احتشدت أقباط قرية نزلة أسمنت بالمنيا بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل في اليوم السابع من نهضة السيدة العذراء مريم ،حيث بدأ اليوم بترتيل أجمل التماجيد والصلوات الخاصة بصوم السيدة العذراء مريم ثم قدم كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل باقة من الترانيم الروحية
وقد روي القمص إشعياء جورجي راعي الكنيسة معجزة من معجزات السيدة العذراء مريم والتي تقول انه فى زمان هارون الرشيد حكم مصر أمير ظالم اضطهد المسيحيين فأرسل جنوده لهدم كل كنيسة فى طريقهم حتى وصلوا لمدينة أتريب قرب بنها فما أن شعر كاهن الكنيسة بوصولهم حتى دخل وصلى متشفعاً بالعذراء مريم، ثم خرج للأمير وأراه محتويات الكنيسة حتى وصلوا إلى أيقونة أم النور
وقال الكاهن للأمير أمهلنى ثلاثة أيام وأنا أتيك بأمر العفو عن هدم الكنيسة من هارون الرشيد ضحك الأمير من كلام الكاهن لأن الخليفة فى بغداد فكيف يأتيه بفرمان في ثلاثة أيام فأكد له الكاهن إنه سيحصل على المرسوم خلال هذه المدة ثم أسرع إلى أيقونة العذراء وجثا أمامها وصلى بدموع وظل صائماً فسمع صوتاً من الأيقونة يقول” أنا مريم العذراء المعينة لكم لا تخافوا من تهديد الأمير وسوف يأتيه الأمر بالعفو عن هذه البيعة ”
وبينما كان الكاهن يصلى كان الخليفة فى بغداد نائماً فإذ به يرى نوراً عجيباً، فاستيقظ مرتعداً ورأى أم النور أمامه تقول له” أنا مريم أم يسوع، كيف تنام هاديء البال وأنت أمرت بهدم الكنائس؟ فارجع وتب عن أعمالك واخشى الله فارتجف الخليفة من هيبة أم النور، وقال لها ” كل ما تريدينه يا مولاتي أفعله فلا تؤذنى “، فقالت له ” أريد أن تكتب مرسوماً بخط يدك، وتختمه بخاتمك، وترسله إلى أعوانك الذين فى أتريب ليصلهم اليوم، وتمنعهم من تخريب الكنائس والاعتداء على المسيحيين ” فقال لها الخليفة ” كيف يصل اليوم ” فأجابته ” أكتب أنت المرسوم وبعون الله سيصل فى يد الأمير قبل أن يقوم من نومه ” فخضع الخليفة لأمر القديسة مريم، وفى الحال كتب مرسوماً طالباً سرعة حضور الأمير إليه، وعدم هدم كنائس المسيحيين وما أن انتهى من كتابة المرسوم، حتى أتى طائر وخطف الخطاب من يده بمنقاره وطار بسرعة، وبعدها اختفت من أمامه العذراء مريم
وفى مدينة أتريب فوجيء الأمير بطائر جاء حيث هو جالس، ورمى عليه خطاباً وطار، فلماّا فتحه إذا به مرسوم من الخليفة هارون الرشيد، فقرأه عدة مرات وأمعن النظر فى الختم وفى خط الرسالة، وتأكد أنه من الخليفة فتعجب وتحير وفي الحال أرسل الوالي في طلب الكاهن وبلهفة سأله قائلاً ” أخبرنى ماذا فعلت ومن خلصك هذا الخلاص العجيب وأتى لك بهذا العفو” فأجابه الكاهن بقلب مملوء ابتهاجاً وإيماناً ” إنَّ هذا ليس عمل إنسان منظور، بل هو فعل العذراء أم النور والدة الإله صاحبة البيعة “.
ثم روى له ما حدث، عندما وقف يُصلى لله أمام أيقونة القديسة مريم، وشرح له كيف طمأنته القديسة عندما خرج صوتها بأعجوبة من أيقونتها الموضوعة في المقصورة فما أن سمع الأمير هذه الأعجوبة حتى دخل الكنيسة، وقبل أيقونة القديسة، وقام مسرعاً ليذهب إلى بغداد لمقابلة الخليفة، الذى ما أن رآه استفسر عن الرسالة التي أرسلها له، وبلهفة سأله: أعلمنى عما جرى لك فقص عليه الأمير كل ما رآه فى مدينة أتريب، وكيفية وصول أمر الخليفة إليه، وإسراعه للحضور فتعجب الجميع مما حدث.
