قال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الاسكنرية وبطريرك الكرازة المرقسية في عظته، أمس الأربعاء، من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون :”اليوم في مفاجأة نحن كان من المفترض أن يكون معنا الأنبا إبيفانيوس الذي تنيح منذ شهر وطلبنا منه تجهيز كلمة وقتها، وهما بيرتبوا القلاية بتاعته وجدوا تلك الكلمة التي كان يكتبها إليكم للمتلقي”.
ثم اقرأ مقتطفات منها الكلمة بعنوان “افرحوا في الرب ”
وتابع: كان الفلاسفة اليونانيون خاصة الرواقيون منهم يرون أن الانفعالات البشرية أربعة (الخوف والرغبة والحزن واللذة).
وكان الفرح يندرج تحت اللذة وكان يعتبرونه ظاهرة صحية ولم يعترض الكتاب المقدس على وجهه النظر هذه فكان يربط الفرح بالله فالشعب يفرح عندما ينقذه الله من أعدائه وعندما يمنحه النصر في المعارك، أما الفرح في العبادة فهو فرح من نوع آخر الله يفرح بشعبه مانحًا أيا خيراته ويتجاوب الشعب مع هذا الفرح بالتسبيح والتهليل وأغاني من الفرح وكان تقديم الذبائح يلازمها الفرح لذلك وصفت الأعياد السنوية انها أيام فرح والفرح كان تعبيرًا عن علاقة الإنسان الشخصية بالله فالرجل البار يجد مسرته في شريعة الله أو في كلمته والفرح هو مكافأة الثقة في الله” .
وفي فقرة ثانية، كتب المتنيح نيافة الأنبا إبيفانيوس، هذا الفرح الكامل أو الحقيقي هو موضوع العهد الجديد الفرح بشخص السيد المسيح الذي إذا لم ترونه بأعينكم ذلك الذي وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون فتبتهجون بفرح لا ينطق به.
وعقب البابا على ماسبق قائلًا:” نفرح أن أسمائنا مكتوبة بالسماء نفرح بصوت السيد المسيح وهو يقول “نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ وبنفرح بالأسرار المقدسة كنعم”.
وفي النهاية، اختار لنا فقرة من أقوال القديس غريغوريوس صانع العجائب في عظة في عيد البشارة،”اليوم تتهلَّل صفوف الملائكة بالتسابيح، ونور حضرة المسيح يُضيء على المؤمنين، اليوم قد جاء الربيع المبهج، والمسيح شمس البر أضاء حولنا بنوره البهي، وأنار أذهان المؤمنين.
اليوم آدم يُخلَق من جديد، “وهذا يوم عيد البشارة يوم ما أمنا العذراء أتت لها البشارة “.
ويطفر مع الملائكة منطلقاً إلى السماء، اليوم جميع أرجاء المسكونة اكتست بالفرح، لأن حلول الروح القدس قد أُعطِيَ للبشر.
اليوم النعمة الإلهية ورجاء الخيرات غير المنظورة، تُضيء بالعجائب التي تفوق العقل، وتكشف لنا بوضوح السرَّ المخفي منذ الدهر. ..
اليوم يتم قول داود القائل: «لتفرح السموات وتبتهج الأرض، لتفرح البقاع وكل شجر الغاب، أمام وجه الرب، لأنه يأتي “.
وتابع:”الفرح هنا أصبح بشخص والعهد القديم الفرح في العهد القديم كان بأحداث وعطايا أما في العهد الجديد الفرح بشخص المسيح وده اللي أكلمك عليه باختصار وكده أخذنا مقتطفات طويلة من العظة التي كان حضرها لنا المتنيح الأنبا إبيفانيوس” .
وأوضح البابا تواضروس، أن الجائزة الرسمية للملتقى بتاعكم إحنا اخترنا “JOY ” بشكل المسيح المرحب وطبعًا أن المسيح بلادنا مصر فأخذ تلك الصورة المسيح المرحب حرف الـO دائرة مثل الكرة الأرضية O اختصار Coptic ،وفي صلاة عشية كان في 45 شماس وكانوا من 26 إيبارشية ومن 23 دولة ويكلموا 10 لغات ولكن جميعكم تخدموا معًا وهكذا السماء أيضًا .
ومن Egyp اخترنا حرف الـY شكل نهر النيل وبقيت JOY كلها في شكل الجذور كأنها شجرة كبيرة والشجرة لها جذور اللي أنتم جايين منها وكده يبقى شعارنا (Back to the Roots ” الذي هو عودة الى الجذور وهذا شعارنا اللي قدمنا منه هدايا لبعض المسؤولين
كمان كلمة JOY معناها (Jesus of Youth) المسيح هو الصديق المفرح للشباب نبحث عن الصداقة ونحبها جدًا والصديق مثل المرايا اشوف فيه نفسه ولكن أجمل صديق هو المسيح لأنه الصديق المفرح والصديق المفرح أجده في أربعة أماكن.
المكان الأول: الإنجيل Massage of Joy رسالة الفرح
الإنجيل أساسًا رسالة فرح Good News لكل واحد فينا ” لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ”
وإن كنت لا تقرأ الانجيل كل يوم فأنت تحرم نفسك من رسالة فرح وهو الكتاب المقدس لما يكون جنبك باستمرار ” نموسك يلهج نهارً وليلًا” الكلمة المقدسة يرتل بها ويفكر نفسه بها وفي قصة اتذكرها لشاب وشابة متجوزين جديد رحت أزورهم وكان تعليمهم محدود فوجدت الكتاب المقدس مفتوح فسألتهم أنتم كنتوا بتقروا دلوقتي قالوا لا لسه لم نقرأه النهاردة إحنا مش بنقفله نهائي بنتركه مفتوح قالوا علشان بيتنا يفضل مفتوح كأن فتح الإنجيل هو سبب عمار ، البيت اللي يفرحنا يكون فيه المسيح مش يكون عندنا كذا وكذا لازم تنزلوا خدمة وتشوفوا وده يديلك إجابة الفرح مرتبط بأيه؟؟ الفرح حاجة جوانية بشخص المسيح أول شيء تقابل به صديقك هو إنجيلك لتكون فرحان.
المكان الثاني: كنيستك
كنيستك هي المكان الذي تجد فيه الفرح حتى أكتر كلمة تقال في الكنيسة “هللويا ” والألحان والتسابيح أصل الكنيسة كنيسة تهليل وفرح، وهي مبنية على كده سمعنا الألحان وشاركنا في روح فرح تدخل قلب الإنسان، والقديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة جداً “عندما تدخل الكنيسة وترى الأب الكاهن يفتح ستر الهيكل إنه يفتح باب السماء” وكنيستك فيها مواسم كيهك للعذراء والصوم الكبير ونعيش جو الصوم الكبير وبعدين القيامة وهكذا وبعدين أيام السنة العادية وهذا التنوع يعطى نوع من أنواع الحيوية وكنيستك كنيسة مفرحة ولما تيجي تشترك في تسبيح مدائح الحان صلوات كلها للفرح وتمتلئ بالفرح علشان تأخذ شحنة فرح وشحنة محبة.
المكان الثالث: شعورك بالسماء
أقدامنا على السماء لكن فكرنا يجب أن يكون سماوي ولما كنت أطفال صغار واترشمتوا بزيت الميرون أول رشم كان على المخ بحيث أن أفكار عقلك تكون مقدسة وسماوية ولذلك نقول ” أبانا الذي في السموات ” خلي فكرك دائما في السماء علشان تكون فرحان ومرتاح السماء بنسميها كمال الفرح خلي عينيك وفكرك في السماء واللي فيكم شاطر ممكن يعمل دراسة في الإنجيل عن السماء وحضورها في أحداث الكتاب المقدس إزاي تلاقى مكان السماء في كل موضع.
المكان الرابع: الخدمة
هتقابل المسيح في الخدمة تقابلوا في الإنجيل في الكنيسة وفي خدمتك كل ما تخدم الآخرين حتى بابتسامة فهي خدمة للناس وبمجرد أن تقدم للآخرين سؤال عليهم أو مكالمة أو زيارة كل ما تعمل حاجه لأجل الآخر تكون سبب فرح (اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا).
وختم البابا عظته قائلًا:”افرح بمسيحك اللي هو صديقك وابحث عنه باستمرار ومتخليش حد يأخذ صديقك منك وأحيانًا اللي بيحب صاحبه وكان لي أصحاب ولغاية النهاردة أحس بفرح لما أقابله، وكان لي صديق بمجرد لما أقابله وبمجرد ما نتكلم وبمجرد ما يجي اسمه افتكره على طول صاحبك متخليش حد يحل محله صاحبك المسيح دائمًا يكون حاضر وياك ودائمًا يفرحك ربنا يبارك حياتكم ويكون وياكم وافرحوا باستمرار ، وأنتم الآن تختبروا حياة الفرح خلي حياتك باستمرار مع صديقك خد شحنة فرح كبيرة من المسيح وقدمها لكل أحد وافتكروا الطفل لما أبوه بينططوا لفوق ومشاعر الفرح والخوف ومشاعر الثقة اللي في شخص المسيح، كان نفسي يحضر عدد كبير هذا الملتقى لكن المكان لم يسع سوى هذا العدد كما تحدثت لكم صار لي هذا العدد من الأصدقاء بعددكم ، ونحن نفكر باستمرار كيف نكرر هذا الملتقى ونتقابل ، ولكن الآخرين أيضًا يستطيعوا أن يشاركونا لأن معظم فاعليات اللقاء موجوده على اليوتيوب تقريبًا وعلى صفحة المتحدث الرسمي باسم الكنيسة وربنا يبارك شبابنا ويفرحكم بجذوركم وكنائسكم لإلهنا كل المجد والكرامة” .