كانت الخطية هى الموقف المؤسف فى حياة بطرس والصفحة الحزينة فى حياة داود والفصل الذليل فى حياة شمشون والنهاية المأساوية فى حياة شاول الملك والضربة القاضية على يهوذا.
هذه هى القصة المتكررة فى حياة كل البشر وإن لم ننتبه ونصحو من غفلتنا فبصورة أو بأخرى وبدرجات متفاوتة تسلب الخطية سلامنا القلبى “إذ لا سلام قال الرب للأشرار” (اش ٢٢:٤٨)، لذلك يقول الرب على لسان اشعياء النبى “ليتك اصغيت لوصاياى فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر” ( أش ١٨:٤٨ ).
الوصية الالهية كنور الشمس الهادى لبر الأمان ليس فقط لحياتنا الأبدية بل أيضا لحياتنا الزمنية، أليست هى التى رفعت مقام يوسف الصديق وعلت شأن الفتى دانيال فى سبيه وخلدت المرأة الخاطئة التائبة فى الوحى المقدس؟ أما حينما يحيد الانسان عنها يتخبط فى الظلام ويفقد سلامه، يعيش ممزقاً فلا هو راض عن حاله ولا هو قادر على إصلاح ذاته، شيئا فشيئا يتسرب السلام من قلبه ولن يحقق الشفاء إلا الصلح مع الله والخضوع لوصاياه “لأن اهتمام الروح هو حياة وسلام” (رو ٦:٨).
لكن رغم هذا وإن كنا نضعف أحيانا لكن بنوتنا لله تعيدنا إلى حضنه الأبوي لأننا لم نأخذ “روح العبودية للخوف بل روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب” (رو ١٥:٨)
ولا سبيل أن تستكين نفس الإنسان إلا حينما ترتاح فى مصدر البر والسلام وأصل وجودها “شخص الله” . لكم كانت دموع المرأة الخاطئة تعبيراً عن تمزق النفس وثورتها ضد الخطية وشعور بالمنفى بعيداً عن حضن الأب، وكم كان احتياجها لسلام الغفران وتصالحها مع الله أعمق وأقوى بكثير من كل المعطلات ولم تسترح إلا بعد أن تخطت كل الحواجز واستطاعت ان تصل إلى مانح السلام، خطاياها الكثيرة قد غفرت لها ونالت أغلى أمنياتها “ايمانك قد خلصك .اذهبى بسلام” (لو ٥٠:٩) حقا “طوبى للذى غفر اثمه و سترت خطيته” (مز ١:٣٢ )