احتلت الأحداث الخاصة بالطوفان، مركزاً رئيسياً في تاريخ الخلاص وتجديد العالم بالمياه، إذ أعلن الله “نهاية كل بشر قد أتت قدامى” لا ليبيد وإنما ليجدد العالم، فيحول كارثة الطوفان إلى خير أعظم للبشرية التي ألقت بنفسها في الهلاك الأبدي.
بدأ الطوفان في السابع عشر من الشهر الثاني من سنة 600 م من عمر نوح، وهذا يوافق سنة 1656 من تاريخ العالم، وتعاظمت المياه على الأرض 150 يوماً ..
في اليوم العاشر من الشهر العاشر؛ أي بعد 94 يوم ظهرت رؤوس الجبال ” تك 8 : 5 ” ، وبعد بأربعين يوماً أرسل نوح الغراب فلم يعد إليه – ثم أرسل الحمامة ثلاث مرات بين كل مرة والأخرى سبعة أيام وعادت إليه في المرة الثانية تحمل ورقة زيتون خضراء في فمها، فعلم نوح أن المياه قد قلت من الأرض … فلما أرسلها للمرة الثالثة بعد سبعة أيام أخرى لم تعد إليه!!
استقر الفلك في اليوم السابع عشر من الشهر السابع على جبل “أراراط” بأرمينيا الذي تبلغ قمته نحو 16916 قدماً فوق سطح البحر ، واسمها بالتركي “أغرى داغ” .
نهاية الطوفان :
في أول يوم من السنة الجديدة أي في السنة الـ601 من عمر نوح كشف نوح عن الغطاء عن الفلك، وبعد ذلك بسبعة وخمسين يوما، أي في السابع والعشرين من الشهر الثاني، جفت الأرض تماماً ، فأمره الرب بالخروج من الفلك هو وكل من كان معه ” تك 13 : 8 ” ، و كانت التي مكثها نوح وعائلته في الفلك هي 371 يوم ” تك 7 : 10 ” ..
الامتداد الجغرافي للطوفان :
لقد كان الطوفان كارثة شاملة غير محلية ، فنقرأ في تكوين ” 7 : 19 ”
إن المياه غطت جميع الجبال الشامخة ، وحيث أن مستوى المياه واحد ، فمعنى ذلك أن المياه غطت كل الأرض وليست منطقة معينة عام ” 371 يوماً ”
لقد بدأ الطوفان بانفجار كل ينابيع الغمر العظيمة وانفتحت كل طاقات السماء ، وكان المطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة ” تك 7 : 11 ” ، وكانت قد تعظمت المياه على الأرض ” مئة وخمسين يوماً ” ” تك 7 : 24 ” وبذلك لا يمكن أن يكون كارثة محلية ..
أبعاد الفلك وحمولته الضخمة :
مساحة الفلك للطبقات الثلاث نحو 95700 طناً ، وبلغ حجمة نحو 396000 قدم مكعب ، وحمولته تصل إلى 13960 طناً وليس من المعقول أن الله يأمر نوحاً ببناء فلك بهذه الضخامة للنجاة من طوفان محلى !!!
ولو كان الطوفان محلياً لما كانت هناك حاجة الى بناء الفلك فكان يكفى أن يتنقل وعائلته إلى مكان آخر ، لذلك فأن الطوفان كان عاماً وشاملًا..
يتحدث معلمنا بطرس الرسول ” 2 بط 3 : 3 ” عن الأرض والسموات
التي فاض عليها الماء وهلكت فيقول :-
” أما السموات والأرض الآن، أي بعد هلاك الأولى – فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار” .