ضرب الإهمال ونسيان التاريخ “طابية عرابي” الأثرية بمدينة مصيف بلطيم والتي كانت تستخدم كحصن ضد أي عدوان خارجي قادم عبر البحر.
“تاريخ الزعيم أحمد عرابي آخر ما تبقى منه شوية حديد خردة وأصبحت مرتعا للحيوانات الضالة والخارجين عن القانون نظرًا لوقوعها بين جبال البرلس وكذا في ظل عدم الأهتمام بها سواء من المحافظة أو من وزارة الآثار، كما أن المدافع التي كان يستخدمها الزعيم أحمد عرابي في التصدي لأسطول الاحتلال الأنجليزي عبر البحر الأبيض المتوسط أكلها الصدأ وأصبحت عبارة عن “حديد خردة” بحسب وضعها الحالي.
الدكتور وليد البحيري، أستاذ الآثار الإسلامية، ووكيل كلية الآداب لشئون التعليم والطلاب بجامعة كفر الشيخ، أوضح أن المدافع الموجودة بمنطقة طابية عرابي، بمركز البرلس، والملقاه بوضعها الحالي في الرمال، يرجع تاريخها للعصر العثماني والأسرة العلوية “أسرة محمد علي”، حيث أنشئت منطقة الطابية نفسها بمركز البرلس في عهد صلاح الدين الإيوبي للتصدي للصليبيين.
وأشار إلى أنه تم تجديدها وإنشاؤها كحصن حربي أو نقطة حربية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في عهد الأسرة العلوية، وتم استخدامها كحصن للدفاع عن مصر من المحتلين وقت ذاك نهاية بأيام نضال الزعيم الراحل أحمد عرابي والذي كان يستخدم تلك المنطقة أو المكان الموجود فيها المدافع الحربية الملقاة في الرمال للتصدي للجيش الإنجليزي.
وقال خالد محمد، مفتش آثار بلطيم والبرلس الإسلامية بمحافظة كفر الشيخ، إن منطقة طابية عرابي موقعًا أثريًا مسجلًا في خريطة الآثار الإسلامية وتعد منطقة حفائر، حيث أجريت فيها أعمال حفائر بداية من عام 1992 إلى عام 2007، ومنذ هذا التاريخ توقفت تمامًا تلك الأعمال.
وتابع أنه طوال المواسم المتتالية لأعمال الحفائر بتلك المنطقة جرى الكشف عن أساس غرفتين، ومجموعة من العملات المعدنية ترجع للعصور العثمانية، وبعض المدافع ومجموعة من الشوبك الفخارية “أدوات التدخين”، ومجموعة من الأزرار النحاسية خاصة بالجنود في هذا العصر.
وأضاف أن المقتنيات التي جرى العثور عليها نقلت إلى المخازن المتحفية التابعة لوزارة الآثار كما أن تلك المنطقة ماهي إلا نقطة دفاع ثابتة استخدمها المحاربون القدماء في الدفاع عن مصر ضد الاحتلال الإنجليزي.
وأكد أنه جرى مخاطبة وزارة الآثار المصرية لإجراء أعمال ترميم للمدافع والبقايا المعمارية واستئناف أعمال الحفائر بالمنطقة بعد توقف دام 11 عامًا