ازدهرت كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بنزلة أسمنت بالمنيا, لليوم الرابع على التوالي من نهضة السيدة العذراء مريم حيث بدأ اليوم بترتيل أجمل التماجيد والصلوات الخاصة بصوم السيدة العذراء مريم, ثم ألقى القمص إشعياء جورجي راعي الكنيسة كلمة روحية عن سيدة كل يوم تذهب إلى أب اعترافها وتقول لها إنها ترى المسيح كل يوم, وتتحدث معه ولكن الكاهن لم يصدقها فقال لها حينما يأتي لكي المسيح المرة القادمة, قولي له إن أب اعترافي عمل خطية فما هي تلك الخطية؟ وكانت في نيته أن يعرف هل المرأه صادقة في كلامها أم لا, وبالفعل ذهبت السيدة إلى المنزل وظهر لها المسيح وطلبت منه أن تعرف خطية أب اعترافها فقال لها المسيح إن الكاهن عمل الخطية وتاب عنها في اليوم الثاني ثم ذهبت السيدة إلى الكاهن لتخبرة برد المسيح فقال لها إذا أنت حقا صادقة في كلامك لأن السيد المسيح لا يفصح عن خطايا أحد؛ بل يغفرها لهم حينما يتوبوا، مؤكدا أنه على البشر أن يتمثلوا بالمسيح ويعملوا بكلام الكتاب المقدس حينما قال “لا تدينوا لكي لا تدانوا”، ثم قدم كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل أجمل الترانيم الروحية عن العذراء مريم، ثم ألقى القس إرميا إدوار كاهن كنيسة مارجرجس نزلة حنس عظة روحية بعنوان “مفهوم الراحة والتعب ” مؤكدا أن هناك فرق بين الراحة والكسل, فهناك فرق بين راحة تأتي بعد تعب, وبين إنسان إرادته ضعيفة لا يريد العمل ففي سفر أيوب يقول الكتاب المقدس “كف عني لأستريح ريثما أبلع ريقي” ومن يبلع ريقة هو الذي تعب من مشقة عمله ويريد أن يستريح، مشيرا أن الإنسان يصبح أكثر كسلا في الأمور الخاصة بالله حيث إنه يسعى لتحقيق رفاهيته, أما عند الصلاة إلى الله فإنه يكسل ولكن بالعكس فإن أجمل الأوقات التي يقضيها الإنسان في عمرة هو الوقت الذي يصلية لله.
يقول الكتاب المقدس إن الله استراح في اليوم السابع وقصد الراحة هنا هو إتمام العمل أي أنه استراح من يوم تعب وهناك أنواع الراحة أولها الراحة الجسدية فالكتاب أوصانا أن الإنسان بعد عمله لابد أن يرتاح أي إنه ينام وأثناء النوم ينعزل الإنسان عن العالم لأنه لا يدرك ما يحدث حولة ولذلك يسمي النوم “الموت الصغير” والنوم الكثير يحدث خمول للجسم لأن طاقة الإنسان تستنفد أثناء النوم الكثير, بالإضافة إلى أن أجهزة الجسم تصاب بالأمراض لأن المناعة تصبح ضعيفة أثناء النوم, ولذلك فالإنسان النشيط الذي يعمل الله يعطيه الصحة والراحة الجسدية مطلوبة, ولكن بتعقل لأن الشيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، ثانيا الراحة الفكرية ففكر الإنسان يحتاج إلى راحه فالإنسان الذي لا يعطي لأفكارة راحة فإنه يتعب ويصاب بالقلق المستمر وهناك أفكار مضيئة توصل الإنسان إلى الحياة الأبدية وأفكار شريرة تضيع أبدية الإنسان، ثالثا الراحة النفسية فالاضطرابات النفسية تتحكم في سلوك الإنسان وطبيعة تعامله مع الآخرين والنفسية هي مجموعه المشاعر التي بداخل الإنسان والإنسان ذو النفسية المتعبة يكون دائما متزمر غير راضي عن حالة ولذلك فالإنسان الراضي يتمتع بنفسيه سوية والإنسان الذي يحلم بكوابيس فإن نفسيته سيئة وفي قصة الابن الضال حينما رجع إلى والده فقبله والده بالأحضان فهو بذلك عالج نفسيته المدمرة والإنسان الذي يصلي إلى الله بالبكاء فإنه يستعيد صفاء نفسيته، رابعا الراحه الروحية حينما تصبح علاقة الإنسان قوية بالله فسيصبح جسده في قمة الراحة لأنه سيصوم لله وسيصلي وسيعمل وسيعطي لفكرة راحة ويقول الكتاب المقدس”أما نحن فلنا فكر المسيح”، مؤكدا أن الروح تتملك الجسد كله فإذا اهتم الإنسان بغذاء الجسد فستصبح الروح ضعيفة أما من يهتم بغذاء روحه فستصبح روحه أقوى من جسده.
أما في موضوع التعب يقول القس إرميا إن كل البشر يعرفون التعب ويقول الكتاب المقدس ” بعرق وجهك تأكل خبزك “وهناك تعب إيجابي وتعب سلبي فالتعب الإيجابي هو عمل الخير وذلك سيعود لك مرة أخرى فما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ويقول الكتاب المقدس ” لا تدينوا لكي لا تدانوا والكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد” وهذا هو عمل الخير الأساسي هو عدم إدانة الآخرين؛ فمن تعب على الأرض سيرتاح في السماء ومن يرتاح على الأرض سيتعب في السماء ومن يتعب من أجل الله سيرتاح في الآخر في ملكوت السموات.
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام