” ورفع المتواضعين ” ( لوقا ١ : ٥٢ )
نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يامريـم بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام .
اليوم الثاني :
” مريـم سُلطانة السماوات والأرض ”
قبل قرون من ميلاد السيد المسيح تنبّأ أشعيا النبي وقال : ” أُسّرُّ سُروراً في الرَّبِ وتَبتَهِجُ نَفْسي في إِلهي لِأَنَّه أَلبَسَني ثِيابَ الخَلاص وشَمِلَني بِرِداءِ البِرّ كالعَريس ِالذي يَتَعَصَّبُ بالتَّاج وكالعَروس ِالتي تَتَحَلَّى بِزينَتِها فكما أّنَّ الأرضَ تُخرِجُ نَباتَها والجَنَّةَ تُنبِتُ مَزْروعاتِها كذلك السَّيدُ الرَّبُّ يُنبِتُ البِرّ والتَّسبِحَةَ أَمَام جميعِ الأُمَم “( أشعيا ٦١ : ١٠ – ١١) . وكذلك يشوع بن سيراخ في إلهامٍ عظيمٍ يقول : ” وكَشَفَ عَمَّا سَيَكونُ على مدى الدُّهور وعنِ الخَفايا قبل حُدوثِها ” ( يشوع بن سيراخ ٤٨ : ٢٤ ) .
في هذين النصين من العهد القديم ، نتأمل كيف تنبأ أشعيا بتكريم الله لمريم العذراء ، وكيف رفعها إلى الكمال والقداسة ، وألبسها ثياب العفاف والخلاص وعصمها من الخطيئه لأنَّها انفتحت عليه من كل قلبها وجعلته سيداً على حياتِها، فقالت مريـم : ” أَنَا أَمَةُ الرَّب ، فليكُن لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ). نتيجة لهذا ألبسها الله تاج الملِكَه، وكما معروف أنَّ زوجة الملِك تَجلس عند اقدامِ الملِك، وأمّا أُمّ الملِك فتَجلس عن يمينِ الملِك ، أي أنّ أُمنا مريـم العذراء انتقَلَت إلى السماء وجَلسَت عن يمين إبنها يسوع الفادي، وأنَّها توِّجَت وكُلِّلَت بالمجدِ في السماوات وعلى الكون كله .