صوته مزعج ومخيف يحمل معه الكثير من الخوف والآلام، يرتفع صوته تدريجيا بشكل وحشي، يحبس الدماء في العروق ثم يتلاشى على هيئة عويل ضعيف، وأحيانا يبدو كصوت طبول مصحوب بصوت مزمار كئيب النغمات.. إنه صوت “البانشي” نذير اقتراب الموت، وفقا لبعض المعتقدات الغربية.
“البانشي” قد يأخذ صورة إمراة تمشط شعرها وتنوح خارج المنزل الذي سوف يشهد بعد قليل موت أحد سكانه، ويسمع جميع سكان المنزل الصوت سوى من سيموت، وهو ما يحدث في أيرلندا، أما في اسكتلاندا فيأخد “البانشي” شكل امرأة تغسل أو صياد وحيد أو فارس بدون رأس أو قد يكون مجرد صوت طبول تدق لحنا جنائزيا، حسبما ذكر كتاب غرائب التاريخ، الصادر عن دار الحسام للطبع والنشر.
وفى الـ22 أغسطس عام 1922 أصدر “البانشي” عويلا في قرية “ستافركروس” جنوب غرب إيرلندا في أثناء عبور مايكل كولنز رئيس الحكومة، لتعقب قوات المتمردين في أثناء الحرب الأهلية، وعندما سمع أهالي القرية صوت “البانشي” توجسوا خيفة، وفي صباح اليوم التالي علموا أن “كولنز” قُتل برصاصة في رأسه بعد معركة مع المتردين عقب سماعهم صوت “البانشي” بدقائق معدودة.
وفي عام 1930 سمع رجل الأعمال جيمس أوباري، الذي كان يعيش مع عائلته في بوسطن، صوت “البانشي”، وفي صباح اليوم التالي وجد والده يبكي فلما سأله عن السبب أخبره أن جده توفى في “نيويورك”، وكان موته غير متوقعا حيث سمع “أوباري” من جده أسطورة “البانشي” لأول مرة.
وسمع “أورباي” هذا الصوت المشؤوم للمرة الثانية عام 1946، عندما كان يخدم في القوات المسلحة الأمريكية فاستيقظ ذات يوم على ذلك الصوت المشؤوم، ويوضح: “كنت أعلم هذه المرة ماذا يعني، فاعتراني الاكتئاب وخشيت أن يكون والدي قد توفى”، وهو ما حدث بالفعل حيث تلقى خبر والده بعد عدة أيام.