قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (700)
من المبادئ الراسخة التي تسير عليها الصحافة الجادة, الالتزام بنشر أي رد أو تصحيح يرد إليها علي أثر ما تنشره من أخبار أو مواد تحريرية, وذلك لا يعني بالضرورة عدم صحة ما نشر أولا إنما يعني احترام حق أي شخصية أو جهة تضررت من النشر أو رغبت في تصحيحه في أن تعرض التصحيح ليصل إلي القارئ.
ولعل هذا المبدأ الذي دأبت وطني علي الالتزام به احتراما لمصادرها ولقرائها علي السواء, هو ما نص عليه قانون تنظيم الصحافة والإعلام -قانون رقم 180 لسنة 2018- الذي وافق عليه مجلس النواب في 23 يونية الماضي وصدق عليه رئيس الجمهورية في مستهل هذا الشهر… إذ نص القانون في المادة رقم (22) منه علي الآتي: يجب علي رئيس التحرير أو المدير المسئول عن الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية أو الموقع الإلكتروني أن ينشر أو يبث, دون مقابل, بناء علي طلب ذوي الشأن, تصحيح ما تم نشره أو بثه خلال ثلاثة أيام من ورود طلب التصحيح, أو في أول عدد يظهر من الصحيفة بجميع طبعاتها, أو في أول بث متصل بالموضوع من الوسيلة الإعلامية, أيهما أسبق, وبما يتفق مع مواعيد الطبع أو البث المقررة….
وإعمالا لهذا المبدأ أنشر اليوم نص الخطاب الذي ورد لي من الأستاذ رشاد رفاعي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر للسياحة والذي جاء ردا علي ما نشر الأسبوع الماضي علي موقع وطني الإلكتروني تحت عنوان لا للمسيحيين.. قرار مصر للسياحة لرحلاتها للصحفيين.. ولأن الخبر اقتصر نشره علي الموقع الإلكتروني وقبل صدور العدد الأسبوعي للصحيفة, أعيد نشره هنا ليتسني للقارئ متابعة وتفهم رد شركة مصر للسياحة الذي أسرده بعده.. يقول الخبر:
أعلنت لجنة النشاط بنقابة الصحفيين بالتعاون مع شركة مصر للسياحة عن تنظيم رحلة سياحية إلي طابا, وتصادف أن قام عدد من الزملاء في وطني بالاشتراك في الرحلة المحدد ميعادها من 15 إلي 18 هذا الشهر. لكن هؤلاء الزملاء فوجئوا باتصال تليفوني من نقابة الصحفيين يوم الأربعاء 5 سبتمبر يبلغهم أن إدارة شركة مصر للسياحة تعتذر للزملاء المسيحيين عن قبول اشتراكهم في الرحلة وعليهم التوجه إلي النقابة لاسترداد اشتراكاتهم. وعلي أثر ذلك قام مندوب وطني بالاتصال بالأستاذ حسين الزناتي رئيس لجنة النشاط بنقابة الصحفيين للاستفسار عن حقيقة الأمر حيث أكد الأستاذ الزناتي أن شركة مصر للسياحة أبلغت النقابة أنها تعتذر عن قبول أي مشتركين مسيحيين بالرحلة نظرا لأن الطريق إلي طابا غير آمن لهم. وبالاستفسار عن احتمال إلغاء الرحلة بسبب الظروف الأمنية, أكد الأستاذ الزناتي أن الرحلة ستقوم في الموعد المحدد لها -أمس السبت 15 سبتمبر- لكن بدون الزملاء المسيحيين, وقدم اعتذاره عن ذلك معللا أنه تقرر بناء علي قرار شركة مصر للسياحة.
هذا هو مضمون الخبر الذي نشر علي موقع وطني الإلكتروني ولا أخفيكم سرا أنه أثار لغطا وردود أفعال متباينة بين الزملاء والمعنيين بالموقع والرحلة المذكورة, إلي أن ورد لي الخطاب الذي ذكرته من شركة مصر للسياحة وأنشره هنا عملا بحق الرد.
الأستاذ يوسف سيدهم
رئيس تحرير موقع وجريدة وطني
تحية طيبة وبعد
إيماء إلي ما نشر بموقعكم الإلكتروني يوم الأربعاء 2018/9/5 تحت عنوان: لا للمسيحيين.. قرار مصر للسياحة لرحلاتها للصحفيين نود توضيح الحقائق التالية:
أولا: تنفي الشركة صدور أي قرار من جانبها بمنع الإخوة المسيحيين من السفر إلي أي مكان, بل علي العكس ترحب الشركة بتنظيم البرامج لكل المصريين علي حد سواء.
ثانيا: قمنا بتنظيم أكثر من 9 رحلات مع الأستاذ حسين الزناتي رئيس لجنة النشاط بالنقابة خلال الشهور الماضية, تضمنت سفر الإخوة المسيحيين إلي طابا من خلال بروتوكول التعاون المبرم بين الشركة ونقابة الصحفيين ولم تحدث أية مشاكل.
ثالثا: تؤكد الشركة احترامها وتقديرها لكافة الديانات.
وختاما نتقدم إليكم بوافر التحية والتقدير.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
رشاد رفاعي- رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب
*** وإذ أنشر هذا الخطاب عملا بحق الرد أرجو أن تتم معالجة أي سوء فهم غير مقصود بين أطراف هذه الواقعة بالهدوء والحكمة خاصة أنني أثق في وطنية وصدق جميع الأطراف المرتبطة بها.