طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا فيكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا فإن أجركم عظيم في السموات
(مت5:11, 12)
هو الأنبا مقاريوس الكبير والشهير بأبي مقار, ويطلق اسمه علي أحد أديرة وادي النطرون بالقرب من دير البراموس حيث برية شيهيت, كما ذكرت المصادر الكنسية أنه من قديسي القرن الرابع.
ولشدة تقواه أجمعت الآراء علي رسامته قسا (كاهنا) ليمارس شعائر الكهنوت حتي لا يحرم الساكنون في الصحراء والبراري من ممارسة سر التناول.
في زيارة للأنبا أنطونيوس ألبسه الإسكيم المقدس وشهد له أنه شابه الملائكة في تسابيحه وصلواته واتضاعه, إلي حد أن اتهموه ظلما بأبشع الخطايا فاحتمل الإهانة إلي حد الضرب. وفي هذا كله لم يدافع عن نفسه متشبها بالسيد المسيح الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا بل احتمل ظلم الأشرار, وحين ظهرت عدالة السماء معلنة براءته أرادوا تكريمه طالبين أن يغفر لهم, ما كان منه إلا أن هرب إلي البرية الجوانية عملا بقول مارإسحق السرياني من يهرب من الكرامة تتبعه ومن يجري وراءها تهرب منه.
ظل في البرية إلي أن تنيح بسلام في التسعين من عمره تاركا لنا تراثا من العظات والمقالات. شرفه الله بالكثير من المعجزات التي تمت في حياته وبعد انتقاله.
حل هذا التذكار في التاسع عشر من الشهر القبطي مسري والأيقونة المنشورة تصوره ممسكا بالصليب في يمينه بينما يحمل عكاز الراهب في يساره وهي أثرية تظهر فيها سمات الفن القبطي.
e.mail: [email protected]