وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ – ”
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظة روحية؛ وذلك من كنيسة القديسة هيلانة والقديسة أناسيمون بكوينز– بنيويورك؛ عقب قيام قداسته بتدشينها.
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.
“ونحن في بداية العام القبطي الجديد ١٧٣٥ش بعد ما احتفلنا بعيد النيروز أو عيد الشهداء أو عيد التقويم القبطي الذي بدء يوم الثلاثاء الماضي وكل سنة وحضراتكم طيبين الكنيسة بتعلمنا في بداية السنة مجموعة من القراءات التي نقرأها في القداس الإلهي علشان الإنسان يرسم أمامه خطة السنة الجديدة وكل ما الأنسان أبتدأ حسنًا؛ كل ما الإنسان كانت حياته طيبة وصالحة ومقدسة.
والإنجيل الذي استمعنا إليه يسمى إنجيل الويلات وهو في إصحاح 23 من إنجيل معلمنا متى البشير، وهذا الفصل من الإنجيل يقابله فصل آخر من الإنجيل نسميه إصحاح التطويبات وهو موجود في إنجيل متى أيضًا الاصحاح الخامس.
فهناك التطويبات وهناك الويلات ولأن النهارده في تاريخ الكنيسة تذكار نياحة يشوع بن نون وهو أحد الأنبياء علشان كده الكنيسة بتقرأ النهاردة إصحاح الويلات لكن أنا أريد أن أقف أمام الكلمة التي تتكر كثيرًا في هذا الإصحاح” وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ، وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! ” وكلمة المرأوون من أخطر الكلمات في الحياة المسيحية بل في حياة الإنسان وهذا المرض إن جاز هذا التعبير ونسميه مرض “الرياء” عندما تقرأ في الكتاب المقدس تجد أنه يحذر منه كثيرًا في العهدين القديم والجديد. ومرض الرياء يعني أن الإنسان يظهر بصورة ولكنه يعيش بصورة أخرى ويعطي مثال جميل (إنجيل متى 23: 23) وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.
كان زمان في فلسطين على المجاري المائية مثل الترعة الصغيرة يتزرع النعناع والشبت والكمون ولم بكن له ثمن ولا يباع لكن الفريسيون والكتبة بدئوا وضعوا قاعده أي شخص يأخذ من النعناع أو الشبت أو الكمون أن يقدم منه العشور؛ برغم إنها مجانًا تتزرع لأي شخص يريد من هذه الزرع لكنهم أصروا بصورة شكلية على النعناع والشبت والكمون وتركوا الحكمة والإيمان والرحمة وعيشوا معي فهذه المقارنة يجب أن تقدم عشور النعناع والشبت والكمون ولكن في نفس الوقت تركوا الأهم العناصر الرئيسية في حياة الإنسان “الحكمة والإيمان والرحمة” وطرحوا كل هذا ومسكوا في الشبت والنعناع والكمون لذلك يستحقوا الويل، الرياء أيها الأخوة الأحباء قد يصيب الإنسان في حياته سواء حياته الروحية أو حياته الإجتماعية وهذا المرض دائمًا يشبهه الآباء بالسوس ينخر في العظام مثل سوسة الخشب التي تنخر في الخشب ولكن يظهر من الخارج لوح خش سليم ولكن بداخله هذه الآفه، الرياء أفه روحية تضيع حياته الروحية وعلشان كده الكنيسة تحط لنا في كل قداس أساسيات أن يبتعد عن هذا المرض الروحي وبالذات إحنا في بداية السنة الجديدة حتى لا يكون في حياتك شكل من أشكال الرياء؛ وكان في مثل شعبي في مصر يقول “من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله ” .
وهذا هو الرياء يعني إنسان يبدو في الظاهر لكن في حياته الخاصة وحياته الداخلية صورة تانيه خالص وصورة مناقضة ممكن أن يصيب راهب أو كاهن أو خادم او أي إنسان عادي.
أرجوك تأخذ بالك لأن هذا المرض ممكن يضيع حياة الإنسان ويستحق الويلات لذلك انتبه أيها الحبيب وأنتبهي أيها المباركة ونحن في بداية عام جديد لا تدع حياتك لها شكلين من بره ومن جوه بل خليك صادق مع نفسك.
