اعلنت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة، أن بنجلاديش بدأت العمل في إنشاء مرفق إسكان جديد للاجئين من “الروهينجا” مع ترتيبات مخصصة للتعليم والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات. ودعت حسينة المنظمات الدولية للانضمام إلى بنجلاديش في هذه المبادرة والمساعدة في نقل لاجئي “الروهينجا” إلى المرفق. مؤكدة إن بلادها تشعر “بالفزع” لتقارير الأمم المتحدة عن الفظائع التي ارتكبت ضد “الروهينجا” في ميانمار المجاورة والتي تعتبر بمثابة “إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية”.
ويأتى ذلك التصريح فى الوقت الذى صوت فيه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لصالح تشكيل فريق لجمع الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان فى ميانمار، بما فى ذلك احتمال وقوع إبادة جماعية، وإعداد ملفات لأى محاكمة فى المستقبل.وصوت المجلس الذى يضم 47 عضوا بأغلبية 35 صوتا مقابل ثلاثة فى حين امتنع 7 عن التصويت لصالح القرار الذى طرحه الاتحاد الأوروبى ومنظمة التعاون الإسلامى.وصوتت الصين والفلبين وبوروندى ضد القرار.
ويتزامن إعلان الشيخة حسينة عن تشييد مرافق وسكن للفارين من الروهينجا- قومية عرقية هندية تقطن غربي بورما أو ميانمار- مع ما يراه العالم إذ يعيشون لاجئين في مخيمات في بنجلاديش المجاورة لهم وعدة مناطق داخل تايلاند على الحدود مع بورما. هربا من جحيم الاضطهاد والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش ميانمار عليهم، بسبب اعتناقهم الدين الإسلامي بينما الأغلبية هناك من البوذيين.
وتابعت رئيسة وزراء بنجلاديش إن 1.1 مليون روهينجي تستضيفهم بلدها يعيشون في وضع من عدم اليقين. وأكدت أنه ما دام الروهينجا غير قادرين على العودة إلى ديارهم، ينبغي لهم، كترتيب مؤقت، أن يكونوا قادرين على العيش في حالة جيدة وصحية.
وقالت إن بلادها تعمل مع سلطات ميانمار لإيجاد حل سلمي لأزمة “الروهينجا”، مشيرة إلى التوصل إلى ترتيبات ثنائية لإعادة الروهينجا إلى ميانمار، ولكن على الرغم من التزامها الشفهي، فإن سلطات ميانمار لم تقبل بعودتهم بعد.
وفي كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحة في دورتها الثالثة والسبعين، شاركت الشيخة حسينة تجربتها الشخصية في الحرب والاحتجاز والملاجئ. وقالت إنها يمكن أن “تشعر بألم ومعاناة عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم، اضطهدوا وطردوا من ديارهم مثل الروهينجا” مضيفة أنه من المستحيل بناء “مجتمعات سلمية وعادلة ومستدامة من خلال تجاهل مثل هذه الحالات”.
وأشارت حسينة إلى أن الوضع في ميانمار “يذكرنا بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الباكستانية ضد شعبنا عام 1971.” ودعت المجتمع الدولي إلى “إعطاء الأهمية الواجبة للفظائع والظلم الذي يعاني منه الروهينجا في ميانمار.”
وشددت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة على أن أزمة الروهينجا قد نشأت في ميانمار و “على هذا النحو، يجب إيجاد حل لها في ميانمار،” معربة عن رغبتها في “حل سلمي مبكر لأزمة الروهينجا.”