اختتمت أمس فعاليات حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن المصريين والعرب والأجانب الذين توافدوا على السجادة الحمراء تباعاً ، وكان هناك الكثير من الأحاديث الصحفية والتليفزيونية مع العديد منهم حتى البداية الرسمية للافتتاح .
v أغنية كوكتيل من أغنيات قديمة
وفي بداية الحفل عرض المهرجان أغنية كوكتيل من مقاطع أغنيات قديمة (لسعاد حسني وثلاثي أضواء المسرح) شارك بها عدد من الفنانين ، منهم يسرا وآسر ياسين ومنى زكي وأحمد مالك و شرين رضا وجميلة عوض وبشرى وياسمين رئيس وشريف منير وتامر حبيب.
ثم افتتحت المذيعة “ريا أبو راشد” الحفل معبرة عن أن مهرجان الجونة أصبحت له أهمية كبيرة بين المهرجانات بسبب اهتمامه بدعم المخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو ، هذا علاوة على الجمال والجو الساحر الذي تتمتع به الجونة .
v “المشاط” تؤكد أهمية المهرجان للسياحة
أكدت وزيرة السياحة الجميلة الدكتورة “رانيا المشاط”، على أن الأعمال الترفيهية، والتي من بينها مهرجان الجونة السينمائي هي عامل مهم في جذب السياحة.
وأضافت أن المهرجان حقق نجاحًا متميزًا في دورته الأولى العام الماضي، وحظى بمتابعة كبيرة ومشاركة من نجوم عالميين. وقدمت «المشاط» التحية لنجيب وسميح ساويرس، على تأسيسهما مهرجان الجونة السينمائي، وقالت أنه ينبغي التركيز على مثل هذه السياحة الترفيهية خلال الفترة المقبلة.
v محافظ البحر الأحمر يشيد بالمهرجان
قال اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، إن مهرجان الجونة كان حلم لم نكن نتخيل أنه سيتحقق على شاطئ البحر الأحمر، وأوجه الشكر لنجيب وسميح ساويرس على تحقيق هذا الحلم . وأضاف المحافظ مداعباً : “إن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها الشقيقان أيديهما للعمل معاً في مشروع واحد؛ فهما دائما مختلفين” ، وقد أكد المحافظ على أن مهرجان الجونة يصدر رسائل كبيرة للخارج.
v وزيرة الثقافة تطالب بمهرجان الجونة للموسيقى
أعربت وزيرة الثقافة “إيناس عبد الدايم ” عن سعادتها بمهرجان الجونة، وأكدت على نجاحه منذ دورته الأولي، ثم وجهت الوزيرة حديثها لنجيب وسميح ساويرس قائلة : ” أتمنى أن نتشارك معاً في أن يكون هناك مهرجان الجونة الموسيقي وأن نقدم أكثر من مهرجان بالجونة “.
v سميح يرحب.. ويشير لوالده
رحب سميح ساويرس، مؤسس الجونة والمشارك بتأسيس المهرجان بالحضور، معربًا عن تمنيه استمرار إقامة الحفل كل عام، وحرص سميح على الإشارة إلى إصرار والده “أنسي ساويرس” – 88 عاماً _ على حضور المهرجان بعد أن أصر على الخروج من المستشفى التي كان يعالج بها بسويسرا والمجيء إلى مصر.. كما أعرب سميح عن شكره للواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر.
v نجيب : المهرجان هو صناعة الفرح
وأعرب نجيب ساويرس مؤسس المهرجان ، عن شكره لجميع الرعاة الذين ساعدوا في خروج المهرجان بمظهره المتميز ، وأضاف مازحاً أسماء الشركات التي تخص العائلة والتي اعتمد عليها المهرجان في تمويله الرئيسي. وقال نجيب: إن المهرجان يؤكد على أن السينما صناعة فرح، وأضاف ضاحكاُ : “أنا لا أحب أقعد مع رجال الأعمال بقدر ما أحب أجلس مع الفنانين، لأنهم أحسن ناس في الدنيا”. وقال نجيب إن المهرجان يؤكد على أن مصر حلوة ، أمنة، ناسها أحلى ناس.
وأشار نجيب إلى قسم مهم بالمهرجان وهو (سينما من أجل الإنسانية) ، وقال: “ما أحوجنا للتأكيد على هذه القيمة ، خاصة مع تدني القيم الإنسانية ، والتي نراها في المآسي التي يشهدها العالم، في سوريا ، فلسطين، وميانمار، أو مع الذين يموتون في البحار وهم يحاولون الهروب لمكان آخر من أجل لقمة العيش . وتمنى نجيب ساويرس أن يكون مهرجان الجونة بمثابة دعوة لصحوة الضمير الإنساني.
v التميمي : جائزة عمر الشريف
وتحدث انتشال التميمي، مدير المهرجان، عن عدد الأفلام المشاركة بالمهرجان ، وأشار إلى الجائزة التي تحمل اسم الفنان العالمي عمر الشريف، والتي استحدثها مهرجان الجونة هذا العام.
v كليف أوين: مبهور بمهرجان الجونة
ثم كرم مهرجان الجونة السينمائي الفنان العالمي “كليف أوين” بإهدائه نجمة الجونة، وأعرب «أوين»، في كلمته القصيرة عن انبهاره الشديد بمهرجان الجونة، و أشاد بمستوى التنظيم بالمهرجان، قائلًا إنه مبهور بهذا المهرجان الرائع ، وغير مصدق أن عمره عامين فقط ، وأنه لم يكن يتوقع أبدا أنه سيشارك بمهرجان بهذا المستوى.
v “نصر الله” يكرم “عبد السيد”
وقام المخرج يسري نصر الله بتقديم تكريم المحرج داوود عبد السيد، وتم عرض فيلم تسجيلي لكلمات السينمائيين عن فنه وأعماله، ومنهم الموسيقار راجح داوود، والمخرج مجدي أحمد علي، الفنان آسر ياسين، والفنانة بسمة.
وشكر المخرج «داوود عبد السيد»، إدارة مهرجان الجونة على التكريم قائلاً بتواضع شديد : «أشكر كل من أشاد بي، أنا مجرد مخرج أحببت السينما” وأكد “عبد السيد ” على أهمية السينما ، وقال إن صناعة السينما المصرية لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل من الدولة، وأن مؤسسات الدولة لم تقم حتى الآن بما ينبغي لتحقيق الهدف المنشود ولا بد أن نتكاتف جميعاً كي تعلو بإنتاجها.
v بشرى تكرم درة
ثم قامت الفنانة بشرى رزة بتقديم تكرم مهرجان الجونة السينمائي للمنتجة التونسية، “درة بوشوشة”، وقالت أنها نموذج مشرف يحتذى بالنسبة لها كفنانة تعمل هي الأخرى بمجال الإنتاج الفني . وعرض المهرجان فيلمًا تسجيلياً لكلمات إشادة وتقدير للمنتجة “بوشوشة” من بعض صناع السينما المصريين والتونسيين حول مسيرتها الفنية.
وأعربت “درة” عن سعادتها بالتكريم، وقالت إنها مبهورة بمستوى تنظيم مهرجان الجونة، وأشارت إلى بداية رحلتها مع العمل الفني منذ كان عمرها 17 عاماً وعملت كمتطوعة بأحد المهرجانات، تأكيداً على أهمية العمل التطوعي بهذا المجال الفني، وأنه يمكن أن يكون بداية طريق للاحتراف والتميز وهو الأمر الذي أشار إليه التميمي في كلمته الختامية فيما بعد .
v جميل راتب
وطلب منظمو المهرجان الوقوف دقيقة حداداً لرحيل الفنان الكبير جميل راتب ، واعتذرت الفنانة بشرى لعدم استطاعتهم ترتيب تكريم خاص لائق به ، نظراً لرحيله المفاجئ قبل بداية المهرجان بيوم واحد فقط.
واختتم المهرجان فعاليات حفل الافتتاح ، بإشارة انتشال التميمي، مدير المهرجان، إلى أن الدورة الثانية من المهرجان تضم 74 فيلمًا متنوعًا تم انتقائهم من بين 1500 فيلم شاهدتهم لجنة المهرجان، وأضاف: “إننا نفخر بأن مهرجان الجونة يزخر بزخم من أهم صناع السينما المصرية والعالمية رغم تواكبه مع أهم مهرجانين في أوروبا وأمريكا.
وأعرب التميمي عن فخره بالعمل مع فريق استثنائي معظمه من المتطوعين من الشباب المصري. وقال إن فيلم افتتاح المهرجان هو “سنة أولى” وهو فيلم فرنسي وجدنا أنه مناسب لحفل الافتتاح لأنه متعلق بطموح الشباب ويتماشى مع طموح المهرجان.
v ملحوظات علي المهرجان
هناك عدة ملحوظات جديرة بالتأمل والتوقف عندها .. بهدف النقد البناء للمزيد من التجويد في دورات المهرجان القادمة:
§ رغم أن أغنية افتتاح المهرجان كان همها إشاعة البهجة، والترويج أكثر لجمال وسحر الأماكن السياحية بالجونة، إلا أن الأغنية لم تكن موفقة في اختيار كلماتها ، على الإطلاق .. فمهرجان الجونة مفروض أنه دولي ، ولن ترتبط بإسمه أغنية ضعيفة تقول “خدنا أجازة” .. حتى ولو كان مطلعها فقط يقول “العالم جونة”.. بمعنى جاء إلينا.. ورغم شرح مبتكر الأغنية في حديث معه أنه هدف إلى الربط بين الأجازة والمكان وحضور مهرجان السينما بالجونة .. إلا هذا الشرح يبقى كفكرة بداخله .. لم تعبر عنه الأغنية التي هي أقرب للدعاية السياحية للجونة وشواطئها وجمالها وليس لمهرجان السنيما بالتحديد فيها!
§ ربما تم تغيير عرض أغنية “فاكر زمان” لأنغام والشرنوبي لأنه تم الانتباه مثلاً إلى أنها تتحدث عن عدد قليل جداً من الفنانين المصريين فقط.. ولكن كان يمكن حل هذا المشكل بإضافة شخصيات فنية عربية وعالمية للأغنية .. لأنها احترافية ، ومعبرة عن المهرجان أكثر .
§ لم يتم استثمار وجود الفنان العالمي كليف أوين بشكل ذكي بحيث تُستغل لحظات تكريمه التي كانت قصيرة جداً للترويج لمهرجان الجونة عالمياً أكثر فأكثر، لدرجة انه لا توجد له أي صورة احترافية واضحة وهو يحمل “نجمة الجونة” بعد تكريمه.. إذ تم تكريم “أوين” على عجالة ملحوظة وبشكل لم يأخذ حقه ، بدون عرض على الشاشة لمقتطفات من أهم أعماله – كبقية المكرمين _ ، وبدون حتى إلقاء كلمة في الميكروفون عنه ، ودون أن يصعد أي من سميح أو نجيب ليسلمه الجائزة بنفسه لمزيد من الدعاية لمهرجان الجونة ، وكأنما يُكرم “أوين” لمجرد تواجده بالمهرجان .
§ لم تنجح الكاميرات التي كانت تنتقل بين الجالسين من الحضور في التنقل السريع والمحسوب -بشكل احترافي- لنقل رد فعل الحضور تجاه فعاليات المهرجان ، وهناك مثالان مميزان على هذا ، بتركيز لقطة على اثنين من كبار السن بالمهرجان وهما نيام – بحكم العمر غالباً – وبالطبع هذه ليست بدعاية جيدة للمهرجان. فى المقابل مرت الكاميرا مرور الكرام على النجم “كليف أوين” وهو يسقف بحرارة بعينيه قبل يديه، عندما نودي على انتشال التميمي مدير المهرجان لإلقاء كلمته ، تأكيداً على قناعة وانبهار “أوين” الحقيقي بالمهرجان وتنظيمه ، حتى قبل أن يقف ليقول كلمته ويبرز انبهاره على الملأ، وكان ينبغي أن تتوقف الكاميرا مرات كثيرة لتنقل تعبيرات وجه فنان عالمي مهم مثله، ونفس الشيء بالنسبة للشخصيات العالمية الحاضرة تجاه أحداث وفعاليات المهرجان.
§ المذيعة المميزة رايا أبو راشد – على الرغم من تألقها الدائم_ لم تكن موفقة في أمرين استخدمت فيهما عفويتها دون ذكائها .. ولا أعرف إذا كان هذا الأداء باختيارها أم طُلب منها .. الأمر الأول عندما أعطتنا مسحة من الملل في بداية المهرجان وهي تنتقل بين المقاعد لتبحث عن سيدات بشكل عشوائي تشيد بجمالهن .. فتارة تتجه لليلي علوي وأخرى لنادية الجندي ، وتارة أخرى تحاول إبراز النجوم الكبار مثل الزعيم عادل إمام و الفنان حسين فهمي الذي ظلت تنادي عليه لإبراز تواجده ، لتكتشف أنه لم يحضر بالأساس .. والحقيقة أن هذه الطريقة في إبراز بعض كبار الفنانين _ المصريين _ فقط هو أمر يقلل من المهرجان ولا يزيده .. ويلصق به شبهة التعصب المحلى لفنانينا الكبار .. وينأى بالمهرجان عن العالمية المنشودة.
§ الأمر الثاني غير اللطيف على الإطلاق الذي قامت به رايا هو ..أنها ظلت تلح على المدعوين بختام الحفل بأن يعدوها بالبقاء لمشاهدة فيلم الافتتاح وحضور حفلة من بعده ، وأخذت تعيد وتزيد بهذا الطلب من الناس .. وكان يتبقى أن تقول على الهواء : “انتظروا .. العشاء جاي بعد الفيلم”!.. الأمر الذي يظهر المهرجان بشكل المستجدي لبقاء الناس ، على عكس تماماً ما أكد عليه م. نجيب ساويرس: “أن المهرجان نجح منذ ولادته.. وبعد أن سعينا نحن إليهم لتعريفهم بالمهرجان في عامه الأول ، الناس هم الذين سعوا إليه في عامة الثاني، وهم الذين اهتموا بحضوره”.
v خلاصة
على الرغم من تلك الملاحظات البسيطة على المهرجان والتي لا يمكن أن ترقى لكونها سلبيات كبيرة ، إلا أن مهرجان الجونة هو حقاً فخر لمصر ، وفخر لعائلة ساويرس فرداً فرداً ، الذين لا يكفون عن صرف الملايين من أموالهم دون عائد ربحي حقيقي عليهم.. حباً في مصر.. وإيماناً بضرورة دعم شبابها الذين هم نواة مستقبلها.. ورغبة في عودة مصر الحضارة والفن والذوق والرقي والجمال.