ويوجد أربعة معايير تعلمها لنا الكنيسة في كل قداس نسمع هذه الجمل الأربعة التي تبعدنا عنا الرياء.
1- قبلوا بعضكم بعضًا
نسمع الشماس بيقول في القداس “قبلوا بعضكم بعضًا” وهنا تعني قبلة السلام باليد وتعني أنني في حالة مصالحة مع كل أحد، واللي جنبى معرفوش ولكن اللي جنبي يمثل كل البشر، وياترى أنت في حياتك في حالة صلح باستمرار مع الآخرين ولا قدامهم بشكل ومن وراهم بشكل ولا بتجيب سيرتهم بالرضى أو الحلو وتقع في خطايا كثيرة مثل مسك السيرة ونقل الأخبار؟ قبلوا بعضكم بعضًا والقبلة كلمة راقية ومقدسة ونسميها قبله السلام وتعني أنك تستطيع أن تصنع سلام مع كل أحد مش بتتخانق مع ده وتعلي صوتك على ده أنتبه قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة إنسان يصنع سلام ويعيش في سلام مع كل من حوله وهذا السلام سلام حقيقب وليس مزيفًا.
2- أيها الجلوس قفوا:
في نص القداس نسمع الشماس بيقولنا “أيها الجلوس قفوا” وبنكون ساعتها واقفين وهو لا يقصد الجلوس المادي ولكن يقصد الذين يجلسون في الشر والخطية أقف واترك الشر؛ آية(مز 1: 1) طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، أيها الجلوس في الخطية قفوا واتركوا الخطية وفاكرين الأبن الضال الذي وصل لآخر مراحل الخطية لغاية ما قال “أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاك” .
وأقصد “أيها الجلوس قفوا” أوعى تكون من برة بكلام لكن حياته بها خطيه كلمة قاسيه لسمعها الإنسان من فم المسيح أبعد وقف عن الخطية ومتخليهاش عايشة جواك ومن برة بصورة أنتبه.
3- وإلى الشرق انظروا
والشماس يقول لنا “والى الشرق أنظروا” طيب ما كلنا قاعدين ناحية الشرق والشماس وأبونا ناحية الشرق ولكن لا يقصد الشرق الجغرافي بل المكان أو الموضع الذي يأتي منه المسيح وهل أنت منتظر فعلًا مجيء المسيح؟ والى الشرق انظراو ولا حاجة تانية ممكن واحد يكون في الكنيسة لكن في داخله وعقله بيجول في الأرض في كل مكان إلى الشرق أنظروا.
هل أنت واخد بالك أن تكون مستعدًا لمجيء المسيح ولا “العمر المنقضى في الملاهي مستوجب الدينونة “أنتب”.
4- اسجدوا لله بخوف ورعدة
ممكن يكون واحد بيسجد جسديًا فقط لكن ياترى في مخافه الله ورعدة وعارفين أن كنييستنا بتعلمنا صلوات كثيرة علشان نتدرب على اليوم اللي بنقف فيه أمام الله من خلال الصلوات وبصلي دائمًا في البيت والكنيسة والعمل والخدمة وفي كل المناسبات وهذا نوع من أنواع التداريب .
خد بالك في بداية سنة جديدة تراجع نفسك وتراجع قلبك ياترى هل الرياء له وجود وله حضور عندك وأقرأوا هذا الأصحاح لتراجع نفسك هو صحيح المسيح كأن بيخاطب الكتبه والفريسيون والمرأوون لكن المسيح يخاطب كل زمن وكل جيل لئلا نسقط في تلك الخطايا التي سقط بها الأخرون أنتبه .
انتبه للأربع عبارات اللي ذكرتهم وبنسمعهم في القداس
+ قبلوا بعضكم بقبلة مقدسة وتعني حياة المصالحة
+ أيها الجلوس ققفوا تعني حياة التوبة
+ إلى الشرق انظروا تعني حياة الإستعداد إنسان مستعد لمجيء المسيح.
+اسجدوا لله بخوف ورعدة تعني حياة مخافة الله تكون في قلب الإنسان.
سوأ في السجود أو العمل أو العلاقات الإجتماعية مخافة الله .