أسيل وأحمد طالبان من “الأونروا” مشاركان في فعاليات مداولات الجمعية العامة. والاونروا هي وكالة غوث اللاجئين الفلسطينين في الشرق الأدنى، جاء الطالبان كلاجئين ليحضرا الفعاليات، ويشاركا فى اجتماع مهم خاص بجمع التبرعات للوكالة التي تواجه أزمة حادة في التمويل وعجز شديد في مواجهة التزاماتها تجاه الفلسطينيين من الطلاب تحديداً. ليعبرا عن صوت المتضررين من أبناء الفلسطينيين الذين سوف تتعثر حياتهم بسبب عجز الأونروا.
وأفضى الاجتماع الوزاري إلى جمع تبرع مميز بقيمة 122 مليون دولار، حيث أعلنت الكويت والاتحاد الأوروبي وألمانيا والنرويج وفرنسا وبلجيكا وإيرلندا عن تعهدات تمويلية إضافية. للتغلب على العجز المالي المتبقي لدى الوكالة وقيمته 186 مليون دولار والحفاظ على عمليات الأونروا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفي غزة والأردن ولبنان وسوريا. حيث تعهدت الدول الأعضاء بتقديم مبالغ مالية إضافية مما أدى إلى انخفاض العجز الذي تعانيه “الأونروا” إلى 68 مليون دولار.، تعهدت الكويت بمبلغ 42 مليون دولار، فيما تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 40 مليون يورو، بينما تعهدت ألمانيا وفرنسا وأيرلندا والنرويج بالمتبقي من المبلغ.
يأتي جمع التبرعات بسبب ما واجهته الأونروا من أزمة مالية حادة عندما أعلن أكبر مانحيها في يناير 2018 عن إجراء تخفيض كبير في مساهماته وبلغ العجز لدى الوكالة مستوى غير مسبوق وصل إلى 446 مليون دولار. ومنذ ذلك الحين، نجحت جهود حشد التمويل، ومنها هذا الاجتماع الوزاري المنعقد في نيويورك، في تخفيض العجز إلى 64 مليون دولار.
في هذا الصدد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش: “عندما اجتمعنا في روما في مارس من أجل مؤتمر التبرعات غير العادي، كان من الصعب تخيل كيف ستكون الأونروا قادرة على العمل. ومع ذلك نحن هنا في نهاية سبتمبر. مدارس الأونروا مفتوحة وتستمر عملياتها الرئيسية الأخرى. هذه إشادة لكم جميعا لما قمتم به من توفير لموارد إضافية عندما دخلت الأونروا في أزمة تمويل غير متوقعة ومؤسفة للغاية.”
“للأسف، هذه الجهود الاستثنائية والبالغة 260 مليون دولار في شكل تمويل جديد، لا تزال غير كافية للأونروا حتى نهاية العام. فمع وجود فجوة متبقية قدرها 186 مليون دولار، ما زالت عمليات الأونروا في خطر. أكثر من نصف مليون طالب في 700 مدرسة في خطر. الرعاية الصحية الأولية في 146 عيادة معرضة للخطر. المساعدات الغذائية إلى مليون لاجئ في غزة معرضة للخطر. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة الكثير من عدم اليقين والمخاطر.”
ودعا الأمين العام إلى بذل قصارى الجهود حالة “عدم الاستقرار التي لا مفر منه حال توقف عمليات الأونروا،” قائلا ” بالحفاظ على المساعدة الإنسانية للأونروا يمكننا أن نساعد في تأمين آفاق السلام والكرامة لملايين اللاجئين،” مشيرا إلى تحديين رئيسيين يواجهان عملية تمويل الأونروا:
“أولا، حشد الموارد المتبقية في الأسابيع القادمة من أجل التقليل من عجز الأونروا الحالي. لقد كنتم كرماء للغاية، لكن يجب أن أطلب منكم المزيد في ظل هذه الأزمة. ثانيا، يجب أن نتحلى ببعد النظر لمواجهة التحدي المتمثل في وضع الأونروا على أساس مالي أكثر استدامة. التحديات الإنسانية والسياسية والأمنية الماثلة تحتم علينا الارتقاء الي مستوى ذلكم التحدي. أشجع كل من زاد التمويل هذا العام أن يحافظ على الأقل على هذا المستوى في عام 2019. دعونا نلتزم اليوم بإبقاء أسيل وأحمد وزملائهم من طلاب الأونروا في المدرسة حتى يونيو القادم وما بعدها. فهم المستقبل وهم بحاجة ويستحقون دعمنا الكامل.”
وتواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.
جدير بالذكر ان الاجتماع حضره وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى من 34 دولة عضو ومنظمة، منهم وزراء خارجية الأردن والسويد وتركيا واليابان وألمانيا، إلى جانب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس الاتحاد، وكان الاجتماع الوزاري على هامش اعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك بهدف حشد الدعم المالي والسياسي لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).