عقد لقاءات ثقافية، مثل مناقشة كتاب أو عرض أفلام مصرية، وأنا أسعى من خلال عملي أن أوفر الوسيلة لتحقيق ما يسعد الجالية.
السفيرة تشارك الجالية المصرية في حفل “ليالي زمان”
هل هناك تقارب بين أطياف الجالية المصرية مسيحيين ومسلمين أو أنشطة تجمع بينهم؟
عندما توليت المنصب كان هناك فجوة ومسافة كبيرة بين المصريين، المجتمع القبطي من ناحية والمجتمع المسلم من ناحية أخرى، وكذلك داخل المجتمع القبطي يوجد انقسامات وداخل المجتمع المسلم انقسامات أيضا، مثل أي مجتمع؛ وذلك كان بسبب عدم وجود قنصلية لمصر في مناطق تمركز المصريين في جنوب كاليفورنيا، وأيضا لعدم والوجود المادي للقنصلية، فقد كان بالجالية نوعًا من التفكك، لكن منذ أن توليت مهامي حاولت أن أعرف أعضاء الجالية بعضهم ببعض، وكانت هذه مهمتي الأساسية لربط الجالية ببعضها.
ولكن كان من الصعب تحقيق ذلك في الأول خاصة وأن أمريكا جغرافيتها غير ممهدة، ومترامية الأبعاد، فلوس أنجلوس مثلا لا نستطيع أن نطلق عليها مدينة لأنها متناثرة ومتقطعة والمصريين متواجدين في كل مكان، وعندما كان يوجه إلي سؤال من قبل الأمريكان عن مكان تجمع المصريين كنت لا أجد إجابة، فليس لهم مكان تمركز مثل باقي الجاليات الأخرى، فكانت مهمتي هي توحيدهم وتجميعهم.
فكرت في عمل جمعية للمصريين تضم الجميع؛ لتكون مظلة للتناغم بينهم، ولأن هذا الحلم سيأخذ وقت كبير، فكرت أيضا في عمل تجمعات للمصريين تجمعهم في بعض المصالح المشتركة لكي يكون هناك حافز لتجمعهم غير حب مصر، على الرغم أن كثيرين منهم يأتون ويقولون “نعمل من أجل مصر”، فكنت أقول لهم: “يجب أن تتجمعوا أولاً لتصبحوا مؤثرين لنعمل سوياً من أجل مصر”، وكنت ابدأ بالشباب لأنني أستشعر الخطر تجاه هذا الجيل؛ لأنه مندمج جداً في المجتمع الأمريكي حتى أنه يفقد الهوية المصرية والإحساس بالانتماء لمصر بلدهم الأم، ولذلك نعمل على تجميعهم، وهم كوادر كبيرة في المجتمع الأمريكي يتواجدون في المراكز البحثية والمستشفيات وأماكن مرموقة جدا، ولكن يجهلون كيفية التعامل مع جذورهم المصرية وإفادة بلدهم.
وأول المشروعات التي بدأنا بها كانت جمعية من الشباب المهني حوالي 250 شاب وشابة من الجامعيين من جميع الولايات ليكونوا النواة الأولى.. والجميل أنهم كانوا في منتهى السعادة للتواصل مع بعض، ونحن وفرنا لهم المناخ المناسب والتجمع الأول وتركناهم يجتمعون مع بعض وكنا نتابع العمل من بعيد، وهم الآن يستعدون لإطلاق الجمعية بعد الانتهاء من الشق القانوني لتأسيسها، وهذا يعتبر من الإنجازات التي أفتخر بها في حياتي العملية.
والخطوة القادمة العمل على تجمع المرأة في تكتل مجتمعي أيضا، والزملاء في القنصلية يعدون الأن قاعدة البيانات لهذا العمل لمعرفة من السيدات اللاتي نستطيع أن نبدأ بهن هذا العمل.
وأهمية تجميع هذه المجموعات من أجل أن يفرزوا منهم لاحقاً أحد المرشحين أو المرشحات للمكتب السياسي هنا في أمريكا، لكي يمثلهم ويتكلم عنهم كمصريين، لأنه لا يوجد فرد بأمريكا يستطيع العمل بمفرده، فالمجتمع هنا مبني على العمل الجماعي وليس الفردي، وبدون أي تجمع مصري أو تكتل لا يكون وجود لأي صوت لمصر.
وكل هذه التجمعات تكون قائمة بدون أي تفرقة بين أطياف المصريين، والهدف منها يكون خدمة أنفسنا ومجتمعنا الصغير بالولايات المتحدة وخدمة مجتمعنا الأكبر في بلدنا مصر.
السفيرة تشارك الجالية المصرية في احتفالاتهم
هل ارتباط المصريين ببلدهم الأم يختلف عن باقي الجاليات؟
من خلال منصبي فأنا متواصلة مع الجاليات الأخرى – العربية بالأخص، وهم يقولون: “لم نرى جالية تحب بلدها بالشكل القوي مثل المصريين” وهذا حقيقي هنا، فالمصريين يحبون مصر جداً بغض النظر عن شكل الحب وبأي طريقة، ولكن من أكبر الشعوب التي لها صلة وثيقة بالجذور وإنتماءهم لبلدهم الأم أكثر من أي جالية أخرى، وهذا ما يجب استثمارة والعمل عليه.
هل يوجد حصر للمتميزين من المصرين في مختلف المجالات بنطاق القنصلية؟
الحقيقة ليس لدينا حصر بقاعدة بيانات كاملة، لكن نحن لدينا علم بالشخصيات الناجحة والمؤثرة في مجالها، وكل يوم نكتشف شخصيات أكثر. وما يساعدني على اكتشاف ذلك هو خروجي من مكتبي لكي أقابل وأتعرف على الشخصيات المختلفة وأصدقائهم وبذلك يكتمل لدينا المعرفة بأكثر الشخصيات المؤثرة في معظم المجالات.
بالفيديو الجزء الأول من حوار السفيرة لمياء مخيمر
فى أحد تصريحاتك ذكرتى أن هذا العام هو عام الحضارة المصرية.. ماهو المقصود بذلك ونحن نرى بعض الاعلانات فى شوارع لوس أنجلوس عن معرض “كينج توت” وهل القنصلية لها دور في هذا؟
القنصلية تقوم بالإشراف على جميع الأنشطة الثقافية فى الولايات التابعة لها، وخاصة ما يتعلق بالحضارة المصرية.. ونحن نشرف على متحف “كينج توت” وساهمنا فى أن هذا المعرض يأتي إلى أمريكا وهو أكبر معرض لتوت عنخ أمون لأن به 165 قطعة من الأثار المصرية، وهي تعد أكبر مجموعة أثار خرجت خارج مصر لمجموعة توت عنخ أمون العظيمه ومنها 135 قطعة أول مرة تترك الأراضي المصرية، وهذا يعد نقطة جذب كبيرة جدا لمشاهدة أثار أصلية حتى للناس الذين شاهدوا مجموعة توت عنخ أمون قبل ذلك..
نحن كنا الرعاه للمعرض وأشرفنا عليه وأرسلنا مجموعة متخصصة تشرف على تغليف القطع الأثرية ونتواجد دائما في جميع الأنشطة الخاصة بالمعرض والفاعليات المقامة به والعمل على تذليل أي عقبات تظهر على الساحة.
أما المعرض الثانى المقام فى “الجاتى ميوزين” وهو بعنوان “مصر فيما وراء النيل” وهو معرض له طبيعة خاصة فهو يروى كيف أن حضارات دول البحر الأبيض المتوسط بنت على بعضها العالم الكلاسيكي، ويروي أن الحضارة المصرية نقطة بدء لكافة الحضارات الأخرى وبنيت عليها.. ويوضح أيضا كيف على أرض مصر نفسها تولدت تطورات مختلفة من تراكم الثقافات، والمعرض يهتم أيضا بالمراحل الانتقاليه بين حقب التاريخ المختلفة في مصر.
والجانب الأخر من الأنشطة الثقافية، أننا عملنا برتوكول تعاون مع عمدة لوس أنجلوس “أرجى سيتى” – وهو من الشخصيات الصاعدة فى السياسة الأمريكية.. والبروتوكول أفرز فكرة مبادرة للتبادل الثقافي بين شباب البلدين – أمريكا ومصر، والمبادرة باسم “لمايا” وبالفعل قمنا بعمل رحلة ل 13 شاب وشابة من لوس أنجلوس – أول مرة يسافرون خارج أمريكا ومنهم الذى يركب الطائرة لأول مرة.. وكانت رحلة لزيارة مصر وكانت موفقة – بحسب ما كتبوه بعد عودتهم على موقع القنصلية، وكتبوا أيضا أن هذه الرحلة غيرت معرفتهم بمصر واسعدتهم وافادتهم لانفتاحهم على حضارة من الحضارات العريقة.
وخلال هذه الرحلة لمصر، وكان فى إستضافتهم وزارة التعليم العالي، وزاروا جميع الأماكن السياحية المشهورة وإحتكوا بالطلاب المصريين وتعايشوا داخل مدرجات الجامعات المصرية.. فكانت تجربة رائعة بالنسبة لهم – حسب كلماتهم المختلفة، تجعل الأشخاص لديهم المعرفة بالأخر ويكونوا خير وسيله إعلانية دعائية عن مصر وشعبها وحضارتها..
ولذلك يعد هذا العام بمثابة عام الحضارة المصرية.. مع وجود معرضين للحضارة المصرية وتبادل ثقافي للشباب، إلى جانب إلقاء الكثير من المحاضرات فى كثير من المحافل الثقافية والمراكز البحثية عن حضارة مصر العريقة وعرض التقدم السياسي الذي يحدث حاليا في مصر بمعنى “مصر النهاردة بقيت إيه..” ونحن موجودين أيضا فى السلك الدبلوماسى ونجتهد فى جميع ماهو يدعو لمصر ويوضح تاريخها والماضي والحاضر.
“افتتاح معرض “كينج توت
ماذا عن تجربة زيارتكم لسياتيل التي دائما ترويها؟
من يوم ما توليت المنصب وأحلم بالتواصل مع كل المصرين فى كل الأماكن في مختلف الولايات، ففضلت أن أخذ الساحل الغربي لكاليفورنيا بالتدريج وبدأنا بولاية واشنطن وأهم مدنها هي مدينة سياتيل.. وهذه المدينة من المدن الصاعدة وبها مجموعة من المصرين كبيرة جداً، يعملون فى مجالات جديدة ومتنوعة وهي مدينة مفتوحة للجميع.. أردت أن أتواصل مع أحد المصريين المؤثرين ليعد لنا تجمع مع الجالية المصرية ، وبعد البحث تم ترشيح لنا أحد الأشخاص وهو الدكتور وائل.. وبالفعل هو من الشخصيات المحترمة جداً وتواصلنا معه وكنا نأمل فى تجمع ما يقرب من 200 مصري وإذا بى أفاجأ أن التجمع سيقام في المركز الإسلامي هناك لإتساع المكان ولأن الدكتور وائل من مؤسسي المركز الاسلامي حيث كان سيوفر علينا مصروفات أيضا.. وبرغم أنه كان اقتراح جيد حيث لم يكن لدينا أي ميزانية لهذه النوعية من الزيارات في بداية عملي، لكنني رفضت.. وقلت “أنا محتاجة مكان مفتوح لكل المصريين يأتوا ويشعرون بالارتياح فيه ولا يرتبط بأي عقيدة أو ديانة أو طائفة” وبعد شرح الأسباب لي ولضيق الوقت، حددنا الزيارة ولكن بشرط أن يأتي مجموعة من الجالية المسيحية بالمدينة تمثل عددهم، فعرفني أحد المنسقين للزيارة أن الحضور من الجالية القبطية من الممكن أن يكونوا فى حدود 20 شخص، فكان ردي فوراً أن هذا العدد لا يتوافق مع عدد الأقباط الفعليين، وعرفت وقتها أن الجالية المصرية هناك مفككة وليس لهم أي أتصال ببعض سواء الجالية المسلمين أو الجالية القبطية، وذهلت من ذلك لأن المدينة صغيره جداً، وكان في رأيي هذا اللقاء سيكون فاشل إذا بهذا الشكل.. ولكنى فكرت فى الأمر وقمت بالاتصال بالقمص أنطونيوس باقي للمساعدة واكتشفت أنه المشرف على جميع كنائس الساحل الغربي لأمريكا من شمال كاليفورنيا لحدود كندا، وأبدى مساعدة وكان له دور عظيم حيث وصلنى بكهنة الكنيستين الموجودة فى سياتيل منهم أبونا أرسانيوس – مسئول العلاقات الخارجية للساحل الغربي الأمريكي وجمعتنا مكالمات تليفونية للترتيب.
ولكن كان يشغلني كيف ستكون الزيارة فى المركز الاسلامى، فتكلمت مع الكهنة وقلت لهم أنني سوف أتي ومعى بعثه لإستخراج بطاقات الرقم القومى والمعاملات الأخرى التي تحتاجها الجالية من القنصلية، وطلبت ذلك من السيد وزير الخارجية ووافق على الفور برغم أن هذا أول مرة تحدث وهذه الخطوة كان لها عامل كبير لإنجاح الزيارة. وكان كلامي مع الآباء الكهنة أنني لا أريد توافد الناس لمجرد احتياجهم لإستخراج أوراق فقط، لكنني أريد مقابلة الجالية المصرية – من آباء كهنة والجالية المسيحية والشيوخ والجالية الإسلامية، كلها لكي اتعرف عليهم وأعرفهم بأنشطة القنصلية، وبعد التنسيق مع مسئولي المركز الإسلامي قالوا لى ممكن أن نرسل للقاء عدد من شعب الكنيسة ويحضر معكم فى المركز وكان ردي واضح “أن الكهنة قبلي فى الزياره”
ثم قررت أنني وسأحضر القداس الإلهي يوم الأحد الصبح ثم سأحضر اللقاء في المركز الإسلامي، وسيكون معي في القداس أعضاء مجلس إدارة المركز الاسلامى، وبحدوث ذلك كان أمر طبيعي أن يتواجد الأقباط بعدها في المركز الإسلامي – كرد للزياره وقت القداس.. أما عن الكنيسة الأخرى فنسقت معهم حضور عشية القداس يوم السبت مساءً، وبالفعل نزلت من الطائرة يوم السبت وحضرت العشية والقداس صباح الأحد فى الكنيسة الاخرى. وبالفعل كان فى المطار صحبة منتظراني من الآباء الكهنة من الكنيستين ووفد من المركز الاسلامى وذهبنا جميعاً إلى كنيسة العذراء بصحبة أبونا أرسانيوس حنا وحضرنا العشية وعملت لقاء مع شعب الكنيسة وأكلنا عشاء جميل مع بعض.. وفى الصباح تكرر نفس الفعل فى كنيسة مارجرجس وكان لقاء جميل جداً، ثم أنتقلنا كلنا بعد ذلك إلى المركز الاسلامى – كهنة وشعب وأعضاء المركز.. فبدأت الفكرة بعشرين قبطى هايلموهم بالعافية ليصبح العدد 165 قبطى حضر الفاعلية وحتى الان يلوموا الاباء الكهنة لعدم الدعاية الكافية للقاء وهذا كان مصدر سعادة كبيرة جدا وتجربة من العلامات المضيئة فى حياتى العملية..
وفد من الجالية المصرية – مسلمين ومسيحيين يستقبلون السفيرة لمياء مخيمر بالمطار
من هذا اليوم أصبحوا على علاقة وثيقة جداً بعضهم مع البعض، وعملوا عدة أنشطة واجتماعات فى الكنيسة والمركز الاسلامى، حتى وصل أن كورال الترانيم قدم فى أحد الاحتفالات باقة من الترانيم فى المركز الاسلامى وكنت حاضرة اللقاء وعندما جاء وقت الآذان أختلط صوت الآذان بصوت التراتيل فى وقت واحد – لحظة لم أنساها والجميع أيضا يشاركونى نفس الاحساس وهى لحظات تعبر عن مصر.. وكل يوم أسمع عن عمق ترابطهم حتى أن مجموعة منهم دخلوا مع لجنة إدارة الأزمات بولاية واشنطن وسياتيل بالأخص، وهذه كانت مبادرة من أبونا أرسانيوس حيث دعى مجموعة من المركز الاسلامى للمشاركة فى هذه اللجنة ويعملوا مع بعض فى تناغم ويمثلون الجالية المصرية في كل المحافل.
الجالية المصرية بسياتل
كيف تدير الخارجية المصرية الأزمات المختلفة التي تطرأ على السطح؟
إدارة الأزمات تقوم أساساً على التنسيق بين الأجهزة المختلفة وهذا أساس عمل الخارجية المصرية وتقوم به بجدارة، فدورنا فى الأزمات يقتصر على التنسيق والاتصال بالخارج ونلعب دور حلقة الوصل بين مصر والجهات التي معها الأزمة.
كيف ترى الإدارة الأمريكية مصر الأن.. وما مدى العلاقات بين الدولتين؟
العلاقة بين مصر وأمريكا علاقة استراتيجية وبها روابط قوية.. وأمريكا تعتبر مصر من الدول الأساسية في المنطقة التي تود أن تحتفظ بصداقتها فى العالم العربى كله، ورغم أن العلاقة تمر بمراحل هبوط وصعود ولكن تبقى العلاقات متصله، ولاحظنا ذلك في الفترة الماضية خلال الأحداث التي مرت بها المنطقة كلها، فقد أظهرت هذه الأحداث مدى صلابة مصر وقوة بنيانها وأن لها طبيعة خاصة تختلف عن باقى دول المنطقة وأنها تستطيع أن تتجاوز الأزمات التي تمر بها وتجعل منها نقطة إنطلاق لحل مشاكلها والنهوض بإقتصادها مرة أخرى.. ولهذه الطبيعة الفريدة مصر تعتبر حليف مهم جداً للإدارة الأمريكية تراها من أهم دول المنطقة لدورها العربي الاستراتيجي والأفريقي والمتوسطي.
في الأونه الأخيرة وافقت الإدارة الأمريكية على إعطاء المعونة لمصر مرة أخرى.. كيف ترى الدبلوماسية المصرية ذلك؟
الإدارة الأمريكية تراقب مصر عن كثب وترى أن مصر حققت إنجازات كبيرة فى الفترة الأخيرة على المستوى الاقتصادي والحريات.. فالإنجازات الاقتصادية الأخيرة جعلت العالم كله ينظر للمواطن المصري بفخر، لأنهم يرون أنه برغم معاناته من جراء الإصلاح الاقتصادي إلا أنه يدعم بلده للوصول إلى منطقة أفضل بين الدول.. وعلى الجانب الأخر ترى الإدارة الأمريكية كم من التهديدات التي تلحق بمصر من جميع الجهات وأنها البوابة الرئيسية للتصدي للإرهاب، ولذلك كان يجب على الإدارة الأمريكية دعم مصر ولذلك وافقوا على عودة المعونة مرة أخرى.
دور الكنيسة في المهجر.. وهل لزيارة البابا مردود على الجالية المصرية؟
الكنيسة المصرية لها دور جوهري في تجمع المصريين والمحافظة على الهوية المصرية ودعم الترابط بين المصريين وذلك من خلال تجمعهم في الصلاه والأنشطة المختلفة للكنيسة.. ونحن حريصون للتواصل مع الأباء الكهنة في الكنائس فى كل أنحاء الولايات التى تعد تحت مظلتنا.. وعندما يزور البابا تواضروس أمريكا يصنع حالة من البهجة ولم الشمل بين المصريين جميعهم، وأنا شخصياً تجمعنى بقداسة البابا علاقة طيبة من قبل أن أتولى المنصب هنا ودائما نتواصل معاً لخدمة الجالية المصرية.
زيارة قداسة البابا تواضروس لكاليفورنيا
زيارة قداسة البابا تواضروس
بالفيديو الجزء الثاني من حوار السفيرة لمياء مخيمر
السفيرة لمياء مخيمر مع المحرر