تحتفل الكنيسة اليوم بعيد نياحة البابا كيرلس الخامس البطريرك الثاني عشر بعد المائة من بطاركة الكرازة المرقسية؛ الذي تنيَّح في سنة 1643 للشهداء ( 1927م ).
وُلِدَ هذا القديس بقرية تزمنت بقرب مدينة بنى سويف من أبوين تقيين سمياه يوحنا وربياه أحسن تربية، كان يميل إلى الهدوء والتأمل والدراسة، ترك العالم وذهب إلى دير السريان، فذهب والده إلى الدير وأعاده معه رغمًا عنه. ولكن حب الرهبنة كان متملكاً عليه، فترك العالم ثانية وجاء إلى دير البرموس وترَّهب فيه سنة 1850م وسار سيرة رهبانية فاضلة حتى أصبح قدوة صالحة فرسموه قساً ثم قمصًا وكان يعمل في نسخ المخطوطات وبيعها وصرف ثمنها على احتياجات الدير لذلك كان يسمى ” يوحنا الناسخ “.
بعد نياحة البابا ديمتريوس الثاني أجمع رأي الأساقفة والكهنة والأراخنة على رسامته بطريركًا فرسموه في 23 بابه 1591 للشهداء ( 1874م )، فاهتم بالكنائس والأديرة، كما اهتم بتثقيف الكهنة فافتتح المدرسة الإكليريكية لتخريج الكهنة المثقفين، كما قام بالكثير بالرحلات البابوية لتفقد أولاده في مصر وذهب في رحلة أيضاً لتفقد أولاده في السودان.
اشتد الخلاف بينه وبين المجلس الملي العام فذهب إلى دير البرموس ثم عاد بعد تنفيذ مطالبه.
خدم الكنيسة خدمات جليلة في التعليم وإنشاء المدارس وغير ذلك ولما أكمل سعيه الصالح وخدم شعبه بكل أمانة تنيَّح بسلام عن عمر يناهز ستة وتسعين عامًا بعد أن جلس على الكرسي المرقسي اثنين وخمسين عاماً وتسعة أشهر وتسعة أيام، رسم خلالها أربعة وأربعين أسقفًا ومئات من الكهنة، وتم دفنه بعد تجنيزه في الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية.