عندما تستمع لأنغامه تنصت تقديرا واحتراما لها وانت مسلوب الإرادة تشعر و كأنك في معبدا مهابا حينها تجد نفسك منسجما مع أوتار عوده التي بدورها تأخذك في عالم الاسترخاء والتمعن في وصلاتها.
هو الذي تغنى على أنغامه أكثر من ١٢٠ مطربا من بينهم أكبر عمالقة الغناء والطرب في الزمن الجميل مثل كوكبة الشرق أم كلثوم واسمهان ومنيرة المهدية وعبد المطلب.
هو من حصل على وسام من الرئيس جمال عبد الناصر ، ثم وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في الدكتوراة الفخرية من الرئيس محمد أنور السادات، وحصد جوائز عالمية مثل جائزة اليونسكو.
هو صبي المنجد الذي اصبح مشهورا وأبهر الجماهير بأنغامه لاسيما المصريين فقط بل في الشرق الأوسط أجمع
هو احد ابرز الموسيقيين العرب في زمن ازدهار الفن والطرب والتي عاشت أنغامه معنا حتى زماننا المعاصر، هو من أكبر عمالقة تاليف الالحان، هو الموسيقار الكبير والملحن العملاق، هو محمد رياض السباطي.
ولد محمد رياض السنباطي في ٣٠نوفمبر ١٩٠٦ بمدينة فارسكو محافظة دمياط وتوفي ١٠ سبتمبر ١٩٨١ عن عمر ناهز ٧٤ عاما، كان والده الشيح محمد مقرئا اعتاد الغناء والتواشيح في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى الريفية.
عمل السنباطي في أيام صباه كصبي منجد في بداية حياته، لم تطل إقامة والده في فارسكور، حيث انتقل إلى محافظة المنصورة وألحق ابنه بأحد الكتاتيب للتعلم بها، ولكن الطفل لم يكن مقبلا على الدروس والتعليم ويبدو أنه كان دائم الهروب منها.
ففي ذات يوم من الأيام هرب الطفل السنباطي من المدرسة، حيث كان عمره ٩ سنوات حينا ذاك تفاجئ والده به عند جارهم النجار وهو يضرب على ألة العود و يغني أغنية «الصهبجية» لسيد درويش الذي كان صيته لامعا في ذالك الوقت فتمعن السنباطي الكبير في سماع ابنه فإعجب بصوته، ومنذ ذلك اللحظة قرر اصطحابه معه في الأفراح.
وقرر أيضا ابعاده عن التعليم بعدما أصيب وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه جعله يفكر في التركيز على تعليمه قواعد الموسيقى وايقاعاتها. وقد أظهر الصبي استجابة سريعة وملحوظة.
فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف وقتها باسم «بلبل المنصورة»،
وبعدها تقدم السنباطي بطلب للدراسة بمعهد الموسيقى العربية فاختبرته لجنة الموسيقى العربية واضيبوا بذهول حيث وجدوا قدراته أكبر من أن يكون طالبا فاصدروا قرارا بتعينه في المعهد كأستاذا لتعليم ألة العود وبعد ثلاث سنوات من تعينه قدم استقالته لكي يدخل عالم التلحين الغنائي ليلتحق بالعمل بشركة أوديون للأسطوانات الغنائية التي قدمته كملحن لكبار المطربين
وشاع صيته وتغني بألحانة كبار المطربين والمطربات.
وكان السنباط يحلم بأن يلحن لأم كلثوم التي كان يطلق عليها كوكب الشرق وكان لها صيتا عاليا ليس فقط بالشرق الأوسط فحسب بل وصل إلى الدول التي تنطق بغير العربية.
قصة بداية عمله ومعرفته بكوكب الشرق أم كلثوم
ففي ذات يوم قدم السنباطي طلب لدخول تليفون أرضي في مسكنه وفي اليوم الأول لدخول التليفون حصل على رقم تليفون أم كلثوم عن طريق إذاعة الراديو التي كانت تقدم أغاني لأم كلثوم حينا ذاك.
فعندما إتصل بها وعرفها بنفسه تذكرت وعرفته بأن والدها الشيخ إبراهيم كان يغني مع والده السنباطي الكبير في الأفراح وفي نهاية المكالمة قالت له”ابقى خلينا نشوفك” يا أستاذ رياض، ومن هنا بدأت علاقة عمل بين السنباطي وأم كلثوم.
تألق السنباطي وشاع صيته في الوسط الفني وحصد العديد من الجوائز لا سيما المحلية فحسب بل منها العالمية أيضا
وأصبح السنباطي عضوا في النقابات الموسيقية بداخل مصر وخارجها فكان عضوا بنقابة المهن الموسيقية بمصر
وأيضا عضوا في جمعية المؤلفين بفرنسا
الجوائز التي حصدها السنباطي وهي :
جائزة اليونسكو العالمية
وسام الفنون من الرئيس جمال عبد الناصر سنة ١٩٦٤
جائزة المجلس الدولي للموسيقى فى باريس سنة ١٩٦٤
جائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما سنة ١٩٧٧
جائزة الدولة التقديرية فى الفنون والموسيقى
وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في الدكتوراه الفخرية لدوره الكبير فى المحافظه على الموسيقى من الرئيس محمد أنور السادات
ألحان رياض السنباطي لكبار المغنين في جيله:
شفت حبيبي، لعبة الأيام غناء عبد المطلب، كنت ناسي غناء ورد، ياحبيب الروح لهدى سلطان، مين يشتري الورد لليلى مراد، راحت ليالي لليلي مراد، لحن الوفاء لصباح, ليه يا بنفسج لعبد الحليم حافظ، يا ناسيني لصالح عبد الحي، أديني من وقتك ساعة لشهر زاد، أنا النيل مقبرة للغزاة نجاح سلامة.
تغنت أم كلثوم على ألحان السنباطي في ١٠٧ اغنية ومن أشهر ألحانه لها والتي كانت بكليمات الشاعر أحمد رامي مثل :
رباعيات الخيام على بلد المحبوب ١٩٣٥
كيف مرت على هواك القلوب ١٩٣٦
افرح يا قلبي١٩٣٧
النوم يداعب جفون حبيبي ١٩٣٧
فاكر لما كنت جنبي ١٩٣٩ أحمد رامي
جددت حبك ليه ١٩٥٢ أحمد رامي
اذكريني ١٩٣٩
يا ليلة العيد ١٩٣٩
يا طول عذابي ١٩٤٠
هلت ليالي القمر ١٩٤٢
غلبت أصالح ١٩٤٦
غني الربيع ١٩٤٦
يا للي كان يشجيك انيني ١٩٤٩
سهران لوحدي ١٩٥٠
يا ظالمني ١٩٥١
أغار من نسمة الجنوب١٩٥٤
ذكريات ١٩٥٥
عودت عيني ١٩٥٨
دليلي احتار ١٩٥٨
هجرتك ١٩٥٩
حيرت قلبي معاك ١٩٦١
أقبل الليل ١٩٦٩
ويوجد أيضا ألحان للسنباطي تغنت بها أم كلثوم وكانت لشعراء آخرين غير الشاعر أحمد رامي مثل:
سلوا كئوس الطلا ١٩٣٨ لأحمد شوقي
قصة الأمس ١٩٥٧ أحمد فتحي
اروح لمين ١٩٥٨ عبد المنعم السباعي
الحب كده ١٩٥٩ محمود بيرم التونسي
لسه فاكر ١٩٦٠ عبدالفتاح مصطفي
حسيبك للزمن ١٩٦٢ عبد الوهاب محمد
ليلي ونهاري ١٩٦٢ عبد الفتاح مصطفى
ثورة الشك ١٩٦٢ عبدالله الفيصل
أقولك أيه ١٩٦٣ عبد الفتاح مصطفى
أراك عصي الدمع ١٩٦٥ ابو فراس الحمداني
الأطلال ١٩٦٦ إبراهيم ناجي
من أجل عينيك ١٩٧٢ عبدالله الفيصل