ثم ألقي القمص مكاريوس يوسف كاهن كنيسة مارجرجس الفكرية عظة روحية بعنوان “مفهوم الخدمه” مؤكدا ان أعلي رتبه في الكنيسة خادم وأصغر رتبه في الكنيسة خادم ولقد قال السيد المسيح عن نفسة أنه جاء ليخدم الكل ويقال في القداس عبيدك يارب خدام هذا اليوم والخدام هم الشمامسة والكهنه والشعب .
وكلمه خادم تتكون من اربع حروف اول حرف الخاء بمعني أنه خادم خالي من العيوب لان مسيحه بلا عيب رئيس الكهنه بلا عيب وبلا خطية ولابد أن يدخل الخادم الكنيسة وهو تائب ليكون خالي من العيوب والحرف الثاني الألف بمعني اب حنون او ام حنونه فلابد على الخادم او الخادمه أن يكون حنون على مخدوميه المسيح نصنع الخطية أمام عينيه ومع ذلك يقبلنا مرة أخري فكيف لا نحنو علي أطفالنا الكنيسة كالمستشفي التي تعمل على علاج المرضي وكذلك الخادم لابد أن يكون مثل الطبيب يعالج مخدوميه.
والحرف الثالث حرف الدال يكون دارس بمعني أن يكون دارس كلمه الله لكي يستطيع الخادم الرد على أسئلة مخدومية والحرف الأخير هو حرف الميم بمعني أن يكون الخادم ممتلئ من روح الله ليفيض بروح الله على مخدومية وهناك صفات لابد أن يتحلى بها الخادم و اول صفه للخادم أن يكون نور العالم كما قال السيد المسيح انتم نور العالم وانتم ملح الأرض من المعروف ان الملح رخيص جدا ولكن لا نستطيع الاستغناء عنه ولكن إذا فسد الملح لا يصلح بعد لشئ بمعني أن الخادم إذا فسد لا يصلح لشئ.
وكذلك قال الكتاب المقدس أن الخادم خميرة يخمر العجين كله فلابد على الخادم أن يشعل نار الروح القدس في مخدومية ،الخادم أيضا رساله مقروءة من جميع الناس، مشيرا إلي ان الخادم المتواضع صاحب القلب النقي ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشارع صوته فعند الله كثير الثمن، والخادم في الكنيسة رائحه المسيح الذكية فلابد ان يكون الخادم المسيح الصغير في الكنيسة، الخادم لابد ان يكون مختبر الحياه الروحية اي يكون مختبر الحياه مع الله ان يكون قلبة مشغول بالله مثل صموئيل النبي ويكون مقدس لله مثل يوحنا المعمدان الذي تقدس وهو في رحم امه ويقول الكتاب المقدس عنهم “وكانا كلاهما بارين امام الله”
ولذلك لابد ان يكون الخادم قديس ويقول الكتاب المقدس “نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين” الذي رأيناه بعيوننا الذي سمعناه باذاننا الذي لمسناه بايدينا وحينما يصبح الخادم مختبر الحياه مع الله سيري الله بعيونه ويسمعه باذنية، الخادم الذي يعرف الله يمتلئ قلبه بالمحبة نحن نحتاج الي خادم له عشرة قوية مع الله ليستطيع ان ينشر محبه المسيح للعالم الخادم الحقيقي لابد أن تكون حياته مستترة للمسيح بمعني أن يكون المسيح ظاهر في حياته وهو لا وجود له بولس الرسول يقول لا أحيا انا بل المسيح يحيا فيا ، و أن يكون الخادم قد أمات الذات والرغبات الشخصية بداخلة بمعني انه يكسر بداخلة الكبرياء والشعور الذات والانا ، كل إنسان يركز على الأنا التي بداخله فهو إنسان ميت ، والخادم الحقيقي يحترق ليضئ للاخرين بمعني ان الخادم يسعي لبذل ذاته من أجل خدمه الآخرين فالخادم مثل الشمعه تذوب وتحترق من أجل الآخرين ولا يسمع أحد صوتها
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام