تصاعدت صلوات شعب كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بنزلة أسمنت بالمنيا في اليوم العاشر على التوالي لنهضة السيدة العذراء مريم، فقد بدأ اليوم بترتيل أجمل التماجيد والصلوات الخاصة بصوم السيدة العذراء مريم، ثم ألقى كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل أعذب الترانيم الروحية عن العذراء مريم، ثم حكى القمص أشعياء جورجي راعي الكنيسة معجزة من معجزات السيدة العذراء مريم والتي تقول إن هناك بنت اسمها مريم سقطت من مكان عالِ وحدث لها نزيف في المخ فذهبت بها أمها إلى مستشفى الزيتون وما أن رأت الأطباء حتى صرخت قائلة :”ارحموا ابنتي”، فرآها الأطباء وقالوا إنها تحتاج إلى نقل دم وفصيله دمها o وطلب منها الأطباء إحضار أكياس الدم فاحتارت الأم ولم تعرف ماذا تفعل فذهبت إلى كنيسة العذراء مريم بالزيتون، وجلست تصلي أمام صورة العذراء مريم وتطلب منها المساعدة وإن لم تساعدها ستكسر برواز صورة العذراء مريم فاستدعاها الطبيب.
وقال لها :”ابنتك سليمه فلقد ذهبت وتركتها لأمر على باقي المرضى، ثم عدت إليها مرة أخرى فرأيت الغرفة كلها بخور والبنت سليمة”، فسألت الأم ابنتها عن ما حدث فقالت لها: إن العذراء مريم ظهرت لها وقالت لها “أنتي اسمك على اسمي وأنا هشفيكي لكن أنا زعلانة من أمك، لأنها كانت تريد تكسير برواز الصورة الخاصة بي”، ثم ذهبت الأم مسرعة إلى صورة العذراء مريم تطلب منها السماح، وتم شفاء البنت بالفعل.
وقد ألقى القس يسي يونان كاهن كنيسة مارجرجس شرارة عظة روحية بعنوان “مفهوم الطاعة”، مؤكدا أن أول معجزة قام بها السيد المسيح منذ بداية خدمته هي معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل وهذه المعجزة أظهرت طاعة السيد المسيح لوالدته العذراء مريم.
وتعلمنا هذه المعجزة أن الإنسان إذا واجهته مشكلة يضعها في يد الله وهو قادر على حلها مثلما فعلت السيدة العذراء مريم حينما ذهبت للمسيح وطلبت منه توفير خمر في عرس قانا الجليل، مشيرا إلى أن الله يتكلم مع كل البشر بطرق مختلفة هناك مواقف كثيرة في حياتنا تكون رسالة موجهة من الله لنا، مثل موت شخص ما فهذه رسالة لنا أننا لابد أن نقدم توبة فورية والرسائل التي يوجهها الله تستقبل من البشر أربعه ردود هناك بشر يستجيبون بسرعة مثلما فعل إبراهيم النبي حينما طلب منه الله أن يقدم ابنه اسحق وحيدة محرقة له فاستجاب لكلام الله وهو يعلم أن الله قادر أن يقيم ابنه من الموت لتنفيذ وعده حينما قال الله له أن إسحق سيكون له نسل مثل رمال البحر ونجوم السماء، وهناك أناس يستمعون إلى كلمة الله ولكن لا تؤثر فيهم ولا يستجيبون إليها، إذا فلابد أن الطاعة تكون بدون مجادلات فكلمة الله نطيعها بدون تفكير وكذلك الطاعة تكون فورية بدون تأجيل فالتأجيل يساوي عدم الاستجابة.
هناك ثلاث أنواع من الطاعة: طاعة جبرية ينفذها الإنسان وهو مجبر؛ كطاعة العامل لصاحب العمل وطاعة انتقائية بمعنى أن يختار الإنسان الشئ الذي ينفذة ويترك الباقي. وطاعة بمحبة أن يطيع الإنسان وهو مسرور بعملة وليس مجبر على ذلك؛ كما فعل بطرس حينما طلب منه المسيح أن يتبعه وهو يعمل صياد السمك في البحر فيقول الكتاب المقدس وترك كل شئ وراءة وتبع المسيح، إذا فمن نطيع أولا نطيع الله كما قال الكتاب المقدس”اخضعوا لله وقاموا إبليس”، ثانيا نطيع آب الاعتراف وتنفيذ إرشاده، ثالثا: الابن يخضع لأبيه، رابعا: أن تخضع المرأة لزوجها، خامسا: العامل يخضع لرئيسه ويخضع الشعب لقوانين البلد.
فما هي بركات الطاعة، أولا: من يطيع الله يصبح حبيب الله مثل إبراهيم النبي. ثانيا: الذي يريد استجابة صلاته فليسمع كلام الله مهما سألنا منه ننال لأننا نحفظ وصاياه ونفعل الأعمال المرضية أمامه. ثالثا: من يطيع الله سيحصل على نقاوة قلبه فالإنسان مليء بالخطايا وكلما سمع كلام الله واستجاب له سينقي من الداخل والخارج ويصبح إنسان جديد .
وفي نهاية اليوم بارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